أعلن وزير الدفاع البريطاني ديس براون أمس أن القوات البريطانية في العراق ستخفض بضعة الاف في حلول نهاية السنة المقبلة. وقال براون في خطاب ألقاه أمام معهد"رويال اينستيتوت أوف انترناشونال أفيرز":"يمكنني أن أقول لكم إنه في حلول نهاية العام المقبل، أتوقع خفض القوات البريطانية في العراق في شكل كبير، ببضعة آلاف". وأوضح أن"في نهاية المطاف، يتوقف ذلك بالتأكيد على الظروف على الأرض، بما فيها مستوى التهديد وقدرة العراقيين على مواجهته، وسيعود القرار النهائي الى قادتنا"العسكريين. وأضاف أن"التخطيط لذلك جار منذ بضعة أشهر"، موضحاً أنه شدد لدى الذين يخططون لخفض عديد القوات على"أن يدرسوا كل الخيارات"كي"لا يبقى أي جندي اضافي في العراق أكثر من المدة الضرورية". واعتبر أن"استراتيجية التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة تحرز تقدماً"على رغم العنف. وندد براون أيضاً بموقف إيران من الوضع في العراق، واعتبره"غير مقبول"، لافتاً الى أن سلوكها"يبقى مصدر قلق كبير". وفي معرض تفصيل الجدول الزمني لنقل مسؤوليات الامن في محافظات البلاد الى السلطات العراقية، أكد براون أن محافظة ميسان قد تنتقل الى سيطرة القوات العراقية اعتباراً من كانون الثاني يناير المقبل ومحافظة البصرة خلال الربيع المقبل. إلا أن وزير الدفاع شدد أمام معهد"شاتام هاوس"على وجوب"أن نكون واضحين بأن نقل المسؤوليات لا يعني الانسحاب". وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أعلنت الأربعاء الماضي للنواب البريطانيين أن لندن تأمل في نقل السيطرة على مدينة البصرةجنوبالعراق الى قوات الأمن اعتباراً من الربيع. وذكرت أن عملية نقل السيطرة الامنية الى القوات العراقية"جارية في شكل جيد". وأضافت"أن تقدم العملية الجارية في البصرة تمنحنا الثقة في أننا سنكون قادرين على نقل السيطرة في هذه المحافظة أيضاً في وقت ما في الربيع". وكانت المسؤولية الامنية في محافظة ذي قار وعاصمتها الناصرية، انتقلت الى القوات العراقية في 21 ايلول سبتمبر الماضي. يذكر أن محافظة ذي قار هي الثانية من اصل 18 محافظة عراقية تنتقل الى السيطرة العراقية بعد محافظة المثنى الواقعة هي الاخرى في الجنوب. وسبق أن قُتل 126 جندياً بريطانياً في هذا البلد منذ اجتياحه في آذار مارس 2003. وفي روما، أعلن رئيس الحكومة الايطالي رومانو برودي أن آخر العسكريين الايطاليين المنتشرين في العراق سيغادر هذا البلد في مطلع كانون الاول ديسمبر بعد تسليم القوات العراقية قاعدة كانوا يشغلونها في جنوب البلاد. وقال برودي في مقابلة مع شبكة تلفزيون"تيليلومبارديا"الاقليمية:"لم يبق في الناصرية سوى 60 الى 70 جندياً إيطالياً لتسليم الثكنات الى الشرطة العراقية. وسيعود هؤلاء الجنود الى ديارهم بين الأول والثاني من كانون الأول المقبل". وأكد رئيس الحكومة الايطالي أنه تحدث ايضاً مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي أعرب له"عن أسفه"لهذه المغادرة. وأضاف برودي:"لكنه بوش كان يعرف بأننا سنغادر لأننا أعلنا ذلك خلال حملتنا الانتخابية". وكانت حكومة يسار الوسط برئاسة برودي جعلت من موضوع الانسحاب التام للقوات الايطالية من العراق أبرز مواضيع حملة الانتخابات التشريعية في نيسان أبريل الماضي. إلا أن حكومة اليمين السابقة التي كان يترأسها سيلفيو بيرلوسكوني كانت في المقابل أحد أبرز الحلفاء الأوروبيين للادارة الأميركية ونشرت في جنوبالعراق في حزيران يونيو 2003 حوالي ثلاثة آلاف جندي. وفي بولندا، أعلن الرئيس ليش كاجينسكي خلال مؤتمر صحافي أن وارسو ستسحب جنودها التسعمئة الباقين في العراق في حلول نهاية العام المقبل.