في وقت توجّهت ديبلوماسية أميركية بارزة إلى الخرطوم، أمس، للضغط على حكم الرئيس عمر البشير لقبول قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور، كشف الاتحاد الأفريقي أن قواته استخدمت القوة للمرة الأولى في دارفور وقتلت 12 عنصراً من جماعة مسلحة اعتدت على جنوده في الإقليم السوداني المضطرب. وقال الناطق باسم بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان نور الدين المازني ل"الحياة"إن"معارك شرسة استمرت خمس ساعات دارت بين قوات من الإتحاد الأفريقي ومسلحين في قرية لوابد القريبة من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور". وكشف ان قوات الاتحاد اضطرت إلى استخدام القوة في مواجهة المهاجمين، للمرة الأولى منذ انتشار القوات الأفريقية في الإقليم قبل أكثر من عامين، و"قتلت 12 من المهاجمين". وكان الاتحاد الأفريقي أعلن قبل أيام مقتل إثنين من جنوده الروانديين في دارفور على يد مسلحين. واتهمت الحكومة السودانية متمردي"جبهة الخلاص الوطني"بشن الهجوم. إلا أن المتمردين رفضوا الاتهامات، فيما رفض الاتحاد الأفريقي توجيه التهمة إلى جهة معينة إلى حين إكتمال التحقيقات. وأشار المازني الى أن نتائج التحقيقات ستُعلن قريباً إذ شارفت على الانتهاء. وفي واشنطن رويترز، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الرئيس جورج بوش سيوفد ديبلوماسية بارزة إلى الخرطوم في مسعى لإقناع حكومة السودان بقبول نشر قوة تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور. وصرحت جينداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية، بأنها ستتوجه إلى السودان لتبلغ الرئيس عمر حسن البشير ان هناك حاجة ملحة إلى قوة للأمم المتحدة في دارفور لوقف ما تسميه واشنطن جرائم الابادة الجماعية. وقالت فريزر للصحافيين:"دارفور على شفا السقوط في هاوية خطيرة... ويجب أن نوقف هذه الإبادة الجماعية". وأضافت:"إنني ذاهبة ومعي رسالة منه بوش الى الرئيس البشير". وذكرت انها ستوضح لقادة السودان ان الانتهاكات وأعمال العنف لا يمكن ان تستمر في دارفور. وتشعر الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص بالقلق من خطط السودان لإرسال 10500 من جنوده الى دارفور. ويقول كثير من منكوبي الحرب في دارفور ان الحكومة مسؤولة عن العنف وان هذه القوات ستزيد الوضع سوءاً. وقالت فريرز:"أنوي أن أبحث معهم كيف يمكن أن نتعاون معاً لنشر قوة دولية مشروعة وجديرة بالثقة"في دارفور. وستواجه فريزر، التي ساعدت في التفاوض على اتفاق أبوجا للسلام، تحدياً صعباً في محاولتها اقناع البشير بقبول قوة للأمم المتحدة في دارفور.