رفضت مصادر عسكرية إسرائيلية اعتبار عملية الانزال المجوقل في بعلبك، فجر أمس، خرقاً لوقف النار، وقالت إن الجيش الإسرائيلي"سيواصل احباط عمليات نقل الأسلحة الى حزب الله عبر الحدود اللبنانية مع سورية حتى يستقر نظام المراقبة الدولية على هذه الحدود". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن هذه المصادر قولها أيضاً إن"الطيران الإسرائيلي سيواصل طلعاته الجوية لغرض التصوير والرصد"و"لتأمين حماية القوات العسكرية الإسرائيلية البرية التي لا تزال منتشرة في لبنان". واعتبرت منطقة بعلبك"أهم جبهة داخلية لوجستية لحزب الله ويختبئ فيها قادة الحزب، فضلاً عن مخازن الأسلحة والصواريخ". وادعى الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف"ان عملية الكوماندوس جاءت رداً على انتهاك القرار 1701". وقال ان"اسرائيل تحركت اثر وقوع انتهاك للقرار"مؤكداً"لم نكن لنتصرف بهذه الطريقة لو نشر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة قواته على الحدود مع سورية لمنع امداد حزب الله بالاسلحة". واضاف"كان ذلك ردنا على انتهاك متكرر لوقف اطلاق النار". ونسبت"فرانس برس"الى ناطق باسم"حزب الله"قوله"ان افراد وحدة الكوماندوس الاسرائيلية كانوا يرتدون زي الجيش اللبناني"لكن المصادر الاسرائيلية لم تؤكد النبأ. وادعى مصدر سياسي في تل أبيب أن ليس أمام إسرائيل خيار سوى العمل بنفسها لمنع تزويد"حزب الله"من جديد بصواريخ وعتاد عسكري وأن قوات"يونيفيل"لا تبدي استعداداً لمواجهة"حزب الله"وفرض تطبيق الخطة على إمداده بالسلاح. وأضاف أن هذه القوات تأتمر بإمرة"حزب الله"ولا تجرؤ على دخول قرى من دون اذنه. من جهته، دعا وزير كبير، فضل عدم كشف اسمه، الحكومة الى اخراج الجيش من لبنان ليس قبل أن توضح لحكومة لبنان"أن أي خرق لوقف النار سيواجه برد إسرائيلي عنيف جداً". وقال"ينبغي عمل كل شيء لمنع مثل هذا الخرق باستثناء ابقاء الجيش في لبنان لأن ثمة ضرورة لإعادة تنظيم الجيش واستخلاص العبر والإعداد لجولة مواجهة أخرى ستقع بكل تأكيد". من جهته، رد زعيم حزب"ميرتس"يوسي بيلين على هذه الدعوة بحض الوزراء المعارضين لمواصلة الحرب الكف عن التحدث بلغة المجهول ورفع صوتهم بجرأة، مضيفاً أنه يطالب الحكومة بتقديم تفسيرات عن"دوافع عملية الانزال في بعلبك وجدواها والخطر الذي تشكله على وقف النار". الى ذلك، واصل مسؤولون إسرائيليون الحديث عن"التلكؤ"في عملية تشكيل القوات الدولية وتردد فرنسا عن ارسال جنودها كما وعدت. كما أعربوا عن معارضتهم لأن تكون نسبة 70 في المئة من جنود هذه القوات من دول إسلامية، ما حدا بالنائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز الى اجراء اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان"لحضه على أن تشكل القوات الدولية أساساً من جنود من دول غرب أوروبا ومن استراليا وحتى الهند والصين". وأعرب السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة داني غيلرمان عن معارضة إسرائيل اشراك دول لا تعترف بالدولة العبرية في القوات الدولية، وتحديداً ماليزيا واندونيسيا اللتين أبدتا استعدادهما لارسال جنود الى المنطقة. واعتبر غيلرمان مثل هذه المشاركة"غير معقولة"، مضيفاً أن إسرائيل لا تعارض مشاركة جنود من دول إسلامية تقيم مع اسرائيل علاقات صداقة، وقال"هذا الأمر وارد، لكن من السذاجة بمكان أن نتوقع من جنود من دول لا تعترف بنا أن يدافعوا عن أمن إسرائيل". الى ذلك، وعلى رغم الصعوبات التي تعترض تشكيل القوات الدولية وشروط إسرائيل حول هويتها، توقعت أوساط سياسية في إسرائيل أن تصل القوات الدولية بكل عديدها بعد 75 يوماً على الأكثر.