لم تتراجع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان التي أنهت امس أسبوعها الرابع، لمصلحة التحركات الديبلوماسية العربية والدولية التي تجرى على نار حامية، بل ان حماوة نيران المدافع الاسرائيلية جارت حماوة الاتصالات، وإن حاولت عدسات المصوريين الإسرائيليين الإيحاء من خلال الصور الملتقطة على جبهة الشمال بأن الجيش الإسرائيلي"في استراحة". وتواصل امس ارتكاب المجازر في حق المدنيين، بل لاحقت الصواريخ الشهداء الى المدافن كما حصل في بلدة الغازية. وبقيت اطنان القذائف والصواريخ تنهمر على البلدات الحدودية التي فرغت من اهلها الى حد كبير، وسجل خلال ليل اول من امس فقط سقوط نحو ألفي قذيفة على الخيام وحدها. وعلى رغم كثافة النيران الاسرائيلية، لم تشهد المنطقة الحدودية تغييراً ميدانياً مهماً عما كان عليه الوضع في الأيام السابقة، فالمواجهات بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي"حزب الله"على ضراوتها، لم تسفر عن تحقيق العدوان الإسرائيلي أي تقدم يذكر في اتجاه اهدافه. وتصر اسرائيل، كما قال مصدر عسكري لوكالة"فرانس برس"في القدسالمحتلة،"على مواصلة قواتنا العمل على عمق يصل حتى 8 كلم داخل الأراضي اللبنانية في منطقة موازية للمنطقة التي تمتد من الساحل غرباً الى المطلة شرقاً". وأسفرت المواجهات عن خسائر بشرية متبادلة وأخرى بين المدنيين تضاف الى التدمير المنهجي الذي تمارسه اسرائيل في غير منطقة لبنانية. الا ان القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان أفادت في بيان"أن الجيش الإسرائيلي"وسع وجوده"في منطقة عيتا الشعب في القطاع الغربيكما عزز قواته في منطقة محيبيب الاستراتيجية التي تشرف على قرى المحور الشمالي من القطاع الأوسطوذكر البيانپعمليتي إطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية في اتجاه موقع للقوة الدولية في قرية الميري في القطاع الشرقي، إضافة إلى عملية إطلاق نار من قبل حزب الله على مقربة من موقع للقوة في حولا كما انفجر صاروخ مجهول المصدر قرب موقع للقوة الدولية في قرية الحنية جنوب شرقي مدينة صور، من دون الإفادة عن وقوع إصابات بين عناصر القوة الدوليةكما أطلق حزب الله صباحاً عدداً من الصواريخ من قرب موقع للقوة الدولية في بلدة تبنين بالقطاع الأوسط من جنوبلبنان، ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على المناطق التي أطلقت منها الصواريخوقدمت القوة الدولية احتجاجاً"شديد اللهجة"إلى الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية على هذه الأعمال، وفق ما جاء في البيان.وفي الجانب الإنساني من مهمات القوة الدولية، ذكر بيان هذه القوات"أن إحدى دوريات"البحث والإنقاذ"أخلت 175 مدنياً من قرية حولا المستهدفة بالغارات الإسرائيلية"بناء على رغبتهم"ونقلتهم إلى مبنى المركز التربوي قرب مدخل القرية. وشدد البيان على أن أعلام الأممالمتحدة رفعت على المبنى وتم إبلاغ السلطات الإسرائيلية بموقعه لتفادي قصفه، وتم إبلاغ السلطات اللبنانية وجمعية الصليب الأحمر بموقع لجوء المدنيين لتأمين المساعدات لهم.وتسعى القوة الدولية، وفق ما ذكره البيان، إلى إقناع قيادة الجيش الإسرائيلي بالسماح بإعادة فتح الطريق المدمر الذي يربط مدينة صور ببيروت بطول 80 كيلومتراً، عبر إقامة جسر موقت في منطقة القاسمية بديلاً من الجسرين اللذين دمرهما القصف الإسرائيلي"يكون مخصصاً لغايات إنسانية". ولم يستطع الجيش اللبناني والقوة الدولية اعادة فتح طريق صور- صيدا عند القاسمية بسبب الغارات والقصف الاسرائيلي على المنطقة. وناشد رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني المجتمع الدولي السعي الى اعادة بناء المعبر"على قاعدة ان الحرب، كما تقول اسرائيل، ليست على المدنيين"، معتبراً"ان قطع الطرق وخصوصاً معبر الليطاني يؤكد ان اسرائيل تحاصر المنطقة بما فيها الهيئات الدولية والإنسانية والمدنيين". من جهتها، قالت مصادر أمنية لبنانية إن القوات الإسرائيلية حاولت امس، التقدم في اتجاه قرى عدة قريبة من الحدود اللبنانية-الاسرائيلية لكنها ووجهتبمقاومة من حزب اللهوقالت المصادر إن القوات الاسرائيلية حاولت التقدم نحو قرى العديسة والطيبة ورب الثلاثين وكفركلا واشتبكت مع مقاتلي الحزب.وأشارت المصادر إلى أن القوات الإسرائيلية دخلت دبل وعين إبل، لكن معارك دارت داخلهما كما دارت اشتباكات في قريتي عيناتا والطيري، بينما فشلت محاولات الجيش الاسرائيلي للسيطرة على موقع تلة العلم شمال الناقورة في القطاع الغربي من الجنوباللبناني.مجزرة جديدة في الغازية وما كادت بلدة الغازية تكفكف دموعاً ذرفتها على ضحايا مجزرة الاثنين في حق المدنيين الذين نزحوا الى البلدة حتى استهدفت بمجزرة جديدة. وقال رئيس بلدية البلدة محمد سميح غدار لپ"الحياة": ان من تبقى من اهالي البلدة كانوا امس يشيعون جثامين 15 شهيداً بينهم اطفال ونسوة وهم: رقية محمد ناصر، علي احمد بدران، زينب حسن بدران، مريم فضل حلال، حسن احمد بدران، ليلى حسن بدران، منال احمد بدران، حسين بدران، احمد مصطفى عنيسي، حسين عباس جوني، علي محمد ليلى، سهام زبد، وفاء الشاعر، الطفل هادي جعفر، عندما قصفت إسرائيل مقدمة الجنازة وسقطت القذائف على منزلين في البلدة،"وسارعنا الى دفن الشهداء على عجل لنعمل على انتشال المزيد من الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض الجديدة، على رغم القصف المتواصل للبلدة". وذكر ان القصف تسبب باستشهاد 14 شخصاً بينهم طفلة وجرح 23 آخرين. وسارع عدد كبير ممن لا يزال يحتمي في البلدة الى النزوح في اتجاه صيدا. وعصراً، استهدفت الغارات طريق الغازية - مغدوشة، ما ادى الى استشهاد 7 مواطنين وجرح 30 آخرين. وحال استمرار القصف دون دفن جثمان الشهيدة شادية احمد زبد وهي من بلدة المنصوري فبقي في براد مستشفى الهمشري ريثما تهدأ الاوضاع لنقلها الى مثواها الاخير في المنصوري. وشيعت بلدة انصار شهداءها الذين قضوا في مجزرة الاثنين، وهم: مروان علي عاصي، ابراهيم زين عاصي، غنى ابراهيم عاصي ووفاء قبيسي. وفي بلدة الغسانية، شيعت جثامين الشهداء: محمد قاسم حمود، سمير قاسم حمود، نور حسن صالح، عبد الله طعمة، فاطمة مخدر، محمد عبد الله طعمة. كما نقلت جثة الشهيد حسين حيدر الى مثواها الاخير في بلدة السكسكية. حظر التنقل في السيارات وبعد فرض حظر التجول الاسرائيلي على المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني من العاشرة مساء، عمدت القوات الاسرائيلية الى المزيد من التضييق على سكان هذه المناطق عبر مناشير رمت بها المروحيات مطبوعة باللغة العربية وموقعة من"دولة اسرائيل"، وفيها ان"كل سيارة من اي نوع كانت تتحرك جنوب الليطاني ستقصف لأنها مشبوهة بنقل الصواريخ والعتاد العسكري الى المخربين"، وهي العبارة التي تطلقها اسرائيل على"حزب الله". وبعد القاء منشورات خلت طرقات شوارع صور والطرقات المؤدية إليها تماماً باستثناء سيارات الإسعاف والصحافيين، كما لجأ من تبقى من السكان الى الطوابق الأرضية. المواجهات وتصاعدت حدة المواجهات بين مقاتلي"حزب الله"والجيش الاسرائيلي ظهراً بعدما سجلت هدوءاً نسبياً في ساعات الصباح. وتركزت المواجهات في القطاع الغربي في دبل ولبونة. وفيما اعلن الحزب في بيان عن"قتل وجرح عدد من الجنود"الإسرائيليين، اقر ناطق عسكري اسرائيلي بمقتل جنديين واصابة خمسة بجروح في دبل. واعلنت المقاومة الاسلامية، في بيان عن تدمير دبابة شرق عيناتا التي تقع في القطاع نفسه. وأفادت"المقاومة الاسلامية"ان"قوة صهيونية حاولت التقدم باتجاه مرتفع اللبونة على الحدود مع فلسطين الى الشرق من رأس الناقورة، فتصدى لها المجاهدون وأجبروها على التقهقر، موقعين خسائر كبيرة في صفوف القوة المتقدمة. وغنم المقاومون مجموعة من العتاد والسلاح تركها الغزاة في أرض المعركة". وأكدت في بيان آخر أنه"في اطار المواجهة المتواصلة دمر مجاهدوها دبابة اسرائيلية في تلة الفريز عند الأطراف الشرقية لبلدة عيناتا ووقع طاقمها بين قتيل وجريح". وفي بيان آخر أعلنت المقاومة أنه"تزامناً مع ذكرى ولادة أمير المؤمنين شن مجاهدو المقاومة هجوماً منسقاً من جهات عدة على موقع جل العلم الحدودي الواقع شرق رأس الناقورة في القطاع الغربي والذي يعتبر من أهم مواقع العدو في هذا القطاع. ودارت اشتباكات عنيفة مع حامية الموقع بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وتمكن المجاهدون خلالها من ايقاع عدد كبير من جنود العدو بين قتيل وجريح". وأكد مصدر عسكري اسرائيلي من تل ابيب ان 3 جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب 5 آخرون بجروح في اشتباك مع مقاتلي"حزب الله"في قرية دبل. وقال المصدر العسكري لپ"يونايتد برس انترناشونال"إن الجنود أصيبوا بعدما أطلق مقاتلو حزب الله باتجاه مدرعة إسرائيلية قذيفة آر بي جي وأصيب جنود كانوا على مقربة منها. وأضاف أن جروح الجنود طفيفة. وقال المصدر العسكري ان جندياً اسرائيلياً اصيب بجروح خطيرة في معارك ضارية جارية في منطقة مدينة بنت جبيل والقرى المحيطة بها. وأضاف إن الجيش الإسرائيلي قتل 15 مقاتلاً من"حزب الله"خلال ليل أمس. قصف وضحايا وأدى القصف في معروب 10 كلم شرق صور الى جرح مدني واحد وبقيت زوجته وابناؤه الثلاثة تحت انقاض جامع دمره القصف الإسرائيلي. وكانت مبرة الامام علي في البلدة تعرضت الى غارة إسرائيلية قبل الظهر، ما ادى الى تدمير جزء منها وأصيب ناطور المبرة خليل موسى الذي نقل الى مستشفى صور الحكومي للمعالجة، وناشد المعنيين، انقاذ عائلته التي كانت في ملجأ المبرة وهي مؤلفة من خمسة اشخاص لا يزالون تحت الانقاض، ولا يعرف عنهم شيئاً. وفي القطاع الشرقي، قتل مدني في ابل السقي من جراء سقوط قذيفة مدفعية واصيب اثنان آخران بجروح في السريرة المجاورة. وكانت هذه المنطقة تعرضت ليلاً لثماني غارات اسرائيلية. ونقل الدفاع المدني جثة رجل من آل ترمس استشهد قبل يومين بغارة استهدفت منزله في ارزون. بريتال وكانت الطائرات الاسرائيلية ارتكبت ليل اول من امس، مجزرة بحق المدنيين في بريتال جنوب بعلبك مستهدفة محلاً للسمانة وملحمة في البلدة، ما أدى الى سقوط 8 شهداء و23 جريحاً، وواصلت امس الجرافات العمل على انتشال الجثث من بين الانقاض، اضافة الى تدمير عشرة منازل ومحال تجارية. والشهداء هم: المختار السابق قاسم صالح 60 عاماً، عباس حسن توفيق صالح 17 عاماً، مريم مفلح اسماعيل 20 عاماً، عباس علي طليس 21 عاماً، زينب مظلوم، طفلان من آل العجمي وطفل من آل صوان لا تتجاوز اعمارهم 7 اعوام. واستهدفت الغارات المزيد من الجسور في البلاد من اكبرها الى اصغرها فدمرت في الواحدة وعشر دقائق جسر السعيدي العليق غرب مدينة بعلبك. ولاحقت طائرة استطلاع اسرائيلية دراجة نارية بالقرب من سيار درك بعلبك عند مدخل المدينةالجنوبي، وقصفتها في شكل مباشر ما ادى الى اصابة المواطنين باسم زعيتر وغالب عباس اللذين كانا على متنها بجروح طفيفة، كما اصيب مواطن من آل القسيسي 60 سنة عند مروره بالقرب من المكان. شمال اسرائيل وردت"المقاومة الاسلامية"على الاعتداءات الاسرائيلية بدك شمال اسرائيل بنحو 60 صاروخاً قبل الظهر كما اعلن من القدسالمحتلة متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية، مشيراً الى عدم تسجيل اصابات بشرية. وأكدت المقاومة الإسلامية انها قصفت شمال اسرائيل بالصواريخ"رداً على تمادي العدو الصهيوني في اعتداءاته على المناطق اللبنانية"واستهدفت صفد ومستعمرات في: كريات شمونة، كفرجلعاد، نهاريا، كرمائيل، صفد الكوش، الشومرة، ايفين مناحيم، هوغشاريم وسنير، دفنة، دان، كفر بالوم، هاغوشاريم، غونين، ناؤوت، مردخاي، ياؤوم، رمات نفتالي، افيفيم، حاميم، عكا. وكان مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى اعلن ان الحكومة الاسرائيلية سمحت امس بنقل آلاف السكان من شمال البلاد، حيث تتساقط صواريخ لپ"حزب الله"، بعدما امضوا ايامهم في الملاجئ منذ بدء العدوان في 12 تموز يوليو الماضي. اسرائيل تطلق سراح مواطن الى ذلك، أطلقت القوات الاسرائيلية سراح مواطن لبناني اعتقلته قبل خمسة ايام مع مواطن آخر في قرية الجبين الحدودية، وسلمت القوات الاسرائيلية علي عقيل حمزة الى القوات الدولية. فيما بقي حسن نعيم عقيل معتقلاً. في المقابل، قال مصدر عسكري اسرائيلي في تل ابيب إن القوات الإسرائيلية أسرت ليل اول من أمس تسعة مقاتلين من حزب الله وتم نقلهم إلى إسرائيل.وقال المصدر العسكري لپيونايتد برس انترناشونال إن القوات الإسرائيلية أسرت 5 من مقاتلي الحزب في منطقة مدينة بنت جبيل وغنمت العتاد العسكري الذي كان بحوزتهم. وألقت القبض على المقاتلين الخمسة بينما كانوا نائمين.وأن قوات إسرائيلية أخرى أسرت 4 مقاتلين من الحزب في قرية المنصورة، وإن هذه الخلية كانت مسؤولة عن بطارية صواريخ مضادة للطائرات.وأسرت القوات الإسرائيلية الأربعة وغنمت العتاد العسكري الذي كان بحوزتهموذكر المصدر العسكري الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية عثرت خلال عمليات ليل اول من أمس على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وأجهزة اتصال وعتاد عسكري.ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نائب قائد الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي العميد شوكي شحرور قولهإن الجيش الإسرائيلي أسر عشرات اللبنانيين منذ بدء الحرب ضد لبنان، وأن قسماً من هؤلاء الأسرى هم من مقاتلي حزب الله وقسماً آخر من المتعاونين معه والقسم الثالث هم مواطنون قام حزب الله بنشاط من داخل بيوتهمواعتبر شحرور أن"حزب الله لم ينكسر بعد لكنه يبدي بوادر انكسار". وقال:"الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 400 مقاتل يشكلون نحو ثلث عدد مقاتليه".صاروخ في الجولان وكانت وزارة الدفاع اليابانية افادت من طوكيو ان 31 جندياً يابانياً دولياً منتشرين في هضبة الجولان اضطروا الجمعة الماضي الى النزول موقتاً الى الملاجئ بسبب سقوط صاروخ قرب ثكنتهم. وذكرت وكالة"كيودو"للأنباء ان صاروخاً اطلقه"حزب الله"من لبنان سقط قرب معسكر في الجولان ينتشر فيه 45 عسكرياً يابانياً من اصل الف جندي دولي في اطار قوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك. ورفضت الوزارة إعطاء تفاصيل اخرى لكنها اكدت ان الجنود اليابانيين نزلوا الى الملاجئ ولم يصب اي منهم بأذى.