توصلت لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الاسرائيلية، في تلخيصها الأولي لمرحلة الاستماع الى شهادات ضباط وجنود في الاحتياط شاركوا في الحرب على لبنان، الى الاستنتاج بأن إدارة القيادة العليا للجيش، للحرب كانت فاشلة، فضلاً عن ان مستوى الإعداد لها كان متدنياً، وانه باستثناء جهاز الاستخبارات العسكرية، فإن"الفشل كان سيد الموقف على سائر الجبهات بدءاً بالنقص الخطير في العتاد العسكري والموازنة التي تسببت في مستوى متدن جداً من الاستعدادات للحرب، مروراً بإدارة الحرب وإخفاقات القادة في هيئة أركان الجيش، وانتهاء بپ"البلبلة الهستيرية في اصدار الأوامر وفي تحديد أهداف الحرب". وأكد تقرير اللجنة انه خلافاً لما حدث في حرب تشرين اكتوبر 1973،"لم يحصل في الحرب على لبنان اي تقصير استخباراتي، كما أشيع خلال الحرب وان معلومات كافية توافرت لدى الجيش عن"حزب الله"والسلاح الذي في حوزته بما فيه الصورايخ المضادة للدبابات وحفره التحصينات الاسمنتية تحت الأرض وطرق نقل الأسلحة وغيرها". وأضاف التقرير ان الجيش أجرى قبل شهرين من اندلاع الحرب تدريباً حمل عنوان"تشابك الأذرع"تم التدرب خلاله على سيناريو مماثل تماماً لما حصل فعلاً في 12 تموز يوليو من خطف جنود إسرائيليين والرد العسكري الاسرائيلي العنيف على العملية، ورد"حزب الله"في قصف متواصل لأسابيع للجبهة الداخلية في إسرائيل وقيام الجيش الاسرائيلي بعملية برية واسعة في أعماق لبنان،"وقد نجح التدريب لكن الحرب الحقيقية فشلت"، كما قال ضابط كبير للجنة البرلمانية. وزاد ان الاستخبارات العسكرية توقعت أيضاً أن يعمل"حزب الله"على جر الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع إسرائيل،"لكن على رغم هذه المعلومات وقع الجيش في الفخ الذي نصبه حزب الله". واتهم الضباط والجنود القيادة العليا للجيش وعلى رأسها قائد الأركان الجنرال دان حالوتس ببث"الارتباك التام"على كل المستويات في اصدار الأوامر للجنود وبالتغييرات المتلاحقة في تحديد الأهداف و"فقدان ضباط صوابهم"عندما رأوا وحدات عسكرية مختلفة تقوم بالمهمة ذاتها. وتحدث الجنود عن أوامر غير مفهومة تلقوها خلال الحرب وعلى عدم ملاءمة"نظرية القتال"والواقع الميداني واضطرار جنود الى البقاء في منازل لبنانية تحولت الى مصائد نار كلفت حياة كثيرين من الجنود فضلاً عن الأوامر للجنود التي تلقوها للتحرك في عز النهار. وتعتزم لجان منبثقة عن لجنة الخارجية والأمن البرلمانية استدعاء وزير الدفاع عمير بيرتس وقائد الجيش وقادة المناطق والألوية المختلفة للاستماع الى ردودهم على ما جاء على لسان الضباط والجنود.