قال شهود ان شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع في الخرطوم أمس، فيما تجمع مؤيدو أحزاب المعارضة للتظاهر ضد زيادة أسعار البنزين والسكر في الفترة الأخيرة. وكان من المتوقع مشاركة الالاف في الاحتجاج الذي نظمته مجموعة من أحزاب المعارضة، لكن شهوداً قالوا إن شرطة مكافحة الشغب منعت زعماء المعارضة وغيرهم من الانضمام إلى الحشد الذي حظرته السلطات. وركض عشرات الأشخاص يحملون لافتات في الشوارع هرباً من هراوات الشرطة ودروعها. وجاب رجال الشرطة شوارع وسط الخرطوم في شاحنات لتفريق أي حشد يحاول التجمع في مسيرة. وقالت مريم المهدي الناطقة باسم حزب الأمة المعارض إن الحزب طلب تصريحاً من السلطات لتنظيم التظاهرة لكنها رفضت منحه الإذن. وأضافت ان هذه هي الذريعة التي تستخدمها الحكومة لمنع الاحتجاج. ورأى شاهد من"رويترز"شرطة مكافحة الشغب تخطف كاميرا تلفزيونية من مصور في قناة"الجزيرة"كان يصوّر الحشد. وطاردته الشرطة وضربته بالعصي. وسقطت عبوة من العديد من عبوات الغاز المسيل للدموع التي اطلقتها الشرطة على سيارة"رويترز". وجاب ما لا يقل عن سبع شاحنات محملة رجال شرطة مدججين بالسلاح أرجاء العاصمة في استعراض للقوة. وكانت الحكومة اعلنت أخيراً انها ستخفض الدعم على البنزين والسكر لسد عجز في موازنة هذا العام. وقال شهود ان مجموعة من المتظاهرين يرددون هتافات منها"لا لرفع الأسعار"شقت طريقها الى مسافة بضع مئات من الأمتار من القصر الجمهوري في الخرطوم قبل ان توقفها شرطة مكافحة الشغب وتعتقل الرجال. وقالت متظاهرة:"ما لدينا من نفط يذهب عائده مباشرة الى جيوب الحكومة وليس للشعب. الشعب يريد الديموقراطية... هذه مجرد بداية". وينتج السودان نحو 330 الف برميل يومياً من النفط الخام. وتزامنت تظاهرة معارضي رفع الدعم عن البنزين والسكّر مع احتجاج نظمته الحكومة على المساعي لنشر قوات تابعة للأمم المتحدة في دارفور. وسمحت السلطات بتنظيم هذه التظاهرة التي ضمت نحو ألف شخص في مكان قريب. وقال أحد المارة:"وزعوا الحلوى في تظاهرة وألقوا الغاز المسيل للدموع على التظاهرة الأخرى".