اتفقت الفصائل الفلسطينية على الشروع في المشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون اسبوع، على ان يتم توجيه مذكرة في هذا الشأن الى كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية، في وقت شكلت هذه الفصائل لجاناً لخوض المفاوضات في شأن تشكيلها وبرنامجها. وقال قياديون في فصائل المقاومة الفلسطينية ان القوى الوطنية والاسلامية عقدت اجتماعاً لها في اطار لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد في مدينة غزة للبحث في سبل تشكيل الحكومة تنفيذاً لبنود"وثيقة الاسرى"التي توافقت حولها الفصائل الشهر الماضي. وقال عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"صالح زيدان ل"الحياة"ان المجتمعين اتفقوا خلال الاجتماع على الشروع في الحوارات من اجل تشكيل هذه الحكومة خلال الايام القليلة المقبلة، مشيرا الى ان كل فصيل شكل لجنة خاصة لخوض غمار المفاوضات في شأن تشكيلة الحكومة وبرنامجها. واضاف ان المجتمعين اتفقوا ايضا على توجيه مذكرة لعباس وهنية في شأن ضرورة تطبيق آليات تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني التي باتت تعرف باسم"وثيقة الأسرى". وقال ان هذه الآليات الخمس هي المشاورات في شأن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية، وتفعيل اللجنة الخاصة بإعادة بتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها، والعمل من أجل تشكيل جبهة مقاومة وطنية موحدة بمرجعية سياسية، واعادة تفعيل مجلس الامن القومي، وتثبيت مبدأ التمثيل النسبي في انتخابات الاتحادات والنقابات ومجالس الطلاب وغيرها من الهيئات. وعن تشكيلة هذه الحكومة وبرنامجها، رأى زيدان ضرورة ان تضم كل القوى والفصائل الراغبة في الانضمام اليها، حتى من خارج الكتل النيابية. واعرب عن اعتقاده بضرورة ان تتشكل الحكومة بالتوافق، مبدياً اعتراضا واضحا على تشكيل حكومة تكنوقراط، حتى ان كان اعضائها من الفصائل. واعتبر ان حكومة التكنوقراط ليس بوسعها حل المشاكل الفلسطينية، مشددا على ضرورة ان يكون برنامج حكومة الائتلاف الوطني مستندا الى"وثيقة الاسرى"، على ان يكون ذلك مقدمة لتنفيذ بقية آليات هذه الوثيقة. ووصف اجواء الاجتماع ب"الايجابية". بدوره، رأى عضو اللجنة المركزية لحزب"الشعب"وليد العوض عدم وجود جدية في مسألة تشكيل مثل هذه الحكومة، مطالباً بتوافر هذه الجدية. واعتبر ان هناك من يرى في اسس تشكيل حكومة ائتلاف وطني شروطا يضعها في وجه الاخرين. وضم العوض صوته الى صوت زيدان في المطالبة بالحوار على برنامج سياسي يستند الى"وثيقة الاسرى"التي تقلص الفوارق والهوامش السياسية بين الوان الطيف الفلسطيني، مطالباً بتطبيق"وثيقة الاسرى"برؤية فلسطينية خالصة. ورأى ان المخرج الوحيد يتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية مستندة الى برنامج سياسي وقادرة على صوغ مبادرة سياسية شاملة تقدم للامم المتحدة بجمعيتها العامة ومجلس الامن، مستفيدة مما حصل في لبنان. واعتبر انه عندما يكون هناك وضوح سياسي يمكن للاشقاء العرب حمل المبادرة الى الاممالمتحدة، وبالتالي اخراج القضية الفلسطينية من تحت سيطرة الولاياتالمتحدة وحلفائها. من جانبه، اعلن الناطق باسم حركة"حماس"سامي ابو زهري ان الحركة شكلت لجنة مؤلفة من اربعة من قيادييها مهمتها اجراء المشاورات في شأن تشكيل الحكومة.