لم يحظ أي إعلام عربي بشهرة توازي تلك التي حازها الإعلام العراقي عند نهاية الحرب وقبل سقوط بغداد، حيث اكتسب آخر وزير للإعلام هناك محمد سعيد الصحاف شهرة عالمية بعد ظهوره المتكرر وبياناته وتعليقاته المضحكة أثناء الحرب. كان ذلك هو كل"إنجاز"الإعلام العراقي الذي كان شأنه شأن معظم الإعلام العربي. ويبدو أن التأثير السيئ والمتراكم لإعلام عصر صدام، جعل أول شيء يفعله العراقيون بعد الحرب إلغاء وزارة الإعلام وتحويلها الى هيئة على غرار BBS. وعلى رأس المنظومة الإعلامية الجديدة تأسست قناة"العراقية"التي انطلقت في محاولة لبدء عصر إعلامي جديد للعراق. وتقول الإعلامية العراقية سهاد اسماعيل مدير مكتب"العراقية"الذي افتتح أخيراً في القاهرة ضمن سلسلة مكاتب للعراقية في عواصم عالمية وعربية عدة:"لقد عملت في الإعلام العراقي قبل وخلال عصر صدام وبعده، ولا يخفى على أحد أنه كان من المستحيل على أي إعلامي فعل أي شيء من دون موافقة نظام صدام الذي كان يراقب كل خبر يذاع. ولذلك كان إعلاماً يعبر عن النظام فقط وكنا نعمل مضطرين". وتضيف سهاد التي كانت أول مذيعة رياضية في العراق:"عندما تم تأسيس شبكة الإعلام العراقي انطلقنا كإعلاميين عراقيين لنبدأ التعامل من جديد مع إعلام حر لا يديره أحد من خلف الستار". وتؤكد سهاد على أن الشبكة"وطنية 100 في المئة يديرها عراقيون بطريقة ديموقراطية بعد أن تسلمناها من فريق إعلامي يتبع LBC اللبنانية حيث وضع لنا صياغة جديدة للعمل". وتتكون شبكة الإعلام العراقي الجديدة من ثلاث قنوات تلفزيونية:"العراقية"الأولى، والثانية "الأطياف"والتي تتوجه بلغات ولهجات غير العربية الى الأقليات مثل الكردية واليزيدية والصابئة. والثالثة هي"الرياضية"إضافة الى أربع إذاعات وصحف ومجلات وتتبع الشبكة من ناحية الإشراف البرلمان العراقي المنتخب من الشعب. هنا لا بد من الإشارة الى أن الإعلام"الرسمي"العراقي هذا يتواكب مع انطلاق فضائيات عراقية كثيرة تتجاوز ما يوجد في أي دولة عربية، وتفسر سهاد ذلك بتعطش العراقيين لإعلام حر وإن كان الأمر لا يخلو من طرح علامات استفهام حول مصادر تمويل بعض هذه الفضائيات ورسالتها. أما عن انطلاق العمل من القاهرة، فتقول سهاد:"سيكون مكتب القاهرة بمثابة مكتب إقليمي وفيه نعد لأكثر من برنامج يذاع من قلب القاهرة مثل"أوراق في حياتي"وپ"أكشن عراقية"...".