قال شهود إن شرطة مكافحة الشغب السودانية استخدمت اليوم الأحد الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق مظاهرة طلابية في الخرطوم تندد بالحكومة وارتفاع الأسعار. ونادراً ما تندلع مثل هذه الاحتجاجات في السودان لكن الغضب يتزايد بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية وخطط الحكومة لإلغاء الدعم على الوقود لسد العجز المتزايد في الميزانية وهي خطوة ستضر بالفقراء. وتصل نسبة التضخم إلى 30 في المائة. وقال الشهود إن نحو 200 طالب شاركوا في احتجاج بعد الظهر خارج الحرم الرئيسي للجامعة في وسط العاصمة مرددين هتافات تطالب بخفض الأسعار والإطاحة بالحكومة. وأضاف الشهود أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات عندما حاول المتظاهرون الانتشار في الشارع الرئيسي خارج الحرم الجامعي. ورشق بعض الطلاب الشرطة بالحجارة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشرطة. ورأى مراسل لرويترز وصل بعد انتهاء الاحتجاج قوات من الشرطة وضباط أمن مسلحين بقضبان حديدية يعتقلون بعض الطلاب ويقتادونهم إلى شاحنات. وكان هناك حضور أمني كثيف في جميع أنحاء وسط المدينة. ويعاني السودان أزمة اقتصادية منذ أن فقد ثلاثة أرباع إنتاجه من النفط- المصدر الرئيسي للدخل القومي والعملة الصعبة- عندما استقل جنوب السودان عن السودان قبل عام. وتريد الحكومة إلغاء الدعم على الوقود لسد العجز البالغ 2.4 مليار دولار. وشهدت الخرطوم ومدن أخرى بعض الاحتجاجات الصغيرة بسبب زيادة التضخم في الآونة الأخيرة لكن أحزاب المعارضة لم تتمكن من الاستفادة منها. وأغلقت السلطات لفترة مؤقتة جامعة الخرطوم في ديسمبر بعد أكثر من أسبوع من الاحتجاجات ضد الحكومة. وقالت وكالة السودان للأنباء في وقت متأخر أمس السبت إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيلقي كلمة أمام البرلمان صباح الاثنين. ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل لكنّ دبلوماسياً قال إن من المرجح أن يعلن البشير عن تفاصيل إلغاء الدعم على الوقود وإجراءات تقشفية أخرى.