سعى داعية الحقوق المدنية الاميركي القس جيسي جاكسون مع وفد ضم رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهوداً وناشطين واعلاميين اميركيين الى تقصي اوضاع الاسيرين الاسرائيليين اللذين يحتفظ بهما"حزب الله", وذلك من خلال لقاءات اجراها الوفد امس, مع مسؤولين لبنانيين سياسيين وروحيين بهدف الدخول على خط التفاوض لانهاء قضية الاسرى والسجناء اللبنانيين والاسرائيليين. وزار الوفد ضاحية بيروت الجنوبية. والوفد الذي انتقل من دمشق الى لبنان برا, اطلع رئيس الجمهورية اميل لحود على المحادثات التي اجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل, واوضح جاكسون الى انه يسعى الى انهاء هذه القضية لا سيما انه سبق له ان قام بعمليات مماثلة في الثمانينات والتسعينات. وشكر لحود القس الأميركي على مبادرته واكد له ان لبنان يطالب منذ سنوات بإطلاق الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية وان يتم ذلك من خلال عملية تبادل, ودعا الرأي العام الأميركي الى الاطلاع على حقيقة ما ارتكبته إسرائيل من اعتداءات بحق لبنان. واكد ان الحصار الإسرائيلي على لبنان يزيد الامور تعقيداً. ورأى ان"ثمة نافذة أمل لاحت بعد الحرب الاسرائيلية من اجل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وعلى إسرائيل أن تتجاوب معها اذا كانت راغبة فعلاً بالسلام". اما جاكسون فقال"ان الاسد اكد دعمه ايضاً لصمود وقف اطلاق النار في لبنان وللتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 الذي يعني انه لن يقدم على اقفال المعابر السورية - اللبنانية وهو يعتقد بضرورة رفع الحصار البحري والجوي المفروض على لبنان". واشار الى ان لحود ابلغ الوفد بأن المساعدات التي تصل الى لبنان ليست كافية لأبناء الجنوب المتضررين بسبب الحصار. ونقل جاكسون عن الأسد دعمه لإطلاق سراح المعتقلين في إسرائيل،"ونحن نعتقد ان إطلاق سراح جميع الأسرى سيساعد في الوصول الى طاولة المفاوضات بدلاً من البقاء في ساحة الحرب فليس هناك من رابح". وقال انه أثار مسألة حال الأسيرين مع لحود"ويعتقد انهما بخير ونحن نأمل ان يكونا على قيد الحياة". وزار جاكسون مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وقال بعد اللقاء:"كان لنا تبادل في وجهات النظر، ونحن نريد لهذه الحرب ان تنتهي، ولوقف النار ان يصمد ويستمر، ولقوات الأممالمتحدة ان تتمركز في مواقعها وتكون صمام أمان لإزالة الخوف، ونريد للمساعدات الإنسانية ان تفتح عن طريق الجو والبحر والبر، ونريد للمعتقلين ان يطلق سراحهم ولن نرتاح قبل إحلال السلام والمصالحة التي نتطلع اليها". وزار جاكسون نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي شدد على ان"لبنان بلد التعايش والتعددية والوحدة الوطنية، والذي يشكل نموذجاً في المنطقة". وأكد"ان العدوان الإسرائيلي عمل غير أخلاقي لأن مشكلة الأسيرين كان يمكن أن تعالج من خلال وسطاء الخير من دون حصول هذه الكارثة". وحمل قبلان"الادارة الاميركية مسؤولية العدوان لأنها خططته وأدارته وكانت منحازة الى اسرائيل", لكنه قال:"نحن إذ نحترم الشعب الاميركي ونقدره، فإننا نطالبه برفع الصوت عالياً لمنع الانفجار في منطقة الشرق الاوسط، والضغط على الإدارة الاميركية لتكون منصفة في إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وفك الحصار على لبنان".