كشف القس الأميركي جيسي جاكسون أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد وعد ببذل جهوده للمساهمة في عملية تبادل أسرى لبنانيين مع الجنديين الاسرائيليين اللذين أُسرا في 12 تموز يوليو الماضي. الى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن بلاده"مستعدة لإستئناف المفاوضات"مع إسرائيل في حال وافقت الدولية العبرية على ذلك على أساس المبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن. وكان جاكسون التقى الرئيس الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع ومفتى سورية أحمد الحسون. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن"لقاء مهماً"كان مقرراً أن يُعقد ليل أمس، سيلعب دوراً حاسماً في موضوع تبادل الأسرى. وتشبه الجهود الحالية لجاكسون بتلك التي بذلها عام 1983 عندما استطاع العودة الى واشنطن مع الطيار الأميركي الأسير روبرت غودمان في تلك المرحلة التي تميزت العلاقات بين سورية وادارة الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان، بالقطيعة. وتأتي زيارة جاكسون بعد يومين على نجاح السفير السوري عماد مصطفى في ترتيب زيارة غير علنية لعضو الكونغرس الاميركي دنيس كوسينيتش ولقائه يوم الخميس الماضي الرئيس الاسد، وذلك في أول زيارة من نوعها منذ نحو سنة ونصف السنة. وعلمت"الحياة"أن عضو الكونغرس داريل عيسى كان ألغى زيارة إلى دمشق قبل أسبوعين. واوضح جاكسون أن الاسد"قال انه ملتزم ببذل اقصى الجهود للمساعدة في عملية"تبادل الاسرى، وذلك بعدما اشار الى أن"اسرائيل تريد عودة جندييها وسورية تريد استعادة أسراها وهضبة الجولان و"حزب الله"يريد استعادة أسراه". وزاد:"جئت حاملاً مناشدة الى جميع الاطراف المعنيين، وآمل في أن تُسمع مناشدتي وتلقى رداً ايجابيا". ويُتوقع أن يجري جاكسون اتصالات مع مسؤولين اسرائيلين في شأن تبادل الاسرى. وتناولت محادثات القس الاميركي أيضاً موضوع تنفيذ القرار 1701 وتثبيت وقف النار بين"حزب الله"واسرائيل. وأكد المقداد أن دمشق"تدعم يونيفيل وولايتها وتنظر بكل ايجابية الى الدور المهم للامم المتحدة"، بعدما قال"إن القرار 1701 كان ضبابياً وغائماً، وتم توضيحه. ونحن سعداء لأنه لن يكون هناك أي مهمة يمكن أن تثير مشاكل". وكان المقداد يشير الى اعلان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان القرار الدولي لا ينص على تجريد سلاح"حزب الله"، ولا على نشر قوات دولية على الحدود مع سورية. وفي هذا السياق، دعا فاروق الشرع نائب الرئيس السوري خلال لقائه المبعوث الهندي سي. آر. غاريخان الى تطبيق قرارات مجلس الامن"بعيداً عن الانتقائية والتفسيرات المضللة التي تخدم أطماع اسرائيل ولا تساهم في تحقيق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط". والى القس جاكسون، زار دمشق امس مبعوثو النروج وايطاليا والهند ل"الاستماع الى وجهة نظر"سورية في شأن الوضع في لبنان وتنفيذ 1701 ومهمة القوات الدولية.