نجا غل آغا شيرزاي حاكم ولاية ننغرهار المعروفة بعاصمتها جلال آباد شرق أفغانستان، من محاولة لاغتياله أمس، حين انفجرت سيارة مفخخة أمام مسجد كان يجري فيه تأبين يونس خالص أحد كبار قادة المجاهدين والذي توفي قبل ثلاثة عشر يوماً. وكان المسجد يغص بآلاف الحاضرين لدى انفجار السيارة قرب موكب شيرزاي، ما أسفر عن مقتل ثمانية من حراسه وإصابة 16 آخرين بجروح. واتهم حاكم جلال آباد من وصفهم ب"أعداء أفغانستان"بالوقوف وراء الهجوم. وتستخدم الحكومة الأفغانية تعبير"أعداء أفغانستان"للإشارة إلى مقاتلي"طالبان"والحزب الإسلامي الذين يشنون هجمات على القوات الدولية وحلفائها المحليين في أفغانستان. وكان شيرازي تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة جلال آباد ومحاولتي اغتيال في قندهار وسبين بولدك المحاذية للحدود مع باكستان، عندما كان حاكماً لولاية قندهار. وأصيب في إحدى المحاولتين إصابات بالغة. وتولى شيرازي منصب حاكم ولاية قندهار في أول حكومة للمجاهدين عام 1992، غير أنه تنحى عن منصبه مع ظهور"طالبان"، ولجأ إلى باكستان. وهو ينتمي إلى جبهة الخلاص الوطني الأفغانية التي يتزعمها بير سيد أحمد جيلاني. وتزامنت محاولة اغتيال شيرزاي مع تسلم حلف شمال الأطلسي ناتو قيادة القوات الدولية في الجنوب الأفغاني من الأميركيين. ومن المقرر أن تزيد قوات الناتو عددها إلى أكثر من ثمانية عشر ألف جندي في الولاياتالجنوبية. وقال قائد القوات البريطانية وقوات الناتو في الجنوب الأفغاني اللواء ديفيد ريتشارد في مراسم أقيمت في مدينة قندهار للمناسبة، إن قوات الناتو ستقيم فترة طويلة في أفغانستان وأنها ستبقى في هذه البلاد طالما احتاجتها. كذلك حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر في مقابلة معه نشرتها صحيفة"فايننشال تايمز"امس، من تحول أفغانستان مجدداً الى معقل للإرهاب في غياب مساعدة دولية مهمة. وأضاف:"أقول للمتبرعين ...حلف شمال الأطلسي سيؤدي مهمته لكن عليكم ان تؤدوا مهمتكم ايضاً بتوفير المساعدة للشعب والحكومة الأفغانية وبمنع البلاد ايضاً من ان تصبح معقلاً للإرهابيين الذين يريدون السيطرة على مجتمعنا وتدميره". المهندس اللبناني في غضون ذلك يبدو أن محاولة اغتيال حاكم جلال آباد وتولي الناتو قيادة القوات والعمليات العسكرية في الجنوب الأفغاني، أجلت قراراً كان متوقعاً من مقاتلي حركة"طالبان"في شأن مهندس لبناني اختطفوه يوم الأحد على الطريق بين ولايتي زابول وقندهار. وعلم أن المهندس اللبناني المولد والبريطاني الجنسية يدعى خالد وكان متوقعاً أن تصدر قيادة شورى"طالبان"حكمها بحقه أمس، إلا أن الأحداث في الجنوب والشرق الأفغاني ربما أجلت اتخاذ مثل هذا القرار. في كابول أ ف ب، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل عشرة عناصر من"طالبان"واعتقال 14 آخرين في معارك ضد القوات الأفغانية والتحالف الدولي شرق أفغانستان. وأفادت الوزارة في بيان ان ستة من عناصر"طالبان"قتلوا الأحد في عملية جوية ضد أحد معاقلهم في منطقة وازا في ولاية بكتيكا. وقال البيان ان احد عشر متمرداً أوقفوا فيما كانوا يفرون من المنطقة. وأضاف انه تم اعتقال ثلاثة متمردين آخرين في إقليم بارمال المجاور الحدودي مع باكستان. وتابع البيان ان أربعة من عناصر"طالبان"قتلوا في عملية نفذتها القوات الأفغانية بدعم من جنود التحالف الدولي غرباً في شرشينو في ولاية اوروزجان. وكانت قوات الأمن أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، انها قتلت حوالى عشرين عنصراً من"طالبان"في اشتباكات عدة في ولايات جنوبأفغانستان.