دشّن النائب الأول للرئيس السوداني رئيس"الحركة الشعبية لتحرير السودان"سلفا كير ميارديت ورئيس"حركة تحرير السودان"مني أركو مناوي في لقاء جمعهما في واشنطن تحالفاً لبناء"سودان جديد". وطالبا بتسريع نشر قوات دولية في دارفور لوقف العنف وحماية المدنيين، في وقت تبدأ الأممالمتحدة غداً سحب قواتها من شرق السودان بعد انتهاء مهماتها هناك. وعلم أن سلفا كير ومناوي درسا أول من أمس على غداء عمل في واشنطن رتبت له مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جنداي فريزر، إقرار تحالف بين حركتيهما وتنسيق مواقفهما ازاء القضايا في داخل السلطة وخارجها. وقال الناطق باسم رئاسة"حركة تحرير السودان"محجوب حسين ان سلفا كير ومناوي اتفقا على التعاون في المجالات كافة بين الحركتين لإرساء قواعد"السودان الجديد"وفق مفاهيم جديدة أساسها الديموقراطية وإطلاق الحريات وإقامة دولة المؤسسات وتثبيت المواطنة اساساً للحقوق والواجبات، لافتاً إلى أن الرجلين شددا على ضرورة تحويل مهمات القوات الأفريقية في دارفور إلى الأممالمتحدة بأسرع وقت. وأضاف حسين أن مناوي بحث مع فريزر في إمكان نشر قوات دولية في دارفور وطرق تنفيذ اتفاق أبوجا والعقبات التي تعترض تنفيذه، موضحاً أن مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية اكدت في اللقاء الذي حضره القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم كاميرون هيوم وخبراء من البيت الأبيض، ان بلادها ستلعب دوراً في نشر القوات الدولية في دارفور. وأثنى مناوي، من جانبه، على الولاياتالمتحدة بوصفها أول دولة اعتبرت ما يجري في دارفور ابادة، كما حض الخرطوم على التجاوب مع المجتمع الدولي في موضوع القوات الدولية. ولاحظت مصادر قريبة من الحكم السوداني ان زيارة مناوي إلى واشنطن حظيت باهتمام إعلامي كبير على رغم تزامنها مع وجود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الولاياتالمتحدة. ويُتوقع ان يتولى مناوي قريباً منصباً رفيعاً في الرئاسة السودانية بموجب اتفاق أبوجا للسلام في دارفور. لكن زيارته لواشنطن ولقاءه بالرئيس جورج بوش في البيت الأبيض تتم بصفته رئيس"حركة تحرير السودان"التي وقعت اتفاق السلام مع الحكومة وليس بصفته مرشحاً للمنصب الرابع في هرم السلطة في السودان. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي فردريك جونسون ان بوش طلب من مناوي ممارسة سياسة ضبط النفس، وعدم الدخول في حروب قبلية أو اثنية مع المجموعات الرافضة لاتفاق أبوجا، والسعي الى نسج تحالف دارفوري عريض يدعم السلام. الى ذلك، شرعت الأممالمتحدة في ترتيبات لسحب قواتها من شرق السودان بعد انتهاء مهماتها، ورجحت ان يستغرق اكمال الخطوة اسابيع. وقررت حكومة ولاية كسلا المتاخمة للحدود الاريترية تنظيم وداع رسمي للبعثة غداً السبت. وقال رئيس مكتب كسلا الاقليمي في بعثة الاممالمتحدة عبدالدائم مبارز ان انتهاء مهماتها في شرق السودان تزامن مع انطلاق انشطة مكثفة لفروع الأممالمتحدة غير العسكرية. وأكد ل"الحياة"أمس ان حكومة ولاية كسلا رأت ان البعثة لم يعد لديها ما تضيفه بعد انتهاء اشرافها على اعادة انتشار قوات"الجيش الشعبي لتحرير السودان"التي غادرت المنطقة الشهر الماضي بحسب اتفاق السلام. وفي أسمرا يُنتظر أن يقدم الوسيط الاريتري افكاراً إلى مفاوضي الحكومة السودانية ومتمردي الشرق حول قسمة السلطة والترتيبات الأمنية وقسمة الثروة، فيما علّق المفاوضون اللقاءات المباشرة لمدة يومين وغادر رئيس الوفد الحكومي الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل أسمرا إلى الخرطوم. وأُفيد أن مفاوضي الحكومة و"جبهة الشرق"رفعوا جولة المفاوضات يومين، على أن تسُتأنف الجولة على أساس مشروع سيقدمه الوسيط الاريتري الذي يرعى المفاوضات التي تجري في أسمرا منذ 17 تموز يوليو الجاري. وأشارت مصادر قريبة من المفاوضات إلى أن"الطرفين اتفقا على جملة مبادئ لحل الأزمة في الشرق، لكن برزت تباينات كبيرة حول وضع الإقليم الشرقي. ففي حين طالب المتمردون بدمج ثلاث ولايات هي البحر الأحمر وكسلا والقضارف في إقليم واحد، رفضت الخرطوم هذا الاقتراح".