راق لي كثيراً الوصف الذي أطلقته وكالة الصحافة الفرنسية على منازلات اليوم، التي تجمع البرازيل وفرنسا وانكلترا والبرتغال، ومع يقيني التام بأن مفردة الثأر مرفوضة في القاموس الرياضي، وهو ما ذهب إليه أيضاً مدرب البرازيل كارلوس البرتو باريرا، إلا أن الواقع يفرض استخدام هذه الكلمة، خصوصاً في هذا اليوم، ولكن سيقتصر استخدامها داخل الملعب فقط. التاريخ يقف إلى جوار هذا المصطلح، فالبرازيليون يعتقدون يقيناً أن الفرنسيين أذاقوهم مرارة الخسارة والإبعاد مرتين وبشكل مخزٍ، خصوصاً في نهائي 1998 عندما تألق زيدان ورفاقه بشكل لافت واثخنوا الجراح البرازيلية بثلاثة أهداف لم تكن في الحسبان، في مباراة لا يزال يلف أحداثها الغموض، وتحديداً في المعسكر البرازيلي، وما تعرض له رونالدو ليلة المباراة. ورفع مستشار المنتخب البرازيلي الفني ماريو زاغالو عقيرته بالتهديد، وهو كان مدرب البرازيل قبل 12 عاماً، ووجه رسالة واضحة لمنتخب الديوك"ليلة نهائي 1998 كان رونالدو في وضع صحي سيئ أثر عليه كلاعب وعلى المعسكر بكامله، اليوم في ألمانيا اختلف الوضع كثيراً، ورونالدو في كامل عافيته". مستوى الفرنسيين تغير كثيراً، وبات الجميع يلقبه بمنتخب العواجيز حتى مدربه دومينيك يذهب مع القائلين بهذا القول:"نعم منتخبنا بدأ يشيخ، لكن اللاعبين الكبار يعون حجم المسؤولية الملقاة عليهم". تبدو كفة البرازيل هي الأرجح، لكن الوسط الفرنسي بوجود الثنائي فييرا ومكلليلي سيجعل حركة البرازيليين في منطقة المناورة صعبة للغاية. بالنظر إلى الكم الكبير من النجوم في صفوف المنتخبين، فسيكون المشاهد على موعد مع المتعة، والحوار سيكون مفتوحاً بين نجمي ريال مدريد رونالدو وزيدان، ونجم الأرسنال تييري هنري وساحر برشلونة رونالدينيو. ربما تكون مباراة البرازيل وفرنسا هي التي ستنال الكثير من الأضواء، لكن المباراة الأخرى بين انكلترا والبرتغال لن تقل عنها شأناً، فنتيجة المباراة تهم مدرب انكلترا اريكسون، الذي لم يحقق أي فوز على البرتغال منذ أن تولى تدريب الانكليز. رئيس الاتحاد الدولي بلاتر لام المنتخب الانكليزي لأنه الفريق الوحيد الذي لا يؤدي بطريقة هجومية، وعلى رغم صحة انتقادات بلاتر إلا أن مشوار المنتخبات في المونديال يحتاج لتعامل خاص، حتى ولو لم يلعب بشكل يمتع الآخرين. ومضات أخيرة في سابقة لم يعهدها البرازيليون كثيراً في خط دفاعهم، لا تزال شباك"السليساو"عذراء، على رغم أن المرمى البرازيلي تعرض لأخطار محدقة أمام غانا، وبالنظر إلى مدافعي البرازيل الأربعة جوان وروبيرتو كارلوس وكافو ولوشيو نجدهم كلهم يلعبون في المسابقات الأوروبية، ما جعل عظمهم يقوى، على خلاف الصورة التي كان يقدمها مدافعو البرازيل في وقت سابق.