جدد رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي اتهامه لقيادة"المحاكم الإسلامية"التي تسيطر على جنوبالصومال بالإرهاب، فيما أكد سكان قرية كينية على الحدود مع الصومال أن قوات إثيوبية دخلت الى عدد من المدن الصومالية، بينها مدينة بيداوة حيث تتمركز الحكومة الانتقالية الضعيفة. وقتل مسلحان في الميليشيات الإسلامية اثنين من سكان مقديشو كانا يشاهدان نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ما جدد المخاوف من تشدد الحكام الجدد. وقال زيناوي خلال جلسة للبرلمان الإثيوبي لمناقشة علاقات أديس أبابا بجيرانها إن"منظمة الاتحاد الإرهابية المتطرفة المعروفة ترأس القيادة الحالية في مقديشو"، في إشارة إلى جماعة"الاتحاد الإسلامي"التي كان شكلها زعيم"المحاكم"الشيخ حسن ضاهر عويس الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالارتباط بتنظيم"القاعدة". لكن زيناوي أضاف:"لا نعتقد بأن القوى التي سيطرت على مقديشو وما حولها كلها من المتطرفين"، معتبرا أنه رغم"الصعود الدراماتيكي لسلطة المتطرفين"، فإن"معظم السكان وأعضاء هذه الجماعات لا يعنيهم سوى إنهاء 15 عاماً من الفوضى وإعادة السلام والاستقرار إلى البلاد". وتتهم واشنطن"الاتحاد"بالتورط في الاعتداءات ضد سفارتيها في كينيا وتنزانيا العام 1998، كما أشار تقرير أعده خبراء تابعون للأمم المتحدة العام الماضي إلى أن"جيشاً"شكله قادة"الاتحاد"ضم في صفوفه مدربين عسكريين من عناصر"القاعدة"في اليمن وأفغانستان. وتقول أديس أبابا أيضاً إن الجماعة دربت وسلحت متمردين اثيوبيين. لكن عويس ينفي هذه الاتهامات، ويؤكد أن الجماعة لم يعد لها أي وجود. وفي تأكيد نادر لوجود تحركات إثيوبية في الأراضي الصومالية، قال كيني يعيش في مانديرا، وهي بلدة تتجمع عندها حدود الصومال واثيوبيا وكينيا، إن السكان المحليين شاهدوا القوات الاثيوبية وهي تدخل الى الأراضي الصومالية. وقال حسن علي:"لقد عبروا الحدود قبل أكثر من خمسة أيام، وسمعت أنهم انتشروا في كل مكان حتى في بيداوة، وهم يقولون إنهم يحمون الحكومة من أي غزو أو هجوم محتمل من الجانب الإسلامي". في غضون ذلك، قال شهود عيان إن ميليشيا تابعة ل"المحاكم"قتلت بالرصاص اثنين من سكان مقديشو كانا يريدان مشاهدة مباراة الدور قبل النهائي في كأس العالم لكرة القدم، في أحدث دلالة على مدى التشدد الديني للحركة. وأصيب أربعة آخرون في الشجار الذي نشب أمام صالة للعرض السينمائي. ووقع الحادث مساء أول من أمس عندما أغلق أفراد الميليشيا في بلدة دوسا ماريب في وسط الصومال، معقل عويس، الصالة التي كانت تعرض مباراة ألمانيا وإيطاليا. وحين بدأ الجمهور، ومعظمه من الشبان، التظاهر أمام صالة العرض، أطلق المسلحون الرصاص في الهواء في بادئ الأمر، لكن قتيلين سقطا هما صاحب الدار وفتاة صغيرة. وانتاب السكان غضب عارم. وقال علمي عبدالله، وهو من زعماء القبائل في المنطقة:"الإسلام لا يقبل قتل الابرياء من دون ذنب". وأضاف زعيم آخر:"نحن نؤيد المحاكم الإسلامية ولكن أبناءنا يُقتلون بلا ذنب". وشعر الصوماليون الذين رحبوا بإعادة الإسلاميين الهدوء النسبي إلى مقديشو ومناطق أخرى بالصدمة بسبب بعض ممارسات حكامهم الجدد. وأعرب بعضهم عن قلقه من احتمال قيام نظام حكم على غرار حركة طالبان في أفغانستان. وشكا عدد من السكان المحليين من أن الميليشيا تجبر الرجال على حلاقة الشعر الطويل والنساء على ارتداء النقاب وتجلد كل من يشاهد مباريات كرة القدم. الى ذلك، علم ان وفدا مشتركا من الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والسلطة الحكومية للتنمية ايغاد يزور بيداوة لدرس امكان نشر قوة للسلام في الصومال. واجتمع الوفد بالرئيس الصومالي الموقت عبدالله يوسف احمد ورئيس الوزراء علي محمد جيدي ورئيس البرلمان شريف حسن شيخ عدن الذين اجمعوا على الحاجة الى ارسال قوة لحفظ السلام في المنطقة.