اظهرت شهادات عسكريين اسرائيليين عادوا من الجبهة اللبنانية بعد فترة قتال استمرت اكثر من شهر مع"حزب الله"ثغرات عدة في الاوامر والقيادة والخطط العسكرية، وحتى في تزويد الجنود بالماء او بالخرائط الحديثة وحتى بأحزمة تعود الى حرب العام 1967 ! وتحدث الجنود عن تخبط الاوامر خصوصاً عند ارتفاع عدد القتلى من الجنود وكيف ان بعض من بقي في الجبهة اضطر الى سرقة دكان في لبنان للحصول على الطعام الذي لم يصل اليه من الامدادات. كشفت الشكاوى العلنية، التي اوردها جنود في الاحتياط حاربوا في لبنان لأكثر من شهر، عن ثغرات واخفاقات سُجلت في طريقة التخطيط للمعارك على الصعيد اللوجستي او اعطاء الاوامر. ووجهت الى رئيس اركان الجيش الجنرال دان حالوتس اسئلة محرجة جداً في شأن طريقة قيادة الهجوم الاخير على لبنان عند استقباله وحدة من جنود الاحتياط قبل ايام. عندها قرر حالوتس مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس اعداد انفسهم بمساعدة خبراء ومحامين لمواجهة احتمال تشكيل لجنة تحقيق حول طريقة قيادة هذه الحرب. ويبدو ان الاسئلة التي ستطرح ستكون"جد محرجة لهم". وقال ضابط احتياط في لواء المشاة غولاني"الاوامر التي اعطيت الينا كانت غير واضحة على الاطلاق. يأمروننا بمهاجمة قرية فنصطدم بمقاومة ويموت جنود فيطلبون منا الانسحاب بسرعة ومهاجمة قرية اخرى". ويروي جنود احتياط آخرون ان قادتهم قالوا لهم في البداية ان الهدف هو السيطرة على منطقة امنية بعمق كيلومترين ثم ثمانية كيلومترات ثم الوصول الى نهر الليطاني. وقال احد المظليين في الاحتياط"لم نكن نعرف ابداً متى يجب ان نتوقف ثم انتهت الحرب فجأة". وقال ضابط في الاستخبارات للصحافيين ان"الخرائط العسكرية، التي وزعت علينا، كانت تعود الى العام 2002 وكانت مليئة بالهفوات خصوصاً بالنسبة الى مخابىء الاسلحة ومعاقل حزب الله". كما قال جندي احتياط، يعمل على دبابة،"لم نكن نعرف الى اين علينا ان نتوجه عند دخولنا القرى". ويروي ان دبابته اصيبت بقذيفة صاروخية في بنت جبيل التي تعتبر معقلا للحزب. وقال احد المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي ان نحو 130 الف قذيفة اطلقت على لبنان خلال هذه الحرب. ويسأل احد جنود الاحتياط"كيف يمكن ان تصمد اي قوة امام قوة النار هذه؟". كما اعلن جنود احتياط عملوا في سلاح المدرعات ان تدريبهم لم يكن كافياً وهذا ما يفسر الخسائر الكبيرة في الدبابات الاسرائيلية. وافادت مصادر عسكرية ان الخطة الاساسية كانت تقضي بمواصلة القصف لمدة اسبوعين ثم القيام بهجوم بري واسع خلال اسبوعين آخرين. وقالت صحيفة"يديعوت احرونوت"انه"من الواضح ان الحكومة تراجعت امام العدد الكبير من الجنود الذين قتلوا، وترددت كثيراً قبل ان تعلن بدء الهجوم البري الواسع مباشرة قبل التوصل الى وقف الاعمال الحربية"ما ادى الى مقتل 34 جندياً خلال 48 ساعة من المعارك... عندها قررت القيادة اعتماد خطة بديلة تهدف الى السيطرة على المنطقة جنوب الليطاني قطعة قطعة ما ادى الى تعثر كبير ونتائج متواضعة. اضافة الى ذلك سجلت ثغرة كبيرة في طريقة تعبئة جنود الاحتياط حيث قال ضابط في الاحتياط ان القوات البرية لم تتمكن من ان تكون جاهزة سوى في الحادي والثلاثين من تموز يوليو الماضي اي بعد 19 يوما على بدء العمليات العسكرية. ولا تقل انتقادات جنود الاحتياط على المستوى اللوجستي في المعارك من الانتقادات في المواضيع الاخرى. وقال احد الجنود"من غير المعقول ان تترك الجنود في ارض المعركة من دون ماء"موضحاً انه اضطر الى ان يشرب من مطرة تركها احد مقاتلي"حزب الله"كما اشتكى آخرون من ان احزمتهم كانت تعود الى حرب العام 1967. وكتبت مجلة"كولهائير"ان الطعام لم يكن يصل بشكل منتظم الى الجنود على الخطوط الامامية وقام بعض منهم بنهب محلات سمانة في جنوبلبنان ليحصلوا على الطعام.