قررت وزارتا الدفاع والداخلية تقليص عدد نقاط التفتيش في بغداد كجزء من اعادة النظر بالخطة الأمنية التي لم تحقق نتائج ملموسة، فيما اكد مصدر أمني ان بعض العمليات الانتحارية ينفذها مخطوفون يتم اطلاقهم وتفخيخ سياراتهم من دون علمهم. وأكد مصدر في وزارة الدفاع ل"الحياة"ان"تقليص عدد نقاط التفتيش هو جزء من اعادة النظر في الخطة الامنية التي لم تعط نتائج كبيرة في الايام الماضية"، مشيراً الى"تعديلات جديدة سيتم ادخالها على الخطة بالاعتماد على المعلومات الاستخباراتية وعمليات الدهم اليومية لا سيما في الاحياء الساخنة". من جانبه اكد اللواء مهدي صبيح، قائد قوات حفظ الامن والنظام في بغداد ان الجماعات المسلحة"وضعت ركائز اساسية لها في بعض مناطق وأحياء بغداد ونجحت في عزلها وإبعادها عن سيطرة الحكومة"، مشيراً الى"وجود فجوات كبيرة وواضحة في الخطة الامنية"التي بدأت الحكومة تطبيقها منتصف حزيران يونيو الماضي. وقال ان الخطة"انطلقت من خلال مشروع المصالحة الوطنية ولم تتضمن عمليات دهم وتفتيش ما اتاح للعناصر الارهابية فرصة للعمل وحرية الانتقال"، مؤكداً ان"الاخطاء الكبيرة التي وقعت فيها الجهات الامنية خلال التنفيذ اوقعت الكثير من الخسائر البشرية في صفوفها التي باتت اهدافاً سهلة للعناصر الارهابية". واوضح ان"الخطة الامنية نجحت في معالجة الوضع في مناطق محدودة في بغداد مثل البياع والسيدية وغيرها". و"فشلت في السيطرة على مناطق اخرى مثل اليرموك والغزالية والعامرية والدورة"، لافتاً الى ان"غالبية المناطق الساخنة باتت شبه معزولة عن سيطرة القوات الامنية لا سيما الدورة". وعن استراتيجية عمل الجماعات المسلحة في ضوء تطبيق الخطة الامنية في بغداد كشف صبيح ان"المسلحين بدأوا استراتيجية عمل جديدة لضرب نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد من خلال استخدام ضحاياهم من المخطوفين في تنفيذ عمليات انتحارية اجبارية". وقال:"من خلال تحقيقاتنا الاخيرة وجدنا ان المسلحين يطلقون بعض الرهائن بعد تفخيخ سياراتهم ويفجرون السيارة مع الضحية عند وصولها الى احدى نقاط التفتيش عن طريق اجهزة التحكم عن بُعد". من جانبه اكد اللواء غالب حامد، مستشار وزير الدفاع ل"الحياة"ان الوزارة"ستجري تغييرات على بعض آليات الخطة الامنية تتضمن القيام بعمليات دهم واسعة في بعض المناطق وفق المعلومات الاستخباراتية المتوفرة"، مؤكداً"القبض على مئات الارهابيين والمشتبه بهم في الايام القليلة الماضية في بعض الاحياء الواقعة في اطراف بغداد". إلى ذلك، استبعد المحلل السياسي معن الجبوري"وضع خطط امنية خاصة للمناطق الساخنة امنياً في بغداد"، وقال ان"الخطة التي وضعتها الحكومة تستهدف معالجة الارهاب في العاصمة وليس الارهاب المناطقي، وان التغييرات التي ستجرى عليها ستتم وفق المعلومات الامنية والاستخباراتية بطريقتين"الاولى تكتيكية سريعة والثانية تغييرات استراتيجية بعيدة تعتمد على الحالات والمعلومات المتوفرة عنها".