دعا الرئيس اللبناني اميل لحود الإدارة الأميركية الى ان تكون عادلة وموضوعية في نظرتها الى أسباب النزاع العربي - الإسرائيلي وأن تتجاوب مع الدعوة التي أطلقها من على منبر الأممالمتحدة لتفعيل عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والتي لقيت تجاوب الكثير من الدول. ورداً على سؤال لأعضاء وفد أميركي مشترك ضم ممثلين عن غرفة التجارة الأميركية - العربية وعاملين في الكونغرس وشخصيات ديبلوماسية وإعلامية ورجال دين زاروه أمس في قصر بعبدا، أكد لحود أن"عملية السلام في الشرق الأوسط متصلة ومتكاملة ولا يمكن الفصل بين هذه الدولة أو تلك عند البحث فيها. وحده السلام الشامل هو الحل والإدارة الأميركية تعرف هذه الحقيقة لكنها تتجاهلها نتيجة الضغط الإسرائيلي عليها واستسلامها لإرادة الصهيونية العالمية". وقال لحود:"لقد أسقط عدوان تموز يوليو المقولة التي سادت لسنوات عن أن إسرائيل يمكن أن تلعب دور الشرطي الأميركي في الشرق الأوسط وعلى الرئيس بوش ومعاونيه ان يتعاطوا مع هذا الواقع الجديد بعيداً من المكابرة والمزايدة". وأوضح ان لبنان كان وسيبقى ضد الإرهاب والتطرف وأن المقاومة الوطنية ليست مجموعة إرهابيين كما تدعي الإدارة الأميركية بل هي تضم لبنانيين مؤمنين بوطنهم وبسيادته وكرامته وبضرورة تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً الى ان تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير شرعت نافذة أمل في إمكان العودة الى طاولة المفاوضات على غرار ما حصل في مؤتمر مدريد والبحث في كل المواضيع بروح من الواقعية وارادة الحل لتطبيق كل القرارات الدولية ذات الصلة وعدم اعتماد الانتقائية. ولاحظ أن القرار 1701 لم ينفذ بعد مكرراً التمسك بلبنانية مزارع شبعا وضرورة الوصول الى حل سريع لها وفق ما نص عليه القرار الدولي واستعادة الشق اللبناني من بلدة الغجر وعودة الأسرى والمعتقلين اللبنانيين من السجون الإسرائيلية وتسليم إسرائيل خرائط الألغام المزروعة في المناطق الجنوبية. وجزم لحود بأنه"لن تكون هناك حرب أهلية في لبنان على غرار ما يشيع له أعداؤه، لأن اللبنانيين أدركوا أن في وحدتهم خلاصاً لهم"، معتبراً أن كل ما يصدر الآن من مواقف سياسية يندرج في إطار النظام الديموقراطي الذي يميز لبنان عن غيره من دول المنطقة، لكن وعي اللبنانيين كفيل بعدم الانجراف ثانية في أي مغامرة من شأنها الإساءة الى وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات". وأكد لحود أن عملية إعادة الإعمار وإزالة آثار العدوان بدأت لكنها ستأخذ وقتاً بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بلبنان، مشدداً على أنه سيحرص على أن تصرف المساعدات العربية والدولية التي ترد الى لبنان بعدالة وشفافية منعاً لأي استغلال أو اساءة تصرف. والتقى لحود أيضاً وفداً استرالياً ضم رئيسة الحزب الديموقراطي والنائب الفيديرالي اليسون لينت لين فاي والنائب الفيديرالي المسؤول عن اتحاد النقابات العمالية الأسترالية لوري فرغسون وأعضاء في لجنة"أصدقاء لبنان في أستراليا".