سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أجواء سلبية قبل 48 من المهلة المحددة للرد ... وأنان إلى طهران في غضون أسابيع . إيران تعد برد "متعدد الأوجه" على العرض الغربي للالتفاف على رفضها طلب وقف نشاطاتها النووية
أعلنت إيران أمس، أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم، مستبعدة بذلك الطلب الرئيسي في عرض الحوافز الذي قدمته ست قوى عالمية لتهدئة مخاوف غربية من أن طهران تسعى إلى إنتاج قنابل نووية. وحددت إيران يوم غد الثلثاء موعداً رسمياً للرد على رزمة الاقتراحات التي قدمتها الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. لكنها لم تبد إلى الآن، أي مؤشرات إلى أنها ستقبل العرض. وقال حميد رضا آصفي الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحافي أسبوعي:"لن نوقف التخصيب. القضية هي أن كل شيء يجب أن يتم من طريق المفاوضات ولكن وقف تخصيب اليورانيوم ليس وارداً في جدول أعمالنا". وزاد آصفي:"سيكون ردنا متعدد الأوجه وهو ما يعني أن الأبعاد المختلفة للعرض الغربي ستؤخذ في الاعتبار عند الرد عليه"من دون أن يضيف مزيداً من التفاصيل في هذا الشأن. ويشير استخدام مصطلح رد"متعدد الأوجه"إلى أن إيران، كما هو متوقع، لن تبدي موافقة أو رفضاً للعرض وإنما ستطلب توضيحات أكثر وهو ما تفضل طهران القيام به عبر المفاوضات. وقال آصفي إن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان سيزور إيران"في غضون الأسابيع المقبلة"، وذلك بعدما كانت زيارته المقررة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تأجلت بموجب"اتفاق مشترك". في المقابل، رأى ديبلوماسيون غربيون أن على إيران وقف تخصيب اليورانيوم قبل بدء أي محادثات، مشيرين إلى أن أي رد لا يتضمن هذه الخطوة من المرجح أن يعتبر في العواصم الغربية رفضاً للعرض. وكان الملف الإيراني أعيد إلى مجلس الأمن لأن طهران لم ترد بالسرعة الكافية على العرض، ومرر المجلس الشهر الماضي قراراً يطالب إيران بتعليق التخصيب بحلول 31 آب أغسطس الجاري، تحت طائلة مواجهة عقوبات. وينطوي العرض على إمداد إيران بتكنولوجيا نووية على أحدث طراز، وتخفيف بعض القيود المفروضة على التجارة إلى جانب عدد من الحوافز الأخرى مثل دعم حوار أمنى إقليمي. وقال ديبلوماسيون غربيون يتابعون عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تعقّد عمل الوكالة في ما يتعلق بمراقبة المواقع النووية في الفترة السابقة لمهلة 31 آب، إذ منعت دخول مفتش بارز ورفضت إعطاء تأشيرات دخول مرات متعددة لعاملين في وكالة الطاقة. ووصف ديبلوماسي غربي في أوروبا الأمر بأنه"ليس رفضاً تاماً، لكن إيران تخلق تعقيدات في ما يخص حقوقها، وقللت التعاون إلى أدنى مستوياته بموجب التزامات المعاهدة". وأوضح آصفي أن مفتشاً"استبدل بناء على طلب إيران"، غير أنه قال إن طهران ستواصل السماح بالدخول الروتيني إلا أنه أشار إلى أن هذه السياسة قد تتغير. وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد هدد بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي إذا شعرت إيران بضغط مفرط. ويقول محللون إن تحدي إيران ربما يكون قائماً على حسابات بأن الانقسامات في الأممالمتحدة تعني أنها لن تواجه إلا ضغوطاً معتدلة مثل فرض قيود عل سفر المسؤولين أو تجميد أصول. وتشعر إيران رابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم والغنية بأموال النفط، أنها تستطيع التعامل مع تلك الخطوات. وتؤيد الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وهي دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، العقوبات، لكن الصين وروسيا اللتين تتمتعان أيضاً بحق النقض فيتو تعارضان تلك الخطوات. ويقول بعض المحللين إن إيران قد تشعر أنها ازدادت قوة بعدما حقق مقاتلو"حزب الله"الذي تدعمه، انتصاراً على إسرائيل حليفة الولاياتالمتحدة. وتقول الولاياتالمتحدة أنها تريد حلاً ديبلوماسياً للمواجهة النووية مع إيران، لكنها ترفض استبعاد الخيار العسكري. ولم تعلن إيران تحديداً اليوم الذي ستقدم فيه ردها أو الجهة التي ستبلغها بهذا الرد.