توقع قائد عسكري بريطاني كبير أمس ان تخفض بريطانيا قواتها في العراق الى النصف بحلول منتصف العام المقبل بعد تسليم المسؤولية الامنية في الجنوب للعراقيين في غضون تسعة أشهر. وقال القائد، طالباً عدم نشر اسمه، ان بريطانيا ستترك"قوة أصغر كثيراً مما هي عليه الحال الآن، ربما في حدود ما بين 3000 أو 4000 عسكري في منطقة واحدة". وسلمت بريطانيا مسؤولية احدى المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها لقوات عراقية في تموز يوليو وقال القائد انها تأمل في تسليم المسؤولية في محافظة ثانية الشهر المقبل. وتتمركز معظم القوات البريطانية سبعة آلاف جندي حول البصرة، ثاني اكبر المدن في العراق، التي قال القائد البريطاني ان نقل السيطرة عليها الى العراقيين يمكن أن يتم خلال الربع الاول من عام 2007. وأضاف:"هذا كله يتوقف على الاوضاع ويخضع لعوامل شتى لكن في ما يتعلق بالخطة التكتيكية وكفاءة الجيش العراقي فهذا قابل للتطبيق تماماً". وأضاف أن أول مجموعة مكونة من الف جندي بريطاني قد تبدأ العودة الى البلاد في الشهور الاربعة أو الستة المقبلة. وهي تمثل جزئيا القوات التي يجري سحبها من محافظة ميسان، حيث بدأت بريطانيا بالفعل الانسحاب من قاعدتها الرئيسية. وتابع ان قوات قوامها بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ستظل في منطقة البصرة"لحماية استثمارنا"في الامن في الجنوب ودعم القوات الاميركية التي ما زالت تواجه مشاكل أمنية في مناطق أخرى من العراق. و"نتوقع ألا تكون هناك رغبة سياسية في قول: حسنا لقد انتهى الامر فيما لم تحسم بعض الامور بعد في وسط البلاد". وحتى الآن اتسم الجنوب الذي يغلب على سكانه الشيعة بهدوء اكثر بكثير من المحافظات الأخرى التي تسكنها طوائف مختلطة في وسط البلاد. غير أن البصرة شهدت تصاعدا في وتيرة العنف على مدار العام الماضي، ينحي المسؤولون البريطانيون باللائمة فيه على فصائل شيعية تقاتل من أجل السيطرة على المدينة التي تقع في قلب واحدة من مناطق انتاج النفط الرئيسية في العراق. وقال القائد البريطاني ان المخاوف الامنية الرئيسية تتعلق بميليشيا محلية مثل فروع"جيش المهدي"التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأضاف ان"التيار السائد من جيش المهدي لا يشكل قلقا بشكل خاص لكن هناك عناصر مارقة بعضها قريب من هياكل حكومية تثير القلق".