قال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة:"لا نية لنا بإبداء أي عداء لسورية، بل نريد الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله واستقراره". وأضاف:"نشرنا الجيش اللبناني على الحدود. نحن نريد علاقات ودية مع سورية ونهتم بمسألة الحدود لمنع أي تسلل إلى لبنان. ولا بد من النقاش داخل مجلس الوزراء لاتخاذ قرار في شأن نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية مع سورية". وجاء كلام السنيورة رداً على سؤال لمراسلة التلفزيون الفرنسي tv5 عن رده على موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي اعتبر فيه ان نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية هو بمثابة"أمر عدائي". وقال السنيورة:"أظهرت الحرب وجه إسرائيل الحقيقي وستحتاج محيطاً من المياه لتنظيف هذا الوجه ولن تتمكن من ذلك إلا إذا أدرك الإسرائيليون أنه حان الوقت لتحقيق السلام الفعلي والشريف. وهذا يتطلب رجالاً عظماء وشجعان لتحقيق السلام العادل والشامل ولتطبيق قرارات الأممالمتحدة". ورجح السنيورة أن تتولى إيطاليا إعادة بناء جسر المديرج الذي دمرته إسرائيل وهو أعلى جسر في الشرق الأوسط. وقال في أحاديث لوسائل إعلام غربية إن الجنود الفرنسيين الذين سيصلون إلى لبنان في نهاية الأسبوع للانتشار في الجنوب،"سينضمون إلى 200 جندي موجودين أصلاً في الجنوب. وكما فهمت، غالبية الجنود من المهندسين الذين جاؤوا إلى لبنان لتقديم مساعدتهم في إعادة بناء البنية التحتية". مثمناً مبادرة الحكومة الفرنسية، وأضاف:"علمنا أنه يوجد أيضاً نحو 1700 جندي في البوارج البحرية استعداداً لدعم القوة الدولية في لبنان. وقد تعيد فرنسا النظر في هذه المسألة وترسل قواتها إلى لبنان". ولفت السنيورة الى أن اللبنانيين توقعوا إرسال أكثر من 400 جندي فرنسي وأرادوا حضوراً فرنسياً قوياً، معتبراً أن"ذلك كان سيعزز ثقة المساهمين في القوة الدولية واللبنانيين ككل". وقال:"نأمل بأن ترسل فرنسا قوة إضافية لكننا نتفهم الأسباب التي دعت الحكومة الفرنسية الى اتخاذ هذا القرار ونأمل بأن تغير رأيها قريباً". ورجح السنيورة أن يقرر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن تترأس فرنسا القوة الدولية لو تمكنت من إرسال قوة أكبر، لكنه أوضح أن"الإيطاليين عبروا عن استعدادهم لإرسال قوة كبيرة وسيترأسون على الأرجح القوة الدولية في لبنان. لكن القرار الأخير في يد الأمين العام". ورداً على سؤال، قال السنيورة:"ضد من يدافع الإسرائيليون عن أنفسهم، هل لأن جنودهم خطفوا؟ صحيح أن ذلك غير مقبول لكن ماذا تفعل إسرائيل؟ إنها تخطف الوزراء والنواب ورئيس السلطة التشريعية وهذا إرهاب دولة. كيف يقومون بذلك ويتحدثون عن خطف الجنود". وأضاف:"قلنا منذ اليوم الأول إننا لا نوافق على عملية الخطف لا بل نتبرأ منها لكن ها هي إسرائيل ترتكب هذه الجرائم". وفي مقابلة أخرى، اكد السنيورة انه يتوقع من اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسيل اليوم الاتفاق كدول أوروبية حول مسألة تشكيل القوة الدولية. وعما إذا تم اعتماد قرار آخر لتوضيح مسألة سلاح"حزب الله"، أشار السنيورة إلى أن"القرار لن يُعتمد قبل تقديم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة. وعلى ضوء هذا التقرير، يمكن التفكير بقرار آخر"، مؤكداً أن"الحكومة اللبنانية تتخذ خطوات جدية لنشر نحو نصف قواتها جنوب الليطاني وعند الخط الأزرق من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن وقرار مجلس الوزراء اللبناني بنشر 15000 جندي في الجنوب"، وقال:"لقد نشر الجيش اللبناني 8600 على حدود لبنان الشمالية والشرقية. لكن إسرائيل لم تنسحب كما كان متفقاً وكما وعدت وما زالت تفرض حصاراً جوياً وبحرياً على لبنان ما يعارض القرار 1701". وأشار السنيورة الى أن"الوضع سيهدأ قريباً ولن تشتعل الحرب من جديد"، لافتاً إلى أن"مهمة الجيش جدية ولديه الأوامر بمصادرة أي سلاح تملكه أي جهة غير الدولة اللبنانية، أي أنه سيلاحق أي معلومات يحصل عليها في شكل مباشر أو غير مباشر. فمهمته ليست مجرد عملية بحث لإيجاد الأسلحة. سيحصل ذلك في الوقت المناسب من دون الضغط على أحد، فالجيش يتحرك من منطقة إلى أخرى داخل الوطن أي أن الجنود يتعاملون مع مواطنيهم وليس مع المحتل أو مع خارجين عن القانون". ورداً على سؤال، قال السنيورة:"لا بد من العمل على أساس أننا لا نريد تكرار أحداث الماضي بل نريد المضي قدماً. لقد ساهم حزب الله بتقديم المال للمتضررين لاستئجار منازل والآن يقول إنه يجب الاعتماد على الدولة. لقد ظن الناس أن"حزب الله"سيقوم بكل شيء أي أن الحكومة لن تشارك في عملية إعادة البناء. لكنهم الآن يطلبون مساعدة الدولة لأنهم غير قادرين على حل هذه المشكلة".