أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن حكومته أغلقت باب الحوار مع رافضي اتفاق أبوجا للسلام. وخيرهم بين الانضمام إلى الاتفاق من دون تعديل أو المواجهة العسكرية، كما جدد رفضه القاطع لأي محاولات تهدف إلى تدخل دولي في إقليم دارفور"مهما كانت القرارات"الدولية المترتبة على الرفض. وفي موازاة ذلك، ألغت الخلافات بين شريكي الحكم احتفالاً كانت أعلنته الحكومة لمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق السلام فى جنوب البلاد. وقال البشير أمام حشد جماهيري خلال افتتاح جسر جديد في شرق الخرطوم إن"نشر قوات أممية في الإقليم بمثابة استعمار جديد للبلاد"، متهماً"قوى أجنبية"لم يسمها ب"زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد". وأضاف:"لن نقبل استعماراً ثانياً ولن نُسلم السودان إلى أجنبي أو قوات أممية مهما كانت قراراتهم"، مشيراً إلى"كثرة أعداء السودان الذين لن يتوقفوا إلا بإرجاعه إلى بيت الطاعة". واعتبر أن اتفاق السلام الذي وقعته حكومته مع"حركة تحرير السودان"في أبوجا في ايار مايو الماضي"نهائي"، مشدداً على أنه لا عودة لفتح التفاوض من جديد. في المقابل، اعتبر متمردو دارفور تصريحات البشير بمثابة"إعلان حرب شاملة في السودان ونقض لكل اتفاقات وقف الأعمال العدائية". وقال ناطق باسم فصيل عبدالواحد نور في"حركة تحرير السودان"ل"الحياة"إن"تصريحات البشير التي أغلقت الباب أمام التفاوض ودعت إلى المواجهة المسلحة من جديد تعتبر لنا تصريحات جدية بإعلان الحرب والعودة إلى القتال، ورفضاً لاتفاقي نجامينا وأبوجا لوقف إطلاق النار لإسباب إنسانية". وأشار إلى أن حركته"أعلنت التعبئة في صفوف قواتها، استعداداً لمعارك طاحنة بدأت بمهاجمة مواقعنا السبت الماضي". واتهم مجموعات من فصيل مني أركو مناوي الذي وقع اتفاق أبوجا للسلام بالهجوم على منطقة كورما في شمال جبل مرة وارتكاب"تطهير عرقي بقتل 72 من المدنيين في الهجمات". واعتبر أن هذا الهجوم هو"محاولة بائسة من مناوي للقضاء على رافضي أبوجا". ولم ينف فصيل مناوي الهجوم، وقال إن"هذه المناطق استولى عليها الرافضون لاتفاق أبوجا، وما نفذته الحركة هو استعادة لاراضيها". إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في بيان أنها وجهت اتهامات جنائية ل"الإرهابيين"الذين نفذوا هجوماً ضد منطقة حمرة الشيخ في إقليم كردفان شمال دارفور الاثنين الماضي. وقال البيان إن الوزارة"أكملت طلبات القبض عليهم عن طريق إنتربول". وطالب العواصم التي يقيم فيها قادة"جبهة الخلاص الوطني"من قادة المعارضة في دارفور بتسليمهم إلى الخرطوم لمحاكمتهم. وأعلنت اريتريا رفضها أى تدخل دولي في السودان. وأكدت وزارة الخارجية دعمها للحوار بين السودانيين وصولاً إلى"حل سوداني - سوداني". وشددت على أن استضافتها رافضي أبوجا كانت بعلم الحكومة السودانية بهدف الدفع نحو تحقيق السلام في دارفور. في غضون ذلك، فشل احتفال أعلنت الحكومة تنظيمه أمس لمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق السلام فى جنوب البلاد، بسبب خلافات بين شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"حول موعد الاحتفال. وكانت الخلافات تفاقمت بين الشريكين أخيراً بسبب تباين المواقف إزاء نشر قوات دولية في دارفور، إضافة إلى عدم اتفاقهما على قضايا حيوية تتعلق باقتسام الثروة.