انتهى في القاهرة تصوير الفيلم الاول عن حرب العراق، وعنوانه "انا مش الصحاف". قصة رجل كان معجباً بوزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف الى حد اختلاط الامور عليه فصار يظن نفسه الصحاف. صوّر الفيلم في اسبوع واحد، لتبدأ شاشات التلفزة العربية ببث نسخة قصيرة منه 12 دقيقة على ان يعرض في صالات السينما خلال الصيف، على ما افاد مخرج الليبي ابو القاسم عمر راجح. بطل الفيلم هو الشاعر الشعبي وكاتب الاغاني عنتر هلال الذي يشبه الصحاف. ويتوهم البطل انه وزير الاعلام العراقي وتلاحقه الكوابيس. يتخيل نفسه سائراً وسط الدمار في بغداد وملتقياً الرئيس العراقي صدام حسين. وتحاول عائلته بعد انتهاء الحرب الاتصال بالاميركيين لتسليمه املاً في مكافأة. وقبيل النهاية يحلم بأن قوات المارينز الاميركية اعتقلته فيفيق صارخاً: "انا مش الصحاف". قال راجح انه صوّر الفيلم في شوارع القاهرة وان كثيرين من المارة كانوا يتوهمون ان هلال هو الصحاف فعلاً، واضطر للاستعانة بالشرطة لتفريق الحشود. اضاف انه سعى الى "الكشف عن البعد الثقافي في الاعلام العربي عبر وزير الاعلام العراقي محمد الصحاف الذي استخدم ثقافة حرب داحس والغبراء في مواجهة التكنولوجيا الاميركية". وقال المخرج الليبي الذي يرأس ادارة شركة "شعاع" للانتاج السينمائي: "استطاع الصحاف ان يكون قريباً من الناس في العالم العربي للوهلة الاولى، إلا أنني شعرت فعلاً بأنه يعبر عن ثقافة اعلامية عربية تقترب من ثقافة البداوة مقابل آلة اعلامية كبيرة". واوضح انه لم يقصد الاساءة الى الصحاف كشخص، فهو كوزير للاعلام دخل المعركة الاعلامية بمفرده متصدياً "لأكبر عملية لترتيب العالم وفق المنظور الاميركي"، مشيراً الى ان الصحاف "قام في هذه الحرب بدور الكومبارس اللازم للمشهد من دون التأثير فيه". يختتم الفيلم بمشهد يقف فيه جندي اميركي حارساً وزارة النفط العراقية بما يحمله هذا المشهد من "تعرية للهدف الاميركي من هذه الحرب" حسب المخرج. ويستعين الفيلم ببعض المشاهد التسجيلية من وقائع الحرب والدمار الناتج عنها وتدمير تمثال صدام حسين في المشهد الذي نقلته وسائل الاعلام. يذكر ان الصحاف اصبح خلال الحرب الاميركية على العراق نجما اعلاميا واصبحت المفردات التي كان يستخدمها في مؤتمراته الصحافية متداولة على سبيل النكتة. وقام معجبون به بانشاء موقع له على شبكة الانترنت.