سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحوال الصحف العربية وحال الجمهور في كنف وسائل الاعلام السريعة : 150 صحيفة محلية لا تطبع سوى 100 ألف نسخة يومياً . العراقيون لا يلتفتون الى اليوميات الورق
على رغم سخونة الأوضاع الامنية في العراق، والانفجار الاعلامي والسياسي الذي شهدته البلاد في أعقاب سقوط النظام السابق في نيسان ابريل 2003، لا يلتفت العراقيون، على اختلاف مشاربهم، الى الصحافة المطبوعة. ومع ان هناك اكثر من 150 مطبوعو يومية وأسبوعية وشهرية، غالبيتها لا تطبع اكثر من 3000 نسخة للطبعة الواحدة وبحدود 100 ألف نسخة لمجمل مطبوعات الصحف اليومية في افضل الاحوال. ويمثل المرتجع منها، في العادة، اكثر من النصف. وتشير الدلائل الى ان افراد العائلة العراقية، على اختلاف شرائحهم العمرية والاجتماعية وتعدد توجهاتهم الثقافية، يميلون الى مشاهدة التلفاز ومتابعة الاخبار التي تتناغم واحتياجاتهم عبر القنوات الفضائية، فهذه باتت في المتناول بعد شيوع الساتلايت في البيوت العراقية. وفي مجمل الاحوال يشير استطلاع اجرته"الحياة"على عينة عشوائية شملت 100 فرد، الى ان الرجال فوق سن الاربعين اكثر ميلاً لقراءة الصحف المطبوعة لمتابعة الاخبار المحلية بالدرجة الأولى. ويجد الموظفون منهم، والمتقاعدون خصوصاً، في هذه الصحف نافذة يتعرفون من خلالها الى التطورات والتغييرات التي تتعلق بالدرجات الوظيفية والتعيينات وإعادة المفصولين السياسيين وتعديلات الراتب وغيرها من هذه التفاصيل. اما الشباب ضمن الفئة العمرية 14-36 سنة، بمن فيهم طلبة الجامعات فان الانترنت، وتصفح المواقع الالكترونية المختلفة، تمثل المرتبة الاولى من ناحية اهتماماتهم المختلفة. ويحرص الشباب الجامعيون، على زيارة المواقع العلمية، وإجراء المراسلات مع الجامعات ذات الاختصاصات المناظرة، بينما يتركّز اهتمام الآخرين، الذين يشكل المراهقون نسبة 80 في المئة منهم، على زيارة المواقع المثيرة او مواقع تحميل الأغاني والنغمات وغرف الدردشة. ويلاحظ ان الفئتين الشباب الجامعي وغير الجامعي تمضيان اكثر من 60 في المئة من وقتهما امام الانترنت بالمحادثة تشات. وعلى رغم انتشار مقاه الانترنت في عموم المدن العراقية، تبقى المرأة الاقل ارتياداً لها بسبب الظروف الامنية تارة، وطوراً لعدم تقبل عدد كبير من العائلات العراقية فكرة ارتياد بناتهن مقاه الانترنت. ويتفاوت هذا الأمر من مدينة عراقية الى اخرى. ففي الوقت الذي تجد فيه ارتياد نسبة لا باس بها من النساء مقاه الانترنت في بغداد، هناك مدن أخرى كتكريت والرمادي والنجف وكربلاء والعمارة والناصرية، يعتبر دخول المرأة هذه المقاهي من الممنوعات والتي تدخل ضمن طائلة العيب.