دخل الحوار الفلسطيني، الدائر في مدينة غزة منذ نحو اسبوع في شأن"وثيقة الاسرى"، في حال من المراوحة لخلافات على مخارج، سياسية او قانونية او لفظية، لنقاط قيد البحث. وبدا أن التقدم الكبير الذي حصل في جلسات الحوار الاخيرة في شأن الوثيقة المؤلفة من 18 بنداً توقف عند ثلاث نقاط خلافية رئيسية بين حركتي"فتح"و"حماس". ولم تنجح محاولات ل"حلحلة"الامور في نقطتين من اصل ثلاث نقاط خلافية، أولاهما المتعلقة بالمقاومة، والثانية المتعلقة بالمفاوضات مع اسرائيل وعرض الاتفاق معها على المجلس الوطني الفلسطيني أو الاستفتاء الشعبي العام. وطرأت مشكلة جديدة ثالثة على الحوار، حلت محل مشكلة تم حلها، وهي تتعلق بتشكيل حكومة ائتلاف وطني. وجاءت هذه المشكلة الجديدة لتحل محل معضلة اعتراف"حماس"بمنظمة التحرير الفلسطينية التي انتهت في الجلسة الموسعة للحوار التي عقدت في مقر اللجنة التنفيذية للمنظمة في مدينة غزة واستمرت حتى بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء. وجاء الاتفاق على النقطة المتعلقة بمنظمة التحرير ليحل عقدة حالت دون مشاركة عدد من الفصائل في الحكومة الحالية برئاسة اسماعيل هنية. لكن الاتفاق على هذه النقطة هو بمثابة"اعادة انتاج"للبند الوارد في اعلان القاهرة الذي توصل اليه الفلسطينيون في 17 آذار مارس 2005 في ختام جولة من الحوار في العاصمة المصرية، مع تعديل بسيط. وبحسب مصادر مشاركة في الحوار فان البند المتعلق بالمنظمة اصبح كالآتي:"الاسراع في انجاز ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في آذار مارس 2005، في ما يتعلق بتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وانضمام كل القوى والفصائل اليها وفق اسس ديموقراطية ترسخ مكانة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في اماكن وجوده، بما يتلاءم مع المتغيرات على الساحة الفلسطينية، وبما يعزز قدرة المنظمة في القيام والنهوض بمسؤولياتها". اما الخلاف على حكومة الوحدة الوطنية فيتمحور حول تشكيلها الآن بحسب ما تطالب القوى والفصائل المختلفة، او إرجاء تشكيلها الى موعد لاحق كما تسعى حكومة"حماس". وقالت مصادر مشاركة في الحوار ل"الحياة"ان المشكلة تتلخص في أن"حماس"ترغب في تضمين وثيقة الاتفاق دعوة لتشكيل وحدة وطنية في وقت لاحق وفق برنامج ربما لن يكون مقبولاً من جانب"فتح"وبعض القوى الاخرى. في حين تطالب"فتح"وعدد من الفصائل تضمين الوثيقة نصاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج يحظى بإجماع وطني يكون مقبولاً من المجتمع الدولي ويفسح في المجال، مع تشكيلة الحكومة، لرفع الحصار الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة عن الشعب الفلسطيني. لكن عدداً من قادة وممثلي الفصائل الذين تحدثت اليهم"الحياة"أبدوا تفاؤلاً إزاء التوصل الى اتفاق وطني على مجمل بنود الوثيقة. وتوقعوا انجاز ذلك خلال جلسات الحوار المقبلة. وستعقد اليوم الاربعاء جلسة أخرى موسعة بهدف ردم الهوة في النقاط الثلاث محل الخلاف. وكان أمين سر لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية ابراهيم أبو النجا قال للصحافيين في اعقاب اللقاء الذي عقد ليل الاثنين - الثلثاء ان التوصل الى توافق وطني اصبح مسألة وقت فقط، وقال:"سيفاجأ الشعب الفلسطيني بإنجاز كبير خلال اليومين المقبلين". ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية صالح زيدان في حديث الى"الحياة"أجواء الجلسة بأنها"ايجابية". ورأى ان"الحوار شهد تقدماً ملموساً في صوغ العديد من البنود الواردة في وثيقة الاسرى". واعرب عن تفاؤله"بالوصول الى برنامج سياسي ونضالي مشترك يكون منبثقاً من وثيقة الاسرى، وايجاد الآليات التنفيذية لهذا البرنامج من خلال حكومة ائتلاف وطني، ووضع خطة لتطوير منظمة التحرير وتفعيلها موضع التنفيذ". على صعيد آخر أ ف ب، افادت مصادر طبية وأمنية أن طفلاً فلسطينياً قتل و11 شخصاً أخرين، بينهم اطفال تراوح اعمارهم بين اربعة و15 عاما، اصيبوا مساء امس في غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارة في شمال مدينة غزة. واضافت المصادر ان الغارة وقعت بين مدينة غزة وجباليا.