حين نشرت مجلة"فوربس"الاقتصادية العالمية أخيراً قائمتها حول ما أسمته،"تيار أقوى النساء في العالم العربي"، كانت المذيعة نشوة الرويني في تلك القائمة. يومها تعرّف الجمهور العالمي، وربما العربي أيضاً، للمرة الأولى على سيرة لا يمكن وصفها بأقل من"الحافلة"لسيدة شقت طريقها بجهد وعصامية، فمرّت في كبريات المؤسسات الاعلامية العربية، مبتكرة حيناً برامجها الخاصة ومضيفة حيناً آخر بصمة راسخة على برامج أخرى، وصولاً الى طرقها أبواب هوليود، ولكن عبر العلاقات العامة لا التمثيل. فقد عملت الرويني في"أم بي سي"لسنوات وأسست سيرة"كلام النواعم"، ومن ثم غابت عن الشاشة الصغيرة لتعود اليها عبر تلفزيون دبي في برنامج يحمل اسمها:"نشوة". يتفق كثر على أن صورة المذيعة الجريئة، واللبقة والضحوكة، مغلفة بأداء تلقائي يجعل المشاهد يحس أنه أمام حوار يدور في بيته، مع جارته أو أخته أو صديقته... كل ذلك، لا يمنعنا اليوم من متابعة نشوة، مطلين على صورتها من زاوية أخرى كشفتها"فوربس". انها سيدة الاعمال التي أمّنت الظهور العالمي لممثلين عرب في أفلام هوليودية."سيريانا"كان آخرها. فيما كان اختيارها ممثلين عرباً لفيلم"مملكة الجنة"لردلي سكوت أهمها في"سيريانا"."وكالة نشوة"تمكن النجم المصري عمرو واكد من لعب دور محوري في الفيلم مع النجم جورج كلوني. بعدما مثل غسان سعود وخالد النبوي، عن طريق نشوة في فيلم ردلي سكوت. تقول نشوة متحدثة الى المجلة، إنها، في لحظة، تساءلت لماذا لا يتم كسر صيغة الاحتكار الذي تمارسه وكالات تمثيل عالمية مهمتها البحث عن الوجوه العربية واختيارها للعب أدوار محددة في أفلام عالمية تمت الى العرب بصلة؟ لماذا لا يكون العرب وسطاء، خصوصاً أنه في غالب الوقت،"لا ينجز أصحاب تلك الوكالات الأجنبية مهمتهم بحرفة واتقان، كونهم بعيدين عن خفايا القدرات وأسرار الصناعة". أرباح نشوة، التي اتفق الجميع، مشاهدون ونقاد، على ادائها الاعلامي المحترف، برهنت أيضا أنها سيدة أعمال عربية واثقة. أسست وكالة تدر عليها الكثير من الأموال شهرياً، وهي ترتبط بعقود مع عدد من نجوم التمثيل في العالم العربي، ينتظرون فرصتهم بالاطلالة العالمية، وتحصل على نسب محددة من اجورهم لقاء ظهورهم في الأفلام العالمية. وقد ارتكنت نشوة على شبكة واسعة من العلاقات العالمية، التي تأمنت لها بحكم تجربتها الصحافية، ما ساعدها في ترسيخ"بزنس"خاص بها في الأرضية الهوليودية. وبالعودة الى التلفزيون، فإن المذيعة استمرت في عملها، عبر حلقات"نشوة"التي يعرضها تلفزيون دبي كل أربعاء، والتي تحمل عنواناً يلعب على اللفظ. فالانتشاء الذي قد يشعر به المشاهد لدى مشاهدة البرنامج، لا يعني أن"العرض"حافل بأدوات الترفيه واجوائه، رغم انها لا تنقصه بحكم وجودها في بعض الفقرات، الا أنه"انتشاء"مرتبط بالمعرفة. يركز البرنامج على ضخ فيض من المعلومات في ذهن المشاهد حول المواضيع التي يعرضها. وعبر ثلاث فقرات، بعضها قد يتمحور حول مواضيع طرقها الاعلام من قبل، يتعمد فريق الاعداد، كما تتقصد المذيعة، مقاربة الأمور من زوايا جديدة، وبأسلوب جديد. الضيوف الذين يجلسون على كنبات الستوديو، هم الثقل الحقيقي للبرنامج، فإذا بنا أمام حالات يندر أن نصادفها في واقعنا، وبالطبع على الشاشات. يبدو الجهد المنصب على"نبش"الوجوه الأكثر حدة وتعبيرا لظواهر مثل فتيات الشارع، زوجات الأب، نساء المشاريع الصغيرة، المسترجلات. واضحاً وحيوياً. الدقة معيار رئيس ظاهر في البرنامج في غالب التفاصيل، ولعل الوجه الآخر للمذيعة، وجه سيدة الاعمال، يفسر السبب. * "نشوة" يعرض مساء اليوم على شاشة تلفزيون دبي