ردت (اسرائيل) على فشل صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" بحملة اعتقالات واسعة في صفوف قادتها في الضفة الغربيةالمحتلة ، طالت نائب رئيس الحكومة العاشرة ونوابا، سبق ان اختطفوا وامضوا شهورا طويلة في سجون الاحتلال عقب أسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط. وطالت الحملة في نابلس كلا من: الدكتور ناصر الشاعر نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم في الحكومتين العاشرة والحادية عشرة برئاسة إسماعيل هنية، والشيخ عدنان عصفور أحد القادة السياسيين ل"حماس"، والدكتور عصام الأشقر. وفي رام الله النائبين عن كتلة الاصلاح والتغيير التابعة لحماس أيمن دراغمة، وعبد الجابر فقهاء، اضافة الى مازن الريماوي مدير مكتب نواب الحركة برام الله، والقيادي في "حماس" رأفت ناصيف وهو ناطق باسم "حماس" في الضفة. وفي الخليل: النائبين عزام سلهب ونزار رمضان. وفي بيت لحم النائب خالد طافش. وذكرت مصادر مقربة من حركة "حماس" ان قوات الاحتلال شنت حملة دهم واسعة لمنازل قيادات في حركة "حماس" في مناطق نابلس ورام الله والخليل وبيت لحم، وعبثت بمحتوياتها وصادرت وثائق وملفات وأجهزة حاسوب شخصية وهواتف نقالة. وجاءت حملة الاعتقالات هذه بعد يوم واحد فقط من الاعلان عن فشل صفقة التبادل، وتهديدات حكام تل ابيب باتخاذ اجراءات عقابية بحق حركة "حماس" سواء بملاحقة قادتها او التضييق على اسراها في السجون او تقليص المواد الحيوية التي تدخل قطاع غزة. وكان معظم هذه القيادات جرى اختطافها ضمن العشرات من نواب ووزراء حركة "حماس" عقب عملية "الوهم المتبدد"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في حزيران 2006 واسرت خلالها جنديا اسرائيليا وقتلت اخرين، حيث احتجزوا كرهائن دون اي تهم وامضوا فترات متباينة في سجون الاحتلال، وصلت الى اكثر من 40 شهرا كما هو الحال بالنسبة للنائبين رمضان وسلهب اللذين افرج عنهما في كانون الاول والثاني الماضيين. من جانبها، قالت منى منصور النائب عن حركة "حماس" أن عدد المعتقلين وصل الى أكثر من عشرة معتقلين، مؤكدة أن تلك الاعتقالات تأتي للضغط على "حماس" من أجل إنهاء ملف الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليط. وتعقيبا على هذه الاعتقالات، قال نواب كتلة الاصلاح والتغيير في الضفة انها تعبر عن فقدان الاحتلال أعصابه بعد فشل صفقة تبادل الأسرى والتي تسبب هو نفسه به. وقالوا في بيان لهم أمس أن الاحتلال وفي حمى انفعاله فإن عصبيته طالت جميع أسرى "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في سجونه فقرر حرمانهم من الزيارات والاتصالات والدراسة ومخصصات الكنتينة والاستماع إلى الراديو والتلفزيون، ولعله بذلك يظن أنه سيحقق مالم يُحقّق عن طريق التباحث والتفاوض، فقد جرب ذلك عام 2006 بعد أسر الجندي شاليط واعتقل أكثر من أربعين نائباً ومئات الناشطين من أبناء "حماس" فما حقق نتيجة وما أفادته التجربة خبرة أو درساً أو عبرة. واتهم والد الجندي الاسرائيلي الاسير رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بتفويت فرصة اطلاق سراح ابنه. وقال نوام شاليط "كنا نأمل ان يستغل ايهود اولمرت ايامه الاخيرة في منصبه لاعادة غلعاد الى منزله. للأسف، كنا مخطئين". وجاء تصريح والد شاليط من الخيمة التي اقامها في الثامن من اذار/مارس امام مقر اولمرت في القدسالغربية. واضاف نوام شاليط الذي كانت تقف الى جنبه زوجته أفيف وعشرات من المؤيدين لقضيته "نفهم الان، للاسف، ان نافذة الفرصة قد اقفلت". واوضح "ليس امامنا سوى ان ننتظر اعجوبة". واشار الى ان عائلة شاليط ستفكك الخيمة غدا السبت اي بعد الف يوم بالتمام على اسر الجندي الشاب من قبل مجموعة فدائية فلسطينية على حدود قطاع غزة المحاصر.