التردّد في إرسال جنود يشاركون في قوات الأممالمتحدةبلبنان، إنفاذاً لقرار مجلس الأمن 1701، مبرر ومشروع. فالقرار غامض، وبعض بنوده ينص على أن وجود السلاح في منطقة العمليات يقتضي"موافقة الحكومة اللبنانية". ولا يأتي القرار على تصور خطة تمكّن قوات حفظ السلام من نزع سلاح"حزب الله"الذي أعلن أنه لن يتخلى عن سلاحه طالما تحتل إسرائيل أراضي لبنانية، ولم تجلُ عنها. وأُبلغ الفرنسيون أن في مستطاعهم نزع سلاح"حزب الله"على طريق إنشاء منطقة منزوعة السلاح بجنوبلبنان. لكن الفرنسيين لا ريب يتذكرون كيف كانت المناطق المنزوعة السلاح بالبوسنة، شأن المناطق الآمنة. عصية على السيطرة، وكيف كانت محاولة معالجة الانتهاكات تنتهي، لا محالة، الى مواجهة مسلّحة. والمشكلة نفسها تصح في الجيش الإسرائيلي. فهل تطلق قوات الأممالمتحدة النار على القوات الإسرائيلية، اذا قامت هذه بعملية"كوماندوس"في عمق الأراضي اللبنانية، مثل تلك حصلت بعد وقف العمليات؟ لما كانت مناقشة الأمور الأساسية هذه لا تزال جارية، فهذا قرينة على أن القرار يفتقر الى الوضوح، والالتباس قد يقود الى كوارث. وعلى رغم أن ميثاق قوات حفظ السلام يقضي بحياد هذه القوات، والتزامها الرد على الطرف الذي ينتهك القرار الدولي لا يُتوقع من قوات الأممالمتحدة وممولها الرئيسي هو الولاياتالمتحدة أن تعمد الى إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين. واذا اقتصر عمل"اليونيفيل"على التصدي لپ"حزب الله"وحده، أيقن العرب وشعوب البلدان الإسلامية أن مهمة القوات الدولية الحقيقية هي استكمال ما بدأته إسرائيل، أي نزع سلاح"حزب الله". وما لا شك فيه هو أن الجيش اللبناني غير جاهز، لا سياسياً ولا عسكرياً، لإنجاز ما أخفق الجيش الإسرائيلي في إنجازه. وهي حال"اليونيفيل"اذا هي سعت في اتخاذ"التدابير الضرورية لضمان عدم استخدام منطقتها لأعمال معادية من أي نوع"على ما ينص أحد بنود القرار. ويضطر تنفيذ القرار، بموجب البند السابع، قوات الأممالمتحدة الى إجراءات عنيفة في حق السكان. ويترتّب على هذا توقيف مشبوهين، وتحقيقات، وضبط الطرق جنوب الليطاني. لما كان معظم الأهالي هناك يناصرون"حزب الله"، تحولت"اليونيفيل"، شاءت أم أبت، قوة احتلال مسلحة تقاتل دفاعاً عن مصالح اسرائيل وحليفها الأميركي. فيبعث ذلك مقاومة وطنية، ركنها"حزب الله"، ويرفدها مقاتلون غرباء، ويلحق لبنان بركب العراق وأفغانستان. ويتهدد توسّع رقعة النزاع، وتدفق المتطوعين الإسلاميين، المنطقة. عن مايكل روز جنرال بريطاني، قائد قوات الأممالمتحدة في البوسنة، 94 - 95، "إنديبندنت" البريطانية، - 27\8\2006