وحَّدت الحملة الاسرائيلية على حركة"حماس"نواب حركتي"فتح"و"حماس"في المجلس التشريعي، وذلك للمرة الاولى منذ الانتخابات التشريعية التي حققت فيها"حماس"فوزاً ساحقاً غير متوقع على حركة"فتح". وفي جلسة خاصة عقدها المجلس امس لمناقشة الاعتقالات التي شملت 26 نائبا و8 وزراء من الحركة على خلفية اختطاف الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت في غزة، أظهر نواب"فتح"تضامنا غير مسبوق مع نواب الحركة الخصم"حماس"وطالبوا الإسراع في تطبيق وثيقة الاسرى وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وذهب النائب محمد دحلان الى حد الاعلان ان"فتح"لن تستغل اي فراغ ناشيء عن غياب نواب"حماس"، وان مقاتلي الحركة سيكونون في مقدمة المدافعين عن قطاع غزة في حال اجتياحه من قبل اسرائيل بحجة البحث عن الجندي او استهداف الجهات الخاطفة. واعلن رئيس كتلة"فتح"في المجلس عزام الاحمد ان حركته تطالب اعتبار المعتقلين حاضرين في كل جلسة للتشريعي، وانها أي فتح لا تقبل استغلال غياب نواب"حماس"لتمرير اي مشاريع موضع خلاف. ودافع نواب"فتح"بشدة عن عن قيام"حماس"باختطاف الجندي الاسرائيلي. وقال النائب جمال ابو الرب ان اختطاف الجنود هو الوسيلة الوحيدة لاطلاق سراح الاسرى من سجون الاحتلال. وبخلاف تصريحات سابقة للرئيس محمود عباس وبعض قادة"فتح"الذين طالبوا باطلاق سراح الجندي دون ثمن، قال ابو الرب:" الخاطفون ابطال ويجب عليهم عدم اطلاق سراح الجندي من دون اطلاق سراح اسرى من سجون الاحتلال". واعتبر النائب الفتحاوي عيسى قراقع خطف الجنود الاسرائيلين عملية شرعية كرستها اسرائيل من خلال قيامها بخرق حدود دول اخرى واختطاف اشخاص من اجل تحقيق اهدافها، مشيرا في ذلك الى عمليات اختطاف عدة قامت بها اسرائيل خارج حدودها منها اختطاف خبير الذرة مردخاي فعنونو وغيره. وتساءل قراقع:"اذا كان لدى الجندي الاسرائيلي ام تبكي فان لدينا 9500 ام تبكي"مشيرا الى عدد الاسرى في السجون الاسرائيلية. وقدم قراقع شكره للجندي الاسرائيلي غلعاد لانه كان السبب في تسليط الاضواء على قضية الاسرى الفلسطينيين. وطالب عدد من النواب بتشكيل حكومة وطنية. ولمح بعض النواب الى امكانية حل السلطة الفلسطينية في حال عدم توفر ضمانات دولية لحمايتها وحماية العاملين فيها من الاعتقال والاختطاف. وقال النائب الليبرالي سلام فياض:"ما جدوى استمرار السلطة في الوجود اذا لم تتمكن من القيام بمهامها؟". وفي ختام الجلسة اعلن رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك، الذي دهمت قوات الاحتلال بيته قبل ايام بهدف اعتقاله لكنها لم تعثر عليه، عن تبني مطالب خاطفي الجندي، وقال :"رسالتنا للاسرائيليين هي: اطلقوا من بين ايديكم نطلق من بين ايدينا". واضاف:"عليهم ان يطلقوا سراح أسرانا مقابل اطلاق سراح الجندي. وهذه توصية بل هي قرار". وشكل نواب الكتل المختلفة للمرة الاولى منذ الانتخابات لجنة تحمل اسم"لجنة شؤون المجلس"مؤلفة من ممثلين عن مختلف الكتل مهمتها ادارة شؤون المجلس بالتوافق. واشار امين سر المجلس محمود الرمحي الى ان عدد المعتقلين من نواب المجلس بلغ 37 نائبا، 26 منهم اعتقلوا في الحملة الاخيرة و11 خاضوا الانتخابات من داخل الاسر.