اليوم يُحسم أمر الطرف الثاني في المباراة النهائية لبطولة العالم في كرة القدم المقامة في ألمانيا، عندما يلتقي المنتخبان الفرنسي والبرتغالي في المباراة الثانية من الدور نصف النهائي. مباراة الليلة لا تسمح بالخطأ لأي من الفريقين. والفوز بنتيجتها يتوج مسيرة المنتخب الفائز. منتخب"الديوك"وصل إلى هذا الدور بحرفية عالية، خصوصاً في الدورين الثاني والثالث، بعد عروض متواضعة في الدور الأول، وتأهله من عنق الزجاجة برصيد خمس نقاط. تألق الفرنسيون بقيادة زيدان، وأخرجوا الإسبان في مباراة تأخر فيها المنتخب الفرنسي بهدف، ثم انتفضوا وردوا بثلاثة أهداف، جاء آخرها بقدم زيدان. ثم لعب الفرنسيون مباراة العمر أمام حاملي اللقب المنتخب البرازيلي، وبكر هنري بالتسجيل، ولم يفلح البرازيليون في العودة إلى المباراة أو معادلة النتيجة، بفضل تألق مدافعي فرنسا بقيادة تورام، إلى جانب حسن تصرف لاعبي الوسط فييرا ومكليلي والشاب ريبيري، لكن الأستاذ في تلك المباراة كان زيدان الذي فعل كل شيء بنجوم"السامبا". الفريق الفرنسي يعتمد على تجانس لاعبيه، والروح القتالية التي يمتازون بها، خصوصاً لاعبي الوسط، واذا ما ظهر زيدان في أحسن حالاته، فمن الصعب هزيمة بطل العالم 1998. وعلى الجانب البرتغالي، يبدو الفريق في أحسن حالاته، وبلوغه هذا الدور أعاد الذكريات الجميلة التي قدمها قبل أربعين عاماً، وتحديداً في"مونديال"انكلترا 1966 بقيادة اوزيبيو. والعروض التي قدمها"برازيل اوروبا"لاقت الكثير من الاستحسان، خصوصاً من الجوهرة السمراء بيليه الذي أثنى كثيراً على عطاء نجوم البرتغال. الفريق نجح بامتياز في الدور الأول وحقق تسع نقاط، ثم قابل في الدور الثاني فريق الطواحين الهولندية، وتغلب عليه في مباراة كان بطلها الحكم ايفانوف، بتوزيعه أكثر من 16 بطاقة ملونة. ثم تخلص البرتغاليون من انكلترا في مباراة الدور الثاني بركلات الترجيح، بعد عطاء رائع من الفريق. الليلة ستتعزز صفوف البرتغال بعودة الموقوفين: صانع الألعاب ديكو، ولاعب الوسط المدافع كوستينيا، إلى جانب فيغو ورونالدو، والقاذفة مانيش، والحارس المتألق ريكاردو الذي سجل رقماً قياسياً في صد ركلات الجزاء، عندما حرم الانكليز من ثلاث منها. يدرب البرتغالالبرازيلي لويس فيليبي سكولاري، وهو مدرب أثبت قدراته الفنية، مواصلاً النجاح الذي حققه مع البرازيل في"مونديال"كوريا الجنوبية واليابان، وهو مدرب يجيد قراءة المباريات، ويعرف نقاط القوة والضعف في الفرق المقابلة. وإذا ما نجح اليوم في بلوغ النهائي، فسيكون أول مدرب يشرف على منتخبين مختلفين ويصل بهما إلى النهائي، في بطولتين متتاليتين. الترشيحات تقف إلى جانب الفرنسيين، قياساً بفارق الخبرة، لكن العروض البرتغالية ربما تقذف بهذه التوقعات، عطفاً على ما قدمه الفريق في"المونديال"حتى الآن.