سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
داعياً إلى الوقوف مع سورية "مثلما وقفت معنا" وطمأن سكان الشريط محدداً 3 خيارات للعملاء . نصرالله: سنفعل أي شيء لإطلاق أسرانا بعد الانسحاب ولن نقبل بأي اعتداء على سماء لبنان أو مياهه أو أرضه
بيروت "الحياة" حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أن الحزب سيفعل أي شيء لاطلاق الأسرى والمعتقلين اذا ما بقوا في السجون الاسرائيلية بعد الانسحاب، وإذ طمأن "أهلنا في الشريط الحدودي المحتل" ودعاهم الى "عدم تصديق الاشاعات"، أكد "ان امام العملاء ثلاثة خيارات: اما الانسحاب مع الاسرائيليين أو تسليم انفسهم الى القضاء اللبناني أو ان يُقتلوا برصاص المجاهدين"، رافضاً ان يُعطي أحدٌ غطاء لهؤلاء بعد الانسحاب، مطالباً الدول التي تعرض خدماتها لمنح اللجوء للعملاء بتدارك خطأها. وتلقى نصرالله اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية اميل لحود الذي أشاد بالمواقف التي اطلقها. أحيا "حزب الله" ذكرى عاشواء بإقامة مهرجان ضخم في منطقة حارة حريك الضاحية الجنوبيةلبيروت حضره آلاف الاشخاص وسط اجراءات أمنية مشددة، تخللته هتافات ضد اسرائيل وأميركا. تناول السيد نصرالله في كلمته العمليات التي ينفذها المقاومون في الجنوب وقال: ان اعتراف العدو بقرار الانسحاب من لبنان حتى الحدود الدولية وسعيه في عواصم العالم لتأمين انسحاب آمن يخفي هزيمته وذله هو انتصار كبير لنا جميعاً، سواء تحقق هذا الانسحاب في تموز ام لم يتحقق". أضاف: "اليوم نحن في لبنان في حال انتصار تاريخي لا مثيل له. ويمكن ان يكتمل وأن يتكرر ايضاً. ان حديث العدو عن تنفيذ القرار 425 ليس الا خداعاً، فالقرار اصبح العباءة التي يلبسها العدو ليخفي خزيه وعاره وذله وعجزه امام لبنان ومقاومته وشعبه وصموده وتضحياته. وهذه العباءة لن تسترها. فاليوم يتذكر العدو وبعد 22 عاماً ان هناك قراراً دولياً اسمه 425، ونحن نعرف ان هذا العدو لا يعترف لا بقرارات دولية ولا بمجتمع دولي ولا بحقوق بشر ولا يفهم الا منطق القوة الذي هزمه في لبنان". وأكد نصرالله انه "بمعزل عن التزامنا العربي والعقائدي والاسلامي، نحن كلبنانيين لدينا مجموعة مشكلات مع هذا العدو، احداها الاحتلال الاسرائيلي لكنها ليست كل المشكلة، وكحد أدنى سأذكر ست مشكلات واضحة: الاحتلال للأرض، والأسرى والمعتقلون، والأضرار والتعويضات على لبنان، وميليشيا انطوان لحد العميلة التي اوجدها الاحتلال في جنوبلبنان والاعتداءات المستمرة على لبنان براً وبحراً وجواً، يعني اختراق الطائرات الاسرائيلية لسماء لبنان وتعرض الأرض اللبنانية للقصف ودخول الزوارق الاسرائيلية للمياه الاقليمية اللبنانية، وقضية اللاجئين الفلسطينيين المشردين من بلدهم". وأضاف: "عندما ينسحب الاسرائيلي الى الحدود يكون قد حلّ مشكلة واحدة مع لبنان، لكن هناك خمس مشكلات اخرى. الاسرائيلي يخادع العالم واللبنانيين عندما يقول ان انسحابه الى الحدود ينهي كل مشكلاته مع لبنان، وهذا غير مقبول على الاطلاق. ان بقية المشكلات ايضاً يجب ان تجد لها حلاً وعلاجاً والاسرائيلي هو الذي يتحمل المسؤولية عن علاج هذه المشكلات التي هي نتيجة الاحتلال". ورأى انه "اذا خرج الاحتلال من الأرض هناك الأسرى والمعتقلون بمن فيهم الشيخ عبدالكريم عبيد وأبو علي الديراني، يجب ان يطلقوا جميعاً قبل الانسحاب الى الحدود الدولية. وان بقاء الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال سيُبقي هذه المشكلة وأقول وبالفم الملآن نحن قوم لا نترك اسرانا ومعتقلينا في السجون، ومن حقنا ان نفعل اي شيء من اجل ان نطلق سراح الأسرى والمعتقلين". وقال: "يجب على العدو ان يتحمل مسؤولية كل الأضرار والخسائر بالأرواح والممتلكات التي الحقها بلبنان. وبالنسبة لميليشيا لحد، أريد القول أولاً أن سكان الشريط الحدودي المحتل هم أهلنا وشعبنا وأحباؤنا، أنا أقول لهم لا يصدقوا الاشاعات والأكاذيب، انني اخاطب المسلمين والمسيحيين في الشريط والمسيحيين قبل المسلمين، لأقول لهم دماؤكم دماؤنا وأعراضكم أعراضنا وأموالكم أموالنا ولا تصدقوا العدو ولا عملاءه، أمثال انطوان لحد قائد جيش لبنانالجنوبي الموالي لاسرائيل اهلنا في الشريط هم في ضميرنا ومسؤولية كل لبناني شريف وأزيدكم، حتى عائلات العملاء لا يتحملون المسؤولية ولا يتصورن احد ان المطلوب ان تشعر النساء والأطفال والآباء والامهات بخوف أو برعب لا تزروا وازرة وزر اخرى، خصمنا في الشريط المحتل هم العملاء الذين حملوا السلاح مع هذا العدو وأعانوه وخانوا وطنهم وقاتلوا اهلهم، خصمنا هم هؤلاء العملاء والخونة والمجرمون والقتلة، وهنا آتي الى ميليشيا لحد، طبعاً اهل الشريط يجب ان يتعظوا ويأخذوا عبرة، هذه هي جزين، قيل الكثير قبل الانسحاب من جزين وسرى الكثير من الاشاعات. ولكن ها هي جزين وأهلها وبلداتها تنعم بالسلام والأمن والطمأنينة. لم يتعرض احد لأي سوء أو خطر، اما العملاء فبعد الانسحاب الاسرائيلي الى الحدود ليس مقبولاً ان يبقى على الأرض اللبنانية التي تحررت بدماء الشهداء، ميليشيا اسمها ميليشيا انطوان لحد، سواء بقي اسمها كذلك او جيش لبنانالجنوبي أو الحرس الوطني او الحزب الفلاني، هذا تغيير في الأسماء ولن يخدعنا على الاطلاق. مصير العملاء أضاف: "وأقول بوضوح هؤلاء العملاء القتلة المجرمين الخونة امامهم حالة من ثلاثة: اما ان يخرجوا مع العدو او يسلموا انفسهم للقضاء اللبناني واما ان يقتلوا برصاص المجاهدين. لا حلّ آخر. نحن نفضل لهم ان يسلموا انفسهم الى القضاء ليتحملوا مسؤولية ما فعلوا وما ارتكبوا وما جنوا. وهنا قد يفكر العدو بأن يبقي ميليشيا لحد كاحتمال وان كان ضعيفاً في حزام لحدي لحماية حدود هذا الكيان، او لصنع او اختراع او افتعال فتنة في لبنان او كما يقولون حرب أهلية في لبنان، هنا يجب ان يتحمل اللبنانيون جميعاً مسؤوليتهم، أولاً لا يجوز لأحد ان يعطي غطاء لهؤلاء العملاء بعد الانسحاب. العملاء المسلمون ليسوا مسلمين والعملاء المسيحيون ليسوا مسيحيين، ولا يجوز ان يشعر أي عميل انه يمكن ان يحتمي بغطاء احد. لا المساجد ولا الكنائس يمكن ان تكون مأوى للمجرمين والقتلة، هؤلاء قاتلوا محمداً والمسيح وسفكوا دماء المسلمين والمسيحيين في لبنان ويجب ان يتعاطى الجميع مع هذا الشأن بحس وطني وليس بحسابات طائفية. وذلك حتى نتمكن من تفكيك هذا اللغم وثانياً يجب المسارعة الى اجتثاث هذا الوجود العميل وعدم السماح له بالتمادي حتى يحقق العدو ما يصبو اليه. كنت اعتقد ان ميليشيا لحد هي اضعف وأوهن وأعجز من ان تصمد أمام مجاهدي المقاومة بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان، ونحن هنا نتوعدهم ونهددهم ونقول لهم بعد ان يخرج العدو ان لم تخرجوا معه، نحن آتون اليكم ليس للسلام، نحن آتون اليكم بالبنادق، ليس مسموحاً، أعيد وأكرر، ان يبقى عميل على الأرض اللبنانية التي تحررت بفعل دماء الشهداء، وانني أذكر الدول التي تعرض خدماتها بمنح العملاء اللجوء السياسي انها تعتدي على لبنان، وانها لا تمنح اللجوء لمعارضين سياسيين وانما لخونة ومجرمين ومتركبي مجازر في صيدا والنبطية وعربصاليم وكل بلدة من بلدات الجنوب والبقاع الغربي. ونحن كلبنانيين سنسجل لهذه الدول انها تعتدي علينا، وأقول خصوصاً للسياسة الفرنسية ان عليها ان تتدارك اخطاءها والا توغل في الخطأ لأنها لن تربح اسرائيل وسوف تخسر العرب ولبنان وكل الذين ساعدوها ليكون لها موطئ قدم أو محل أصبع في منطقة الشرق الأوسط". الاعتداءات على لبنان وعن الاعتداءات المستمرة على لبنان قال نصرالله: "بعد الانسحاب الاسرائيلي الى الحدود، نحن لا نقبل اي اعتداء على لبنان، على سمائه او مياهه او أرضه، وأي اعتداء سنعتبره عدواناً خطيراً ونتعاطى معه على هذا الأساس وعلى العالم كله ان يعرف وعلى العدو ايضاً ان يعرف ان من حق اللبنانيين ان يدافعوا عن بلدهم في مواجهة اي اعتداء في المستقبل سواء أكان صغيراً أو كبيراً ومهما كان شكله وأياً تكن حجته ويجب ان يفهم الصهاينة ان لبنان لم يعد مكسر عصا ولم يعد حقل تجارب وليس ضعيفاً ولا خائفاً ولا مرعوباً ونحن كما قاتلنا لتحرير أرضنا بالدم سندافع عن بلدنا في وجه اي اعتداء بالقوة والدم ومهما كانت التضحيات". وتوقف عند موضوع اللاجئين الفلسطينيين قائلاً: "هؤلاء يجب ان يعودوا الى ديارهم وبيوتهم ومن حق الفلسطيني في الشتات ان يفعل اي شيء ليعود الى ارضه ودياره، ومن حقه على دول العالم وشعوبها وخصوصاً على حكومات وشعوب العالمين العربي والاسلامي ان يقدموا له كل اشكال الدعم والمساندة ليعود الى أرضه". وحيّا نصرالله ايران التي "على رغم كل التهديدات والتهويلات والاغراءات والأماني فان موقف هذا النظام الاسلامي المبارك صلب وثابت وشامخ، هذا موقف رئيس الجمهورية السيد محمد خاتمي والعلماء والتيارات والشعب". وحيا مواقف الرئيس السوري حافظ الأسد "الشجاعة والثابتة في جنيف وعلى تمسكه الأصيل بكل حق من الحقوق المشروعة وعلى صموده في وجه كل التهديدات الأميركية والتهويلات الاسرائيلية وعدم تنازله عن أي حبة تراب او نقطة ماء او اي شرف وكرامة"، وقال: "على رغم الضغوط ومحاولات الحصار والعزل والتهديد فإن هذا الصمود هو حجة على كل الحكومات العربية والبلدان العربية اذا توافرت لها القيادة الحكيمة والصلبة يمكنها ان تصمد في وجه اميركا واسرائيل وأن يعمل ليستعيد كل حق من الحقوق من دون أي تنازل". وأضاف: "أنا أطالب اللبنانيين ان يكونوا اوفياء لسورية التي وقفت معهم خلال العقود الماضية، واحتضنت شعب لبنان وصنعت سلمه الأهلي وساندت مقاومته ودافعت عنها وحمتها ولولا هذه المساندة لاقتلعت اسرائيل لبنان، ولأصبح ملحقاً اسرائيلياً او اميركياً. ان الحد الأدنى من الوفاء لسورية الا نسمح نحن كلبنانيين ان يستخدم بعضنا أو بلدنا للتآمر على سورية او للعمل من اجل اضعافها لمصلحة اسرائيل ولحسابها. وهذا الحد الادنى وإن كان المطلوب اكثر من ذلك، ان ندرس كلبنانيين كيف نقف الى جانب سورية بعد ان تخرج قوات الاحتلال الى الحدود الدولية. وما دامت ارضها محتلة يجب ان ندرس كيف نقف معها لتستعيد ارضها ولا نعتبر ان هذه ليست من مسؤولياتنا، ان مسؤوليتنا استعادة الجنوب، اما الجولان فلا يعنينا بشيء، هذا اشتباه، هذا خطأ وهذا قلة وفاء، الجولان كجنوبلبنان وكما وقفت سورية مع لبنان لاستعادة الجنوب يجب ان يقف لبنان مع سورية لاستعادة الجولان، اما كيف فليدرس اللبنانيون خياراتهم وماذا يمكن ان يصنعوا". وفي الموضوع الفلسطيني، أعرب نصرالله عن قلقه "لأن كل يوم يمر نشعر فيه ان فلسطين والقدس أصبحتا في مهب الريح، منذ بدء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وتوقف الانتفاضة تغيرت الاحوال. ما يقارب المليون "مهاجر" او محتل او غازٍ أو معتدي يهودي جاؤوا الى فلسطينالمحتلة، وهؤلاء ليسوا عاديين انما بينهم كوادر، مثلاً منذ مدريد حتى الآن، جاء 78 ألف مهندس يهودي الى فلسطين و16 ألف طبيب و36 الف معلم و13 الف عالم في اختصاصات التكنولوجيا المتطورة، هذا الحشد من الكوادر والطاقات من ضمن هؤلاء اليهود، وهناك نحو مليون يهودي في روسيا وبعض الدول جاهزون للمجيء الى فلسطين خلال مدة قصيرة". وختم بالتأكيد على أهمية الانسجام في الموقف الداخلي اللبناني "بين الدولة والمقاومة وخصوصاً العهد الحالي برئاسة اميل لحود والحكومة برئاسة سليم الحص". وقال: "هذا الانسجام هو أكثر من أي وقت مضى ولم يسبق له مثيل ونحن حريصون على هذا الانسجام والتماسك والتكامل لأن فيه قوة للبنان وسورية والعرب والفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، اريد ان أتوجه اليهم بالقول ان هناك مسؤولية اخرى، نخاطبكم بها من موقع الثقة والأمل والرهان عليكم، المناطق المحرومة والفقيرة والمستضعفة هي امانة في اعناقكم وهي مسؤولية انسانية وأخلاقية بين ايديكم، وانماؤها شرط من شروط قوة لبنان وأفضل دعم يمكن ان تقدمه الدولة للمقاومة.