أكد زعماء مسلمون أمس، أن رفض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبول حقيقة أن الحرب على العراق تسببت في نفور مسلمي بريطانيا، يثير غضب الجالية الاسلامية، ويزيد من احتمال أن يشن متشددون مزيداً من الهجمات. ويرى هؤلاء الزعماء أن بعد مرور عام على هجمات انتحارية استهدفت قطارات لندن في السابع من تموز يوليو الماضي لم تبذل الحكومة جهوداً تُذكر لمكافحة التطرف في الداخل. وقال أنجم تشودري زعيم جماعة"الغرباء"التي ولدت من رحم جماعة"المهاجرون"المتطرفة المنحلة إن"الوضع لم يزدد إلا تدهوراً بعد عام من السابع من تموز". وأضاف أن"سابعاً من تموز آخر في الجو الذي نعيش فيه اليوم من المرجح أن يحدث في شكل أكبر عما كان عليه منذ عام مضى". ويعيش في بريطانيا حوالي 1.8 مليون مسلم يشكلون حوالي ثلاثة في المئة من سكان البلاد. وكان بلير وزعماء المسلمين تعهدوا في أعقاب هجمات لندن أن يعملوا معاً لاستئصال جذور المتطرفين ومنع وقوع مزيد من الهجمات. ويقول كثير من المسلمين وبينهم أصوات معتدلة إن بلير فشل في التعامل مع المشكلة الرئيسية وهي سياسته الخارجية وبالاخص فيما يتعلق بحرب العراق. ورأى سليمان ملا رئيس اتحاد جمعيات الطلبة الاسلاميين التي تضم 90 ألف عضو:"يبدو أن الحكومة لا تريد ابداً التطرق الى مسألة السياسة الخارجية. لا يريدون أن يجعلوا منها قضية". وأضاف:"اذا اردت الحق، يبدون وكأنهم يعيشون حالة نكران. اذا كنت تريد بالفعل أن تفهم فلا تعش في النكران". واعتبر محمد عبدالباري الأمين العام للمجلس الاسلامي البريطاني المعتدل وهو اكبر جماعة اسلامية في بريطانيا أن"العراق كان مثار قلق لجميع المسلمين. القلق متواصل وخصوصاً في شأن الوضع في فلسطين والشيشان. هذه الأمور تؤثر في نفسية الشبان". وتشمل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ السابع من تموز طرح قوانين جديدة أكثر صرامة لمكافحة الارهاب، وتشكيل قوة عمل مسلمة لرصد أسباب شعور الشبان المسلمين بالعزلة.