حذرت دول عربية من تبعات استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان. ودعت القاهرة أمس المجتمع الدولي إلى"النهوض بمسؤولياته الكاملة لفرض وقف فوري لإطلاق النار"وعدم انتظار"قانا جديدة"، فيما كثفت خارجيتها تحركاتها لاحتواء التصعيد. واعتبر نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن استمرار العمليات العسكرية"ينذر بوضع عربي ودولي معقد للغاية". وحيا آل مكتوم"الموقف البطولي للشعب اللبناني بجميع طوائفه وأطيافه وتصديه الشجاع للعدوان الاسرائيلي، ووقوفه صفاً واحداً أمام هذه الهجمة الشرسة التي تريد النيل من أرضه وشعبه ومقدراته واستقلاله". واستنكر"السكوت الدولي على هذه الجرائم"، داعياً"العالم أجمع إلى أن يستنكر هذه المجازر، خصوصاً المذبحة الأخيرة في قانا". وألقى بمسؤولية التصعيد الكاملة على اسرائيل. وناشد دول العالم أن"لا تكتفي بالاستنكار فقط وأن تقوم بفعل ايجابي لوقف هذه الحرب الظالمة أولاً وقبل كل شيء ومن دون أي شروط، ومن ثم اتاحة المجال للدخول في مفاوضات سياسية". وفي القاهرة، حذر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من"أن توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوبلبنان من دون التوصل إلى وقف متبادل لإطلاق النار يهدد المنطقة بأسرها والعالم من ورائها، بتداعيات وعواقب وخيمة، وتدمير أي فرصة قادمة لتحقيق السلام". وقال في تصريحات صحافية أمس إن"إسرائيل لا تريد الاستماع إلى صوت الرأي العام العالمي الذي يطالبها بالوقف الفوري وغير المشروط لأعمالها العسكرية، وتتجاهل نتائج أفعالها في قانا ... وتدير ظهرها للمجتمع الدولي الذي يطالبها بوقف عدوانها ولو لفترة محدودة من أجل السماح بوصول معونات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني". وشدد على"عدم جدوى استخدام القوة العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية، وضرورة الاستفادة من أي فرصة لتحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية ووضع نهاية للأزمة الحالية في أسرع وقت ممكن". ووجه أبو الغيط رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، دعاه فيها إلى التحرك من أجل التحقيق الدولي في مذبحة قانا وتشكيل لجنة تضم عددا من الكفاءات الدولية وإيفادها إلى لبنان للاضطلاع بمهماتها على وجه السرعة، كما طالب اللجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الجامعة العربية بدعوة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى عقد دورة طارئة لاتخاذ قرار بإيفاد لجنة للتحقيق في المذبحة. واستبعد في كلمة أمام اجتماع طارئ لأعضاء اللجنة العامة في مجلس الشورى إلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مشدداً على أن هذا الإلغاء"أمر غير وارد". لكنه أضاف أن"هذه المعاهدة لا تقيد حركة مصر ولا تمنع تطوع من يرغب في الدفاع عن لبنان .. لأنها مسألة خاصة". ودان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم العدوان. وأكد الأمين العام للحزب رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف أن"مصر تقف على قلب رجل واحد لتأييد الشعبين اللبناني والفلسطيني وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار". وطالبت"الحركة المصرية من أجل التغيير"المعروفة باسم"كفاية"بإلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وإغلاق السفارة الإسرائيلية واستدعاء السفير المصري في تل أبيب وإلغاء إتفاقية"الكويز"الاقتصادية، واستمرار تنظيم قوافل التضامن الشعبي وارسال مواد طبية وتجهيزات علاجية للبنانيين ومواصلة الضغط من خلال التظاهرات الشعبية والمؤتمرات الجماهيرية. وفي بغداد، طالب الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر انصاره في المحافظات العراقية كافة بالتوجه إلى بغداد الجمعة المقبل للمشاركة في تظاهرة مليونية"تأييداً للمقاومة الاسلامية في لبنان واستنكاراً للعدوان الاسرائيلي على الاشقاء هناك". وقال الشيخ أوس الخفاجي، وهو أحد مساعدي الصدر، ل"الحياة"إن الصدر"أصدر تعليماته إلي بالقدوم الى العاصمة واداء صلاة موحدة في مدينة الصدر والخروج في تظاهرة مليونية دعماً لاخواننا في المقاومة الاسلامية لحزب الله اللبناني واستنكاراً للجرائم المروعة التي اقترفتها اسرائيل".