طلبت منظمة"إيتا"الباسكية بدء الحوار مع الحكومة الاسبانية، في عملية يعتبر المحللون أنها بمثابة دعم لمبادرة الحوار السياسي التي أطلقها قبل يوم آرنالدو أوتيغي رئيس حزب"باتاسونا"المنحل والذي يعتبر الذراع السياسية للمنظمة. وسارعت الحكومة الاشتراكية الاسبانية والمعارضة المتمثلة بالحزب الشعبي المعارض اللتان تمثلان 80 في المئة من الناخبين الإسبان،إلى الرد على طلب المنظمة باشتراطهما"إدانة حزب باتاسونا للإرهاب ولأعمال العنف في شكل علني، وتسليم منظمة إيتا سلاحها قبل بدء أي مفاوضات". جاء ذلك بعد يومين من الاجتماع المطول الذي عقده رئيس الحكومة الإقليمية خوان خوسيه ايبارريتشي مع رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو وبحثا خلاله في حيثيات المشروع الذي قدمته الحكومة الإقليمية إلى البرلمان المركزي لدرسه والموافقة عليه. ووصفت الحكومة والمعارضة هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم"خطة ايبارريتشي"، بأنه انفصالي، في وقت تقول الأحزاب القومية الباسكية إنه تفاوضي. ونظراً إلى المعارضة الشديدة لها داخل البرلمان المركزي، لن تحظى هذه الخطة بأي دعم يذكر وسيتم رفضها استناداً إلى أحد بنود الدستور وعملاً بقوانين اللعبة الديموقراطية. وجاء ذلك في وقت يشعر المجتمع الاسباني بالارتياح لسير الأحداث وبوادر اقتراب منظمة"إيتا"من نهايتها بعدما تمكنت السلطات الأمنية من إنهاكها وفي موقف رفض الحزب القومي الباسكي الذي اضطر للتحالف مع ذراعها السياسية باتاسونا لتمرير"خطته"في البرلمان الرافض للأعمال الإرهابية. غير أن بوادر القلق ما زالت تظهر بسبب طلب التفاوض الغامض الذي أطلقته"إيتا"وعدم وضوح فحوى الرسالة التي وجهها رئيس حزب باتاسونا إلى ثاباتيرو طالباً منه أن يكون"بلير" إسبانيا، علماً أن بلاد الباسك تحظى باستقلال ذاتي لن تحصل إيرلندا على مثله. لكن الاجتماعات المطولة التي عقدها ثاباتيرو مع إيبارريتشي ومع رئيس المعارضة من الحزب الشعبي ماريانو راخوي في الأيام الأخيرة واجتماع العاهل الاسباني مع رئيس الحكومة وزعيم المعارضة خلال يوم عطلة الأحد الماضي والتروّي في تصريحات المسؤولين السياسيين، كلها أمور تشير من دون شك إلى أن حياكة مشروع السلام والتفاهم قد بدأت.