وجد الجيش اللبناني نفسه منشغلا على محورين، الأول حدودي، عند نقطة رأس الناقورة، حيث حصل تبادل لإطلاق النار مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، والثاني في صيدا، حيث سجل تطورا خطيرا تمثل في تعرض حاجز للجيش اللبناني عند جسر الاولي إلى هجوم مسلح، تلاه هجوم انتحاري على حاجز مجدليون بقسطا، ما أدى إلى مقتل رقيب أول ومقتل عدد من المسلحين وبينهم الانتحاري الذي تبين أنه من مواليد مدينة صيدا. وفي التفاصيل، قتل جندي اسرائيلي بإطلاق نار مصدره لبنان مساء الاحد على الحدود الاسرائيلية اللبنانية، على ما أعلن بيان عسكري اسرائيلي. وجاء في البيان «ان الجيش يؤكد رسميا أن جنديا من قوات الدفاع الاسرائيلية تعرض لاطلاق نار فيما كان يقود آلية قرب روش هانيكرا»، على مقربة من الحدود مع لبنان. وتابع بيان الجيش «ان الجندي تلقى العلاج في الموقع، ثم تم إجلاؤه الى مستشفى وتوفي بعد ذلك متأثرا بجروحه». وبحسب التحقيقات الأولية الاسرائيلية، فإن مطلق النار عسكري في القوات المسلحة اللبنانية. وأورد الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت نقلا عن الجيش، أن الجندي اللبناني أطلق ست أو سبع رصاصات وفتح النار على الأرجح «من تلقاء نفسه». من جهته، أكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس وقوع اطلاق نار في المنطقة، نافيا في الوقت نفسه أن يكون الجيش اللبناني هو من أطلق النار. وأعلن متحدث عسكري ان اسرائيل احتجت على هذا «الانتهاك الفاضح لسيادتها»، لدى القوة الدولية المؤقتة العاملة في جنوبلبنان «يونيفل». وقال المتحدث الكولونيل بيتر ليرنر: «إن الجيش الاسرائيلي رفع مستوى جهوزيته على طول الحدود اللبنانية». وتابع: «لن نتساهل مع أي اعتداء على دولة اسرائيل، ونحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس ضد الذين يهاجمون اسرائيل ومدنييها». من ناحيته، قال المتحدث باسم اليونيفيل اندريا تينينتي ردا على أسئلة وكالة فرانس برس: إن القوات الدولية «تبلغت بحادث خطير على طول الخط الازرق وتسعى لتوضيح ما حصل». وأشار إلى أن الحادث وقع في الجانب الاسرائيلي من «الخط الأزرق»، وأن جميع الاطراف يتعاونون مع اليونيفيل. وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي ان الرقيب الأول، شلومي كوهين، 21عاماً، كان يقود سيارته العسكرية بالقرب من موقع في رأس الناقورة غربي الحدود، وذلك حين تم إطلاق النار عليه من الجانب اللبناني. ويقدرون في إسرائيل، أن مطلق النار هو قناص في الجيش اللبناني، الذي أطلق النار بقرار شخصي فقط, ووفقا للتقارير فإن مطلق النار هو حسن إبراهيم، جندي في الجيش اللبناني، وكان قد اختفى منذ وقوع الحادث، ولكن عاد الى مركزه في الناقورة.وفي كيبوتس روش هنكرا ساد أمس قلق بعد أن تلقى السكان رسالة قصيرة في الساعة التاسعة مساء تطالبهم بالبقاء في منازلهم بسبب نشاطات عسكرية. وبعد ساعة ونصف فقط وصل بلاغ بأن الحدث انتهى. وأغلق الطريق المؤدي الى رأس النقورة (روش هنكرا) ومنعت قوات من الجيش والشرطة الدخول الى المكان. أكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس، وقوع اطلاق نار في المنطقة، نافيا في الوقت نفسه أن يكون الجيش اللبناني هو من أطلق النار، وأعلن متحدث عسكري أن اسرائيل احتجت على هذا «الانتهاك الفاضح لسيادتها» لدى القوة الدولية المؤقتة العاملة في جنوبلبنان «يونيفل». يعالون يحذر وفي تعقيبه على مقتل الجندي الإسرائيلي، قرب السياج الحدودي مع لبنان، حمل وزير الأمن الإسرائيلي موشي يعالون، امس الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني المسؤولية عما يحصل في الجانب اللبناني من الحدود. وقال يعالون: «إننا نرى في الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني مسؤولين عما حصل في جانبهم». وأضاف إن ضباط الارتباط من كلا الطرفين سيجتمعان سويا مع ضباط من قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» لمناقشة الحادث. وقال أيضا إن الجيش الإسرائيلي سيطالب الجيش اللبناني بتقديم توضحيات بشأن حادث إطلاق النار، كما سيطالب باتخاذ إجراءات لمنع تكرار حوادث من هذا النوع. وادعى أن ما حصل يشكل خرقا لما أسماه «السيادة الإسرائيلية»، وقال إن «إسرائيل لا تتقبل أي خرق لسيادتها على أية حدود». على حد تعبيره. وكتبت «هآرتس» أن «مطلق النار، على ما يبدو، هو جندي في الجيش اللبناني». هدوء حذر في المقابل، أفادت مصادر لبنانية أن الهدوء الحذر يسود منطقة الخط الأزرق قبالة منطقة الناقورة بعد الاعتداء الاسرائيلي الذي رد عليه الجيش اللبناني مساء أمس، تخللته قنابل مضيئة إسرائيلية وتحليق للطيران المروحي الاسرائيلي وتمشيط إسرائيلي طاول مركز الأمن العام في الناقورة. وجاء ان قوات الطوارئ الدولية تسير دوريات مؤللة على الجانب اللبناني من الناقورة وصولا حتى اللبونة وامتدادا حتى رامية، وذلك للمحافظة على الهدوء. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن «حالة من التوتر الشديد» تسود على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل امس. وأضافت الوكالة إن الجيش الاسرائيلي «كثف من دورياته الراجلة والمدرعة على طول الخط الممتد بين العديسة - كفركلا حتى مرتفعات كفرشوبا وجبل الشيخ في ظل تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار فوق خط التماس لمزارع شبعا المحررة مع قرى العرقوب. وأشارت الوكالة إلى أن منطقة الناقورة الحدودية مع إسرائيل جنوب صور شهدت الليلة قبل الماضية توترا», وشهدت سماء المنطقة المذكورة وعلى طول الحدود على الخط الازرق قنابل مضيئة وتحليقا للطيران الحربي والمروحي الإسرائيلي واستنفارا عالي الجهوزية من جانب الجيش اللبناني والعدو الاسرائيلي». وتابعت الوكالة إن أصوات اطلاق نار من أسلحة متوسطة وثقيلة سمعت ليلا حتى بلدة الناقورة وإن «القوات الاسرائيلية قامت قرابة الواحدة بعد منتصف الليل بتمشيط المنطقة الحرجية من الجانب اللبناني عند رأس الناقورة بالأسلحة المتوسطة». الخط الأزرق و«الخط الازرق» هو الخط الذي رسمته الأممالمتحدة عند انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوبلبنان في العام 2000، بعد احتلال دام 22 عاما. ولا توجد حدود رسمية بين لبنان واسرائيل اللذين لا يزالان في حالة حرب. وكان الجيش الاسرائيلي أفاد الخميس الماضي عن اطلاق نار من قبل «صيادين» على الحدود اللبنانية، ورد الجنود الاسرائيليون بدون أن يوقع الحادث اصابات. وفي 7 اغسطس، أعلن الجيش اللبناني اصابة جنود اسرائيليين في انفجارين بعد توغلهم بعمق 400 متر في الاراضي اللبنانية، فيما أفاد الجيش الاسرائيلي عن اصابة اربعة جنود بدون أن يحدد في أي طرف من الحدود أصيبوا. وتبنى الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله فيما بعد، التفجيرين، مؤكدا أن الحزب «سيواجه» أي خرق بري اسرائيلي جديد. وكانت هذه أول مرة منذ حرب 2006 بين اسرائيل وحزب الله التي يتبنى فيها الحزب المدعوم من ايران والنظام السوري مسؤولية عملية ضد الجيش الاسرائيلي. وفي 4 ديسمبر اتهم الحزب مباشرة إسرائيل باغتيال أحد قادته قرب بيروت. هجومان على الجيش اللبناني من جانبه، قال الجيش اللبناني إن اثنين من حواجزه عند مدخل مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب البلاد، تعرضا للهجوم، الذي شهد مشاركة انتحاري واحد على الأقل، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من المهاجمين وجندي واحد، في عملية هي الأولى من نوعها بالمدينة التي شهدت قبل أشهر مواجهات مع أتباع داعية سلفي. وقال الجيش في بيان له إن عنصرا مسلحا أقدم الليلة قبل الماضية على تجاوز حاجز «الأولي» شمال صيدا، وعمد إلى رمي قنبلة يدوية باتجاهه، ما أسفر عن إصابة عسكريين اثنين بجروح، وقد رد عناصر الحاجز بالنار على المهاجم، ما أدى إلى مقتله. وبعد ذلك بدقائق، وصلت سيارة رباعية الدفع تقل ثلاثة مسلحين إلى حاجز الجيش في محلة مجدليون بصيدا، وترجل أحدهم وأقدم على تفجير نفسه بواسطة قنبلة يدوية، ما أدى إلى مقتله مع أحد العسكريين وجرح اخر، وقد قام عناصر الحاجز بإطلاق النار على المسلحين الآخرين وقتلهما. وكانت مدينة صيدا قد شهدت قبل أشهر مواجهات قاسية، استمرت أياما بين وحدات من الجيش وأنصار رجل الدين السلفي، أحمد الأسير، انتهت بمقتل العشرات وسيطرة الجيش على مقره رغم تمكنه من الفرار برفقة عدد من كبار المقربين منه، وبينهم الفنان السابق، فضل شاكر، علما بأن الأسير كان معروفا بمواقفه المناهضة للنظام السوري ولحزب الله. يشار إلى أن الهجوم الانتحاري هو الثاني من نوعه خلال أسابيع في لبنان، إذ سبق أن تعرضت السفارة الإيرانية في بيروت لهجوم انتحاري أعلنت جماعة على صلة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عنه في وقت لاحق.