في وقت تظاهر آلاف الأشخاص في عواصم غربية وآسيوية وعربية ضد الحرب الإسرائيلية على لبنان، شهدت شوارع لندن تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف احتجاجاً على الموقف الدولي من العدوان الإسرائيلي، هي الأكبر في العاصمة البريطانية منذ الغزو الأنغلو- أميركي للعراق قبل ثلاثة أعوام. وانطلقت التظاهرة التي نظمها"إئتلاف أوقفوا الحرب"من حديقة هايد بارك ظهر أمس، لتمر أمام السفارة الاميركية ومقر رئيس الوزراء توني بلير في"10 داونينغ ستريت"، قبل أن تنتهي أمام مبنى البرلمان. وهتف المتظاهرون أمام مقر رئيس الحكومة:"يو بلير"، مكررين العبارة التي استخدمها الرئيس الأميركي جورج بوش لمخاطبة رئيس الوزراء البريطاني خلال قمة دول الثماني قبل أسابيع. وأكدت ليندسي جيرمان من"أوقفوا الحرب"أن عشرات الآلاف شاركوا في التظاهرة. وقالت"إنهم يرغبون في وقف فوري لإطلاق النار يحترم الحدود اللبنانية". ودعا المنظمون المشاركين إلى ترك"أحذية أطفال امام مدخل مقر بلير"، تعبيراً عن"فظاعة تواطؤ رئيس الحكومة في جرائم الحرب التي أدت إلى مقتل هذا العدد الهائل من الأطفال في لبنان وغزة والعراق وأفغانستان"، وخصوصاً أن أكثر من نصف القتلى في لبنان هم من الأطفال. وكان هذا الائتلاف اعلن في بيان مطلع الأسبوع أن"بلير يتعرض إلى ضغط قوي من جميع الجهات كي يتخلى عن تحالفه مع الرئيس الأميركي جورج بوش المحب للحرب، وأن يدعو إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار". وفي عمان، أصيب شرطيان أردنيان ومتظاهران بجروح طفيفة في مواجهات وقعت خلال تظاهرة في عمان احتجاجاً على العدوان، بسبب محاولة المتظاهرين التوجه إلى السفارة الاسرائيلية للتظاهر أمامها. وقال الناطق باسم الشرطة بشير الدعجا إن السلطات استدعت ثمانية متظاهرين لفترة وجيزة للتحقيق معهم خلال التظاهرة التي جمعت مئتي متظاهر من دون إذن مسبق. واكد أن"رجال الشرطة طلبوا منهم ان يتفرقوا، ثم استعملوا الهراوات لفض التظاهرة بعدما رفضوا الانصياع". في غضون ذلك، تواصلت التظاهرات في المدن الشيعية جنوبالعراق احتجاجاً على الحرب. وتظاهر نحو 100 من العراقيين الشيعة في مسيرة سلمية أمام القنصلية الاميركية والبريطانية في البصرة. وقال ناطق بريطاني إنهم"طالبوا بأن تنسحب اسرائيل من لبنان، وقالوا إن بريطانيا واميركا يجب أن تدفعا ثمن الاضرار"التي سببها القصف الاسرائيلي. وأضاف أن"التظاهرة تفرقت بعد إجراء منظميها مقابلات مع وسائل الاعلام". كذلك، تظاهر مئات أمام مبنى محافظة الكوت 170 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد منددين بالعدوان. وانطلق المتظاهرون من ساحة العامل وسط المدنية باتجاه مبنى المحافظة رافعين صوراً للأمين العام ل"حزب الله"حسن نصرالله. كما حشد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ظهر أمس مئات الآلاف من مؤيديه في بغداد للتعبير عن تأييدهم ل"حزب الله". من جهة أخرى، خرج مئات في تظاهرات نظمتها أحزاب إسلامية ويسارية وحركات عمالية هندية أمام السفارة الإسرائيلية في مومباي، فيما شارك نحو 200"مجاهد"إندونيسي في عرض عسكري توعدوا خلاله بالرد على إسرائيل. وسار الناشطون في"حركة الشبيبة المسلمة في آسيا"قبالة مقر عام الجيش في مدينة بونتياناك الإندونيسية في الشطر الاندونيسي من جزيرة بورنيو وهم يرتدون قمصانا سوداء ويغطون وجوههم بأقنعة من اللون ذاته. وقال رئيس الحركة صعيب ديدو إن المقاتلين ضمن مجموعات يجري تدريبها لتنفيذ تفجيرات انتحارية انتقاما من الهجمات العسكرية الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية ولبنان. وأضاف:"سننتظر اربعة ايام واذا استمر العدوان خلال هذه الفترة سيتحركون". وأكد"اتحاد الصحافيين العرب"خلال اجتماع عاجل لأمانته العامة في القاهرة دعم الصحافيين"المطلق للمقاومة الباسلة الشريفة". ودان بيان أصدره الاتحاد"الحرب الدموية العدوانية النازية التي تشنها إسرائيل توسيعاً لعدوانها وتعميقاً لهيمنتها المشتركة مع الولاياتالمتحدة على المنطقة العربية"، معتبراً أن"الولاياتالمتحدةوبريطانيا هما رأس العدوان، وإسرائيل هي ذراعه".