أعلن الإسلاميون الصوماليون أمس الثلثاء انهم وسعوا نطاق سيطرتهم في وسط البلاد بعد استسلام ميليشيات محلية لم تقاومهم بل تعهدت مساعدتهم على فرض الشريعة. وقال أحد وجهاء مدينة أدادو في منطقة جالجود وسط سلطان علي أحمد نور إن ميليشيات تابعة لقبيلة هوية، وهي إحدى أبرز قبائل الصومال، سلّمت ما لا يقل عن 50 آلية، كلها مجهزة أسلحة رشاشة، إلى المجلس الإسلامي الأعلى في الصومال. وقال زعيم المجلس الإسلامي الشيخ حسن ضاهر عويس بمناسبة عملية التسليم:"لقد أتينا إلى هنا بناء على طلب السكان وليس بالقوة". وأضاف امام عناصر الميليشيات الذين استسلموا:"هدفنا الرئيسي هو انشاء محكمة إسلامية هنا في المناطق الواقعة وسط البلاد". وأكد ان الإسلاميين الذين يسيطرون على العاصمة الصومالية وعلى جزء كبير من جنوب البلاد وجزء من وسطها، يريدون بسط سيطرتهم الآن على منطقة موغود شمال منطقة جالجود لوضع حد لأعمال القرصنة في مرفأ مدينة هراديري الواقعة على بعد 300 كلم شمال مقديشو. واكد عويس:"سنقضي على القراصنة الصوماليين لدى وصولنا الى قواعدهم". وأكد مسؤولون محليون في جالجود، من جهتهم، انهم سيدعمون المحاكم الشرعية. وقال سلطان علي أحمد نور لوكالة"فرانس برس":"إننا نسلّم السلاح إلى المحاكم لمساعدتها على تطبيق الشريعة". ويزداد نفوذ المحاكم الاسلامية في الصومال منذ حزيران يونيو الماضي عندما هزمت تحالفاً لزعماء الحرب في مقديشو. والحكومة الصومالية الانتقالية التي تشكلت عام 2004 عاجزة عن فرض النظام وهي لا تسيطر إلا على منطقة بيداوة 250 كلم شمال غربي مقديشو حيث اتخذت مقراً لها. وأفادت مصادر رسمية ان أربعة وزراء ووزراء منتدبين في الحكومة الصومالية استقالوا أمس لأنهم يعتبرون أن الحكومة"لا تتمتع بشعبية"، ليصل عدد اعضاء الحكومة المستقيلين منذ الأسبوع الماضي إلى 22. وصرح وزير المياه والموارد المعدنية محمود صلاد نور في سؤال وجه إليه من مقديشو فيما كان موجوداً في بيداوة، بأنه"استقال مع ثلاثة وزراء منتدبين من الحكومة لأنها لا تتمتع بشعبية في البرلمان". وأكد مسؤول في الحكومة طلب عدم ذكر اسمه هذه الاستقالات الأربع. واستقال 18 وزيراً ووزيراً منتدباً الخميس للاحتجاج على سياسة رئيس الوزراء علي محمد جدي. وفشلت مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة الأحد في الحصول على تأييد غالبية النواب. وتتهم الحكومة الانتقالية برئاسة جدي بالعجز وباستقدام قوات اثيوبية للتصدي للمحاكم الإسلامية. وأبلغ الرئيس عبدالله يوسف سكان بيداوة أمس أن عليهم تسليم أسلحتهم إلى السلطات في خلال أسبوع وبعد هذا التاريخ ستلجأ حكومته إلى نزع"كل قطعة سلاح في بيداوة"بالقوة. ولم يكن واضحاً كيف تعتزم الحكومة التي لا تملك جيشاً، تنفيذ تهديدها بنزع السلاح بالقوة. وقال يوسف من مقره في بيداوة ان الحكومة تتخذ إجراءات أمنية مشددة كي يُسلّم كل شخص إلى الحكومة أي قطعة سلاح يملكها. وفي كازاخستان، أعلنت السلطات أمس فتح تحقيق في تقارير عن نقل طائرة تحمل علم كازاخستان أسلحة للميليشيات الإسلامية في مقديشو مرتين الأسبوع الماضي. وزعمت الحكومة الصومالية أن شحنات الأسلحة جاءت من اريتريا.