استدعت وزارة الخارجية السودانية، أمس، سفير اريتريا في الخرطوم عيسى أحمد عيسى وأبلغته احتجاجها على استضافة بلاده قادة"جبهة الخلاص الوطني"المتمردة التي نفذت هجوماً على منطقة حمرة الشيخ في إقليم كردفان المجاور لدارفور. ودوّنت الخرطوم اتهامات ضد المتمردين وتوعدت بملاحقتهم وجلبهم عبر الشرطة الدولية"الانتربول". وفي خطوة متزامنة، طلبت المعارضة الاريترية من السلطات السودانية مراجعة موقفها الرافض استضافة نشاطها السياسي في الخرطوم. وأفيد أن السفير الاريتري في الخرطوم طلب مقابلة الرئيس عمر البشير لنقل رسالة من نظيره أسياس أفورقي، بعدما استدعته الخارجية السودانية للاحتجاج على استضافة حكومة بلاده قيادات"جبهة الخلاص". ورجّح مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، أمس، أن تكون رسالة أفورقي إلى البشير متعلقة باحتجاج الخرطوم. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير جمال محمد إبراهيم للصحافيين إن ما قامت به المجموعات الرافضة اتفاق أبوجا في شمال كردفان يندرج في إطار العمليات التخريبية التي قُصد منها إجهاض اتفاق السلام، مشيراً إلى أن حكومته كانت على علم بما تُخطط له"جبهة الخلاص"في أسمرا، ولكنها كانت تتوقع ان تحتوي الحكومة الاريترية هذه المجموعة حتى لا يكون لها دور تخريبي. واشتكت الحكومة السودانية رسمياً لدى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وطالبت بإنزال أقصى العقوبات على رافضي اتفاق سلام دارفور. وأوضح بيان وزارة الخارجية، ليل الثلثاء، إن السودان أحاط المجتمع الدولي والأطراف المعنية كافة باتفاق سلام دارفور بهجوم"جبهة الخلاص"على منطقة حمرة الشيخ. وطلب البيان من مجلس الأمن اتخاذ خطوات رادعة ضد كل من يهدد الأمن والاستقرار في دارفور. وذكر إن الخرطوم أبلغت السلطات الاريترية باحتجاجها القوي على استضافة من اعتبرتهم"مخربين"اجتمعوا في أسمرا ليشكلوا تنظيماً قالت إن هدفه الوحيد هو تخريب اتفاق السلام في دارفور"الذي بذل الجميع جهوداً مقدرة من أجل الوصول له". وقال وزير العدل السوداني محمد علي المرضي، أمس، إن وزارته دوّنت اتهامات ضد قادة"جبهة الخلاص"والقيادات الميدانية التي قادت هجوم حمرة الشيخ، وحمّلتهم مسؤولية قتل 11 شخصاً وتدمير منشآت خدمية ومدنية ونهب ممتلكات المواطنين، واعتبرتهم مجرمي حرب، وقال إن حكومته ستلاحقهم عبر"الانتربول". وعُلم إن الاتهامات دوّنت في مواجهة زعيمي"التحالف الفيديرالي"أحمد إبراهيم دريج والدكتور شريف حرير، ورئيس"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل إبراهيم، وقائد"حركة/جيش تحرير السودان"خميس عبدالله، والقادة الميدانيين للجبهة الذين هاجموا منطقة حمرة الشيخ المهندس أبوبكر حامد وعبدالله بنده أبكر وآدم بخيت. لكن أسمرا رفضت تلويح الحكومة السودانية بضلوعها في اعتداءات حمرة الشيخ، مستبعدة أن يؤثر ذلك على المفاوضات المرتقبة بين الحكومة السودانية ومتمردي"جبهة الشرق"في أسمرا في 17 تموز يوليو الجاري، ونافية في الوقت ذاته أنها تقدمت بطلب إلى الخرطوم لاستبعاد معارضين اريتريين لها من السودان. وكشف مسؤول التنظيم في"الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة"الحاكمة في اريتريا عبدالله جابر محمود ان الخرطوم كانت تعلم بوجود قادة من دارفور في أسمرا، معلناً زيارة مرتقبة يقوم بها النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت للعاصمة الاريترية قريباً جداً لإجراء محادثات مع قادة"جبهة الخلاص". وقال جابر في تصريحات نشرت أمس في الخرطوم إن الرئيس أفورقي أبلغ الحكومة السودانية رسمياً خلال زيارته الخرطوم بوجود هؤلاء القادة في أسمرا لمعرفة وجهة نظرهم من اتفاق أبوجا والعمل على كيفية دفعهم للحاق باتفاق السلام. وتابع:"لم تكن لدينا صيغة جاهزة ولكن سعينا إلى أن يلتحقوا باتفاق السلام". وفي سياق متصل، قال أبرز قادة المعارضة الاريترية في الخرطوم حسن علي أسد إن التنظيمات الاريترية المعارضة تقود اتصالات مع الحكومة السودانية من أجل السماح لها بممارسة نشاطها السياسي وعقد مؤتمراتها، كما السابق، في الخرطوم. لكنه أشار الى أن الرد النهائي لم يصلهم بعد. وتوقع أن تعدل الحكومة السودانية عن رفضها التحرك الإعلامي والسياسي للمعارضة الاريترية بعد استضافة أسمرا تنظيم"جبهة الخلاص". وفي بيروت أ ف ب، قال وزير الخارجية السوداني لام اكول في مستهل زيارة رسمية تستمر أربعة أيام انه سيجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول وساطة بلاده لتحسين العلاقات بين لبنان وسورية وسينقل رسالة من الرئيس عمر البشير الى الرئيس إميل لحود. وسيلتقي الوزير السوداني ممثلين عن الهيئات الاقتصادية في لبنان وخصوصا في شركة سوليدير. وفي جوبا، افاد شهود أن ستة أشخاص قتلوا و11 أصيبوا بجروح في هجوم شنه مسلحون على آلية تابعة لفريق التعاون الألماني غرب جوبا، عاصمة جنوب السودان.