سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبر للمرة الأولى أن مصير فلسطين لا يتحدد بالحرب وواشنطن أنجزت مشروع العقوبات . نجاد يدشن مرحلة جديدة في البرنامج النووي : لا نهدد إسرائيل ... ورسالتنا التعايش
دشن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، مصنعاً لإنتاج مادة البلوتونيوم يعمل بالمياه الثقيلة، وذلك في قرية خنداب شمال غربي مدينة اراك وسط قرب مفاعل"اراك"النووي الذي خضع لحراسة مشددة، ونشرت حوله بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، وأحيط بسور شائك ارتفاعه أربعة أمتار. جاء ذلك قبل أربعة أيام من انتهاء مهلة حددها مجلس الأمن لطهران من اجل وقف نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم في 31 الشهر الجاري، ما يشكل تحدياً للغرب وإصراراً على رفض المطالب الدولية. وفيما كرر نجاد، في افتتاح المصنع الذي لن يوضع قيد التشغيل قبل العام 2009، ان"أحداً لا يستطيع حرمان إيران من حقها في الحصول على التقنية النووية سواء أراد الأعداء ذلك أم لا"، شدد على ان إيران"لا تهدد الدول الأجنبية ولا حتى النظام الصهيوني". ورأى مراقبون في موقف احمدي نجاد تحولاً باتجاه تهدئة مع إسرائيل والغرب، علماً انه كان شكك في"المحرقة"، ودعا الى إزالة الدولة العبرية من الخريطة. وللمرة الأولى شدد الرئيس الايراني، في كلمته أمس، على أن"رسالة الشعب الإيراني هي السلام والهدوء وتعايش كل الشعوب على أساس العدل"، داعياً الى استفتاء في فلسطين"يحدد مصير هذا الكيان بعيداً من الحرب والعنف". وردت الحكومة الإسرائيلية سريعاً على احمدي نجاد، مؤكدة أنها"لن تُخدع بتصريحات هدفها الوحيد هو تجنب عقوبات ضد إيران، خصوصاً أن نجاد عبر مرات عن نياته الحقيقية تجاه إسرائيل". ويمكن ان يستخدم المصنع - المفاعل لاحقاً في انتاج البلوتونيوم اللازم لتصنيع رؤوس نووية، لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي صرح بأن المفاعل"خطوة كبيرة في اتجاه الحصول على التقنية النووية، يمكن الإفادة منها في الطب والزراعة وإنتاج الكهرباء وفي كل الأغراض السلمية". وأشار رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية نائب الرئيس غلام رضا آقازاده الى ان"المصنع يستطيع إنتاج 8 أطنان من المياه الثقيلة، تضاف الى كمية مماثلة باشرنا إنتاجها في القسم الأول الذي وضع قيد العمل في صورة تجريبية في 11 تموز يوليو الماضي، ووصل نقاء المياه المنتجة فيه الى نسبة 99,8 في المئة". وأكد ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقدوا الموقع باستمرار، وسيزورونه الأسبوع المقبل. الى ذلك، حذر نائب رئيس البرلمان الإيراني محمد رضا باهنر الدول الغربية من ممارسة مزيد من الضغوط على طهران، لأن ذلك"قد يشكل عاملاً في إثارة الشعب الذي سيطالب الدولة بالسعي الى امتلاك أسلحة نووية". واشنطن: لا افلات من العقوبات وفي واشنطن، صرح مسؤول اميركي ان الخلافات في مجلس الامن على ملف ايران النووي واحتمال فشل الجهود الديبلوماسية الجارية لإقناع طهران بوقف تخصيب اليورانيوم لا يعني ان النظام الايراني سيفلت من العقوبات. واوضح المسؤول، في لقاء صحافي حضرته"الحياة"، ان الادارة الاميركية ستقود تحالفا دوليا لعزل النظام الايراني ومعاقبته اقتصاديا في حال عدم استجابته لمطالب المجتمع الدولي بحلول نهاية الشهر الجاري. واكد ان رفض بعض الدول مثل روسيا والصين فرض عقوبات فاعلة على ايران بسبب مصالحهما الاقتصادية وحساباتهما الاقليمية الاستراتيجية"لن يحول دون قيادتنا تحركا دوليا لعزل طهران ومعاقبة نظامها". ورغم عدم استبعاده الخيار العسكري لتعطيل برنامج ايران النووي، إلا ان المسؤول الاميركي لم يتطرق الى فكرة استخدام القوة، مشددا على ان واشنطن ستواصل العمل ديبلوماسيا لإقناع ايران بخطورة استمرارها في تحدي الارادة الدولية ممثلة بالقرار الذي دعاها الى وقف تخصيب اليورانيوم والعودة الى المفاوضات، وملاحظا ان روسيا والصين تراجعتا عن مواقفهما السابقة المؤيدة لفرض عقوبات على ايران، بعدما اعلنت طهران استعدادها للتفاوض من دون الامتثال لشرط وقف تخصيب اليورانيوم. واشار المسؤول الى ان الرئيس جورج بوش"ما زال يتمسك بتعهده عدم السماح لإيران بالحصول على قدرات نووية". ولفت الى ان الحرب اللبنانية الاخيرة ودور ايران في اشعالها"زادنا قناعة بخطورة السماح لنظام يدعم الارهاب مثل النظام الايراني بأن يحصل على اسلحة دمار شامل". واعتبر ان ايران هي التي تسعى الى مواجهة مع الغرب وليس العكس، مشيرا الى"تدخلها التخريبي"في الشؤون العراقية والفلسطينية واللبنانية وسعيها الى احباط التحول الديموقراطي في المنطقة"لخدمة اهداف افراد ينصبون انفسهم ولاة على شعوبهم بإسم الدين، بلا ترشيح او تصويت او انتخاب". وقال المسؤول الاميركي ان النظام الايراني وحلفاءه"يتطابقون مع الارهابيين في رفضهم فكرة الديموقراطية وحق الشعوب في اختيار قادتها".