قبل ثلاث سنوات، كانت مدن الالعاب المنتشرة على جانبي الكرخ والرصافة تضج بضحكات الصبية والشبان وموائد العائلات البغدادية، لا سيما في عطلة نهاية الاسبوع. اما اليوم فتبدو هذه المدن التي لا تفتح ابوابها سوى لبضع ساعات في النهار بسبب من الانفلات الامني، شبه خالية، يسودها الاهمال وتملؤها الانقاض والنفايات. فمدينة ألعاب"القناة"، اكبر مثيلاتها في بغداد والتي تضم مطاعم ومتنزهات ومسرحاً وحديقة حيوانات وبحيرة اصطناعية وتفتح ابوابها منذ التاسعة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر، يدور دولاب الهواء خالياً في كثير من الاحيان، فيما معظم العاب الاطفال ساكنة وقد طاولها الصدأ. ويقول صباح خليل، احد العاملين في المدينة، ان الوضع الامني يحول دون قدوم العائلات ساعات العصر بعدما كانت تستقبل الزوار حتى منتصف الليل قبل الغزو. ويضيف"ان حرارة الجو لا تشجع ايضاً على ارتياد الاماكن الترفيهية في النهار، لذا تخلو مدينة الالعاب من موظفيها". ويزيد"كنا في الشتاء والربيع نستقبل تلامذة المدارس لكن هذا مرهون اليوم بإغلاق الطرق ومنع التجول". وتزخر بغداد بالمجمعات السياحية والمتنزهات ومدن الالعاب، ومن بينها جزيرة بغداد السياحية التي تحولت قاعدة عسكرية اميركية بعد الحرب، فاقفلت لفترة قبل ان ينسحب منها الاميركيون ويعاود فتحها. وتقع المدينة عند طرف بغداد الشمالي على نهر دجلة، وكانت تضم برجاً ومدينة للالعاب ومطاعم ودار عرض سينمائي ومسرحي وساحات وحدائق. وهناك مدينة للالعاب في الرصافة واخرى في الكرخ"السيدية"ومتنزه الزوراء وحديقة الحيوانات المركزية التي تضم مدينة صغرى للالعاب وحدائق كبيرة وقبة فلكية وبرجا كبيرا. اما ساحة الإحتفالات الكبرى فتضم حدائق وفنادق ومسابح ومطاعم، وهي مغلقة حاليا كونها تقع داخل حدود المنطقة الخضراء. ويقول سامي عزة المدير المفوض لشركة مدينة الالعاب"اجرينا صيانة على الاجهزة والالعاب، كما ادخلنا عدداً من الالعاب الجديدة المصنعة محليا، فضلا عن اجراءات لتوفير اجواء امنية مناسبة بمساعدة وزارتي الداخلية والصحة، لكن هذه الاجراءات ليست كافية لإقناع الناس بارتياد للمدينة من جديد". ويضيف ان مدينته كانت في يوم ما افضل مدن الالعاب في الشرق الاوسط لكنها تراجعت الان امام التطورالذي وصلت اليه المدن المماثلة في المنطقة بسبب الظروف الامنية والاقتصادية. وعمدت امانة بغداد الى انشاء حدائق صغيرة تضم ألعابا متواضعة في وسط التجمعات السكنية، وهي تلقى اقبالاً لأن زوارها يصلون اليها على الاقدام ولا يعانون من مخاطر التنقل في شوارع العاصمة. وتقول ام زينب ان"الاطفال يريدون اللعب غير عابئين بما يجري حولهم، لذا اصطحبهم الى حديقة قريبة من بيتي فيها اراجيح يلعبون بها لبعض الوقت، وسرعان ما نعود الى البيت في انتظار يوم دام جديد".