استخدمت الشرطة التركية قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة متظاهرين في منطقة بيشيكتاش في اسطنبول في مناسبة عيد العمال، وفق مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في المكان. واندفعت الشرطة تجاة المتظاهرين على ضفاف البوسفور اثناء محاولتهم التوجه الى ساحة تقسيم، مركز التظاهرات في اسطنبول. واستخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع. وتعيش اسطنبول حالة من التوتر منذ الصباح مع رفض الناشطين للحظر الذي فرضته السلطات على التظاهرات في تقسيم. وقبل تحرك الشرطة ضد المتظاهرين في بيشيكتاش، اعلن رئيس شرطة اسطنبول سلامي التينوك عن اعتقال 136 شخصا في مناطق عدة من المدينة خلال النهار. وكانت السلطات قد فرضت طوقاً أمنياً على اسطنبول أمس الجمعة ووَقف الآلاف من أفراد الشرطة خلف الحواجز وسدوا الشوارع للحيلولة دون دخول مسيرات تنظم بمناسبة عيد العمال إلى ميدان تقسيم بوسط المدينة التركية. ومنعت السلطات الكثير من وسائل النقل العام في الدخول كما وانتشر أفراد شرطة مكافحة الشغب لمنع المتظاهرين من دخول الميدان الذي كان مركزاً احتجاجات استمرت لأسابيع في صيف عام 2013 وأصبح مركزا تقليديا لاحتجاج اليساريين. ويقول منتقدون إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والحكومة أصبحا أكثر تسلطا قبل الانتخابات المقررة الشهر المقبل. وقال محمود تانال وهو سياسي من المعارضة كان يحمل نسخة من الدستور التركي في يده "هذا الحشد سلمي وغير مسلح" وأضاف "يريد الناس التعبير عن مشاكلهم لكن الحكومة لا ترغب في وصول صوت هذه المشكلات قبل الانتخابات". وساد هدوء غير معتاد في أنحاء أخرى من المدينة وأغلقت متاجر كثيرة أبوابها ولم يكن هناك الكثير من المارة. وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء مناطق أخرى بالمدينة. وقالت الحكومة إن الميدان لن يفتح إلا أمام من يتظاهرون بسلمية ويتصرفون "باحترام". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الخميس إنه سيزور الميدان لوضع إكليل من الزهور وإحياء ذكرى مواطنين. ودعت أحزاب المعارضة والنقابات الحكومة إلى رفع الحظر. وكان إردوغان وصف المتظاهرين من قبل بأنهم "حثالة" وإرهابيون بعد أسابيع من مظاهرات عام 2013 التي جذبت انتباها عالميا لا يريده وأصبحت أكبر تحد يواجه حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ توليه السلطة عام 2002. ويرغب إردوغان في أن يحقق الحزب فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل مما يسمح له بتعديل الدستور والحصول على سلطات رئاسية واسعة. وبدأت احتجاجات تقسيم في 2013 عندما نظمت مظاهرة سلمية لرفض خطط تطوير حديقة في الميدان. وبعد أن قمعت الشرطة المتظاهرين نظمت احتجاجات في مختلف أنحاء تركيا استمرت لأسابيع وعبرت عن الرفض لحكم إردوغان. السلطات أثناء اعتقالها سيدة في حي بيشيكتاش (أ ف ب)