أشاع مسؤولون رسميون وقيادات فصائلية أجواء من التفاؤل أمس بقرب التوصل الى توافق خلال جلسات الحوار الوطني خلال يوم او يومين، ما يعني التوصل إلى اتفاق تاريخي يبعد شبح الحرب الاهلية المخيم على الاراضي الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة. وتجري حالياً حوارات على مسارين متوازيين يومياً، احدهما يضم الفصائل الخمسة الكبرى وهي حركات"فتح"و"حماس"و"الجهاد الاسلامي"والجبهتين الشعبية والديموقراطية، أما المسار الآخر فيضم ممثلاً عن كل فصيل من الفصائل ال13 المنضوية تحت لواء لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية، بالاضافة الى ممثلين احدهما عن الرئيس والآخر عن رئيس الوزراء. وجاءت أولى اشارات التفاؤل من رئيس الحكومة اسماعيل هنية الذي توقع أن يتم التوصل الى"اتفاق يجمل الحوارات المهمة التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية". وقال هنية الذي بدا متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق، انه اجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أطلعه خلاله على ما دار في جلسات الحوار الماراثونية الجارية في غزة حالياً. وطمأن هنية موسى الى سير هذه الحوارات، مشيراً الى ان هناك تقدماً ملموساً حصل بعدما تم تجاوز بعض نقاط الخلاف على قاعدة المقاربات السياسية. وأبدى وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار تفاؤلاً إزاء انجاز توافق وطني خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة. وقال الزهار ل"الحياة"انه تم جسر الهوة في كثير من بنود وثيقة الاسرى التي يجري الحوار على أساسها. وأضاف انه"تم الاتفاق حول البند الرابع"من وثيقة الاسرى الذي ينص على ضرورة"وضع خطة فلسطينية للتحرك السياسي الشامل". واشار الى ان"البند السابع وما قبله وما بعده ينتظر الصياغة... المبادئ واضحة وهناك اتفاق حولها". وينص البند السادس على"تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس يضمن مشاركة كل الكتل البرلمانية". اما البند السابع فينص على ان"ادارة المفاوضات هي من صلاحيات منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية على قاعدة التمسك بالاهداف الوطنية وتحقيقها، على أن يتم عرض أي اتفاق مصيري على المجلس الوطني الفلسطيني الجديد للتصديق عليه أو اجراء استفتاء عام". وقال الزهار ان"بضع كلمات يجب ان تضاف الى البند السابع، ويجب اعادة صوغ البند الخامس ثم تنتهي هذه الوثيقة ان شاء الله الى اتفاق". وعن امكان تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال الزهار انه ستكون هناك دعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرا ان الامر متروك للحوار. واعرب عن اعتقاده انه لن يتم تشكيل هذه الحكومة فوراً. بدوره، قال الناطق باسم حركة"فتح"ماهر مقداد ل"الحياة"ان"الحوار يسير في شكل طيب". وبدا مقداد متفائلاً بقرب التوصل الى اتفاق خلال يومين أو ثلاثة أيام، الا انه قال ان"الايام علمتنا ان يكون تفاؤلنا مشوباً بشيء من الحذر، خصوصاً بعد ما شهدناه من احداث مؤسفة خلال الأيام الماضية في الشارع الفلسطيني"، في اشارة الى عمليات القتل والخطف والاشتباكات المسلحة بين أنصار حركتي"فتح"و"حماس". واكد مقداد ان الامور تتجه"نحو وفاق وطني يجمع الكل الفلسطيني ويؤسس لبرنامج موحد نواجه به كل التحديات التي تمر بالشعب الفلسطيني". وقال ان كل الخيارات المخارج ستكون مقبولة على حركة"فتح"ان"كانت حكومة وحدة وطنية تضم كل الفصائل او حكومة تكنوقراط، وان كانت وثيقة الاسرى تضمنت الحديث عن تشكيل حكومة ائتلاف وطني". ووصف المحلل السياسي حسن الكاشف في حديث ل"الحياة"التقدم الحاصل في جلسات الحوار الوطني بأنه"بطيء". وان"هناك قضايا كثيرة لم يتم التوصل الى صياغات مشتركة حولها"، معتبرا ان"هناك مأزقاً وهناك مخارج عدة يتم التفاوض حولها، منها تشكيل حكومة ائتلاف وطني، او حكومة تكنوقراط تتولى ادارة شؤون الحياة وتترك الأمر السياسي لمنظمة التحرير والرئيس". وعلى عكس أجواء التفاؤل التي عكسها المتحاورون، فإن الكاشف لا يرى الاتفاق قريباً. ورأى ان"موافقات حركة"حماس"أولية على ما تم الاتفاق حوله، وبالتالي أرى ان جهداً خارجياً مكثفاً يمكن أن يضمن وصول الساحة الى توافق وطني وليس اتفاقاً وطنياً".