أكد مسؤولون أن قوات إثيوبية دخلت أمس مدينة بيداوة مقر الحكومة الصومالية الانتقالية، لتعزيز قدرة حلفاء أديس أبابا على صد أي هجوم محتمل لميليشيات"المحاكم الإسلامية"التي تسيطر على العاصمة مقديشو وغالبية مناطق جنوب البلاد، ما قد يرفع حدة التوتر بين الإسلاميين والحكومة الضعيفة. وقال اثنان من زعماء الميليشيات، طلبا عدم ذكر اسميهما، إن عدداً غير معروف من الجنود الإثيوبيين عَبَر الحدود الصومالية فجر أمس، ومروا بقرى كثيرة في طريقهم إلى بيداوة. وليست هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها شهود ومسؤولون محليون دخول الإثيوبيين، لكن أديس أبابا ومسؤولي الحكومة الانتقالية اعتادوا نفي هذه الأنباء. وأشار عدد من قاطني بلدة عوديينل التي تبعد نحو 30 كيلومتراً من بيدواة، إلى أنهم شاهدوا 11 شاحنة عسكرية إثيوبية، كانت في طريقها إلى مقر الحكومة وعلى متنها 300 جندي مزودين أسلحة ثقيلة. وقال أحدهم ويدعى آدم عبدي:"شاهدنا القوات الإثيوبية هنا في عوديينل. كانوا يتقدمون صوب بيداوة. عرفنا أنهم إثيوبيون من شاحناتهم وزيهم العسكري". وتخشى إثيوبيا المسيحية، وهي حليف قوي لحكومة الرئيس الصومالي عبدالله يوسف، من تعاظم نفوذ"المحاكم"التي هزمت زعماء حرب موالين للولايات المتحدة وبسطت سيطرتها على مقديشو ومحيطها، خصوصاً مع عدم استقرار الأوضاع في منطقة أوغادين ذات الغالبية الصومالية. وهي هددت مراراً ب"سحق"الإسلاميين إذا فكروا في مهاجمة بيداوة. وفي سياق موازٍ، وافقت الحكومة الصومالية على التعاون مع منظمة اريترية متمردة، مجددة اتهامها حكومة أسمرا بدعم"المحاكم الإسلامية". واتفق الموفد الخاص للحكومة الصومالية لدى الاتحاد الاوروبي يوسف محمد إسماعيل ووزير خارجية"جبهة التحرير الاريترية"يوهانس زرماريا، خلال محادثات في جنيف أول من أمس، على عقد لقاءات رفيعة المستوى في المستقبل لترسيخ التعاون الجديد. وقالت الحكومة في بيان إن الطرفين"اتفقا على ان التنسيق بين القوى الديموقراطية لمختلف بلدان القرن الافريقي بات الآن واجباً ملحاً، كما اتفقا على أن مستقبل السلام والديموقراطية وتطور بلدان القرن الافريقي يمر عبر تطبيق التكامل السياسي والاجتماعي - الاقتصادي الحيوي المبني على حرية تحرك الاشخاص والممتلكات". ويُدخل الاتفاق عنصراً جديداً لا يخلو من الخطر على المعادلة المضطربة في الصومال، حيث توجه إلى كل من اثيوبيا واريتريا تهمة التدخل عبر دعم الفصائل المتنافسة. وخلص بيان الحكومة إلى أن"الحكومة الاريترية تلعب لعبة خطرة، اذ اصبحت حكومة في خدمة القوات التي تهدف الى زعزعة استقرار المنطقة". من جهة أخرى، أعلنت"المحاكم"تنظيم منتدى وطني للتخطيط لمستقبل الصومال. ودعت الأطراف الصومالية كافة إلى المشاركة في المؤتمر. وقال الناطق باسم"المجلس الاعلى للمحاكم الإسلامية في الصومال"عبدالكريم علي موداي للصحافيين أمس:"ندعو الشعب الصومالي إلى حضور مؤتمر للمصالحة الوطنية في مقديشو". لكن الناطق باسم الحكومة الانتقالية عبدالرحمن ديناري رفض المبادرة، معتبراً أن هذا المؤتمر"لا يستند إلى أي أساس، وهو عمل غير مسؤول، ويشكل أفضل وسيلة لمزيد من الفوضى السياسية". وأضاف أن"هذه الدعوة تهدف إلى نسف الحكومة الحالية ولن نقبل بها ... إذا كان الاسلاميون يبدون اهتماماً بالسلام، فعليهم ان يشاركوا في مفاوضات السلام في ظل وساطة الجامعة العربية". إلى ذلك، قامت عناصر من المليشيات الاسلامية بجلد ثلاثة اشخاص في ساحة عامة في مقديشو، بتهمة تدخين وبيع الماريغوانا. وقال موقع"المحاكم"على الإنترنت إن مسؤولين في حي حمروين وحي حور جاجاب في العاصمة الصومالية قرروا جلد جيلاني أسحق محمد ومحمد محيي الدين شيغوي ومحمد عبدي عمر 61 جلدة، تطبيقاً للشريعة الاسلامية.