أبدت الخرطوم ارتياحها لاعتراف الولاياتالمتحدة بفشلها في استصدار قرار سريع من مجلس الأمن في شأن ارسال قوات دولية الى دارفور، لكنها أعربت عن قلقها إزاء عزم واشنطن ايفاد مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية جينداي فرايزر لمتابعة اجتماعات المجلس الوزاري للاتحاد الافريقي المقرر في الثالث من آذار مارس المقبل لإقناع الاتحاد الأفريقي بقبول نقل ولاية حفظ السلام في دارفور الى الأممالمتحدة. وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية في الخرطوم بوجود خلافات بين أميركا وشركائها الأوروبيين في شأن ارسال هذه القوات الى دارفور، موضحة ان الدول الأوروبية - بخلاف واشنطن - تتحفظ على اتخاذ اي خطوة استباقية قبل ان يتخذ مجلس الأمن والسلم الافريقي قراره في شأن نقل مهمة الاتحاد الافريقي الى الاممالمتحدة، بجانب تحفظها على أي دور لحلف"الناتو"في هذا الاقليم السوداني المضطرب. وأقر السفير الأميركي في مجلس الأمن جون بولتون بأن الولاياتالمتحدة فشلت في استصدار قرار من مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري في شأن قوة حفظ سلام للأمم المتحدة في دارفور. وأعربت مصادر ديبلوماسية في الخارجية السودانية عن قلقها إزاء عزم واشنطن ايفاد مساعدة وزيرة الخارجية جينداي فرايزر لمتابعة اجتماعات المجلس الوزاري للاتحاد الأفريقي في 3 آذار لإقناع الاتحاد الأفريقي بقبول نقل ولاية حفظ السلام إلى الأممالمتحدة. وذكرت ان فرايزر ساهمت في شكل رئيسي في فشل السودان في الحصول على رئاسة الاتحاد الافريقي خلال قمة الخرطوم الشهر الماضي، موضحة انها مارست ضغوطاً على القادة الأفارقة من أجل عدم منح السودان الرئاسة الأفريقية. وفي تطور ذي صلة، عرض مبعوث الأممالمتحدة إلى السلام في السودان يان برونك مع حاكم ولاية جنوب دارفور الحاج عطا المنان في نيالا، عاصمة الولاية، الأوضاع الأمنية والإنسانية في الإقليم، بعدما زار منطقتي شعيرية وميرشنق والتقى مواطنين وقوات الاتحاد الأفريقي في المنطقة. واستمع برونك إلى تقرير من قائد منطقة شعيرية في الاتحاد الأفريقي عقب الهجوم الأخير الذي تعرضت له، والتزم السعي الى إجراء مشاورات مع المتمردين لإطلاق طيّار أسروه بعدما اسقطوا طائرته أخيراً. وطالب برونك، لدى لقائه حاكم الولاية، الحكومة بعدم مهاجمة المتمردين لئلا تدخل المنطقة في دائرة من العنف، كما طلب عدم استخدام الطائرات العسكرية، مؤكداً ان المؤشرات تؤكد استخدام القوات الحكومية هذه الطائرات في شعيرية أخيراً. ونصح برونك حاكم جنوب دارفور بعدم تسليح القبائل في الإقليم، مؤكداً ان المصالحات القبلية لا يمكن ان تستمر في حال تسليح القبائل، وهو الأمر الذي نفاه الحاكم في شدة وطالب الأممالمتحدة بأن تكون جزءاً من هذه المصالحات. واقترح برونك ان تكون منطقة قريضة في جنوب دارفور منزوعة السلاح. وكشف حاكم جنوب دارفور عن محادثات سرية أجراها مع قيادات المتمردين خلال ثلاثة أسابيع أسفرت عن هدوء نسبي، لكنه قال ان الانشقاقات التي وقعت داخل فصائل التمرد أدت إلى تغيير القيادات. وقال المنان إن المفاوضات كانت سرية لكنها تعثرت بانشقاق المتمردين، واعداً أنه سيقود حواراً مع المسلحين حول منطقتي شعيرية وقريضة"قد تؤدي إلى حل". قاعدة أميركية إلى ذلك، قللت الخرطوم أمس من تقارير تحدثت عن سعي الولاياتالمتحدة إلى إقامة قاعدة عسكرية أميركية في جنوب السودان بذريعة حماية مصادر الثروة النفطية وخام اليورانيوم من وصول من تسميهم"ارهابيين"إليها. وقال مسؤول عسكري سوداني ل"الحياة"أمس ان بعض الجهات الأميركية يُسرّب معلومات غير صحيحة من اجل إحداث تشويش على حكومته، موضحاً انه لا يوجد حتى الآن تعاون عسكري بين الخرطوموواشنطن يصل إلى مرحلة إنشاء قواعد عسكرية، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدة تفرض حظراً على حكومته وتمنع تصدير قطع غيار الآليات والمعدات المدنية والعسكرية التي اشتراها منها السودان في وقت سابق. وكانت مصادر محسوبة على اليمين الأميركي ذكرت أن هناك قلقاً متصاعداً داخل إدارة الرئيس جورج بوش حيال حال عدم الاستقرار في إقليم دارفور حيث يوجد مخزون كبير من النفط واليورانيوم، وتخشى واشنطن"أن تقع هذه المصادر في يد التنظيمات الارهابية". كما تخشى الإدارة احتمال تفاقم الأوضاع الأمنية في منطقة البحيرات العظمى وسط القارة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص متوقع في موارد المياه. وكانت تقارير بريطانية تحدثت أخيراً عن تخطيط وكالة الاستخبارات الأميركية سي اي اي إلى إنشاء اكبر مركز تنصت في ضواحي الخرطوم لمتابعة الأحداث في القرن الافريقي في إطار التعاون الامني بين البلدين الذي بدأ قبل إحداث 11 أيلول سبتمبر 2001، إذ زودت الخرطومواشنطن بمعلومات عن تنظيم"القاعدة"ورموزه. في غضون ذلك، هاجم أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى متمردي حركة"جيش الرب"الأوغندية رجال دين في كنيسة في بلدة نانجري جنوب السودان وخطفوا ما لا يقل عن 38 شخصاً. وقال لينو يوتو تاكواري، حاكم مقاطعة نانجري ل"إذاعة السودان"الممولة أميركياً، أمس، إن المتمردين"دمروا المركز الصحي واغتصبوا سيدة ونهبوا كل الممتلكات وخطفوا مدنيين". وعلى رغم ان الحادث وقع الأحد الماضي، فإن الخبر لم يصل إلى مكتب حاكم المقاطعة إلا أمس بسبب وسائل الاتصال السيئة في حكومة جنوب السودان. وجرى الإفراج عن أربعة مختطفين منهم قس، ومن المعتقد أن بقية المحتجزين وعددهم 33 ما زالوا في أيدي المتمردين.