أكد الرئيس اللبناني اميل لحود ان لبنان سيخرج من الأزمة الحالية أقوى مما كان، معتبراً أن هزيمة"حزب الله"صعبة جداً وأن التاريخ سيذكر انه تمكن من الوقوف في وجه اسرائيل. ورأى في حديث الى محطة"أي بي سي نيوز"التلفزيونية الأميركية امكان نشر قوات حفظ سلام دولية في الجنوب، مؤكداً ان قرار ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب يعود فقط الى الحكومة اللبنانية. ولفت الى ان"العالم سينسى خلال أيام قصف اسرائيل لموقع الأممالمتحدة في الجنوب". واعتبر لحود ان نزع سلاح"حزب الله"بالقوة قد يؤدي الى حرب أهلية في لبنان، مشيراً الى ان"عدم التوافق في لبنان أسوأ من ضربنا من جانب العدو الاسرائيلي". وحذر من أنه"اذا لم تستجب الدول العربية لمواقف شعوبها فستكون عرضة للاستهداف في المستقبل وستدفع ثمناً مرتفعاً". وإذ أكد عدم ثقته بالإدارة الأميركية الحالية، لفت لحود الى انه"إذا اعتمدت أميركا سياسة عادلة فيمكن الوصول الى حل شامل في المنطقة"، وقال:"اسرائيل تفعل ما تريد وللأسف فإن المجتمع الدولي يبقى ساكناً ولا يتحرك، بالنسبة اليّ أظن أن قصف اسرائيل قاعدة تابعة للأمم المتحدة تم عمداً". وأضاف:"اسرائيل تريد فقط مصلحتها ولا تأبه بما يقوله العالم لأنها تظن نفسها فوق الجميع وتسعى الى التفلت من كل شيء. لو كنا نحن من قصف موقعاً للأمم المتحدة هل تظن ان العالم قد يسكت؟". واعتبر لحود ان"اسرائيل تعاملت مع قضية الجنديين الأسيرين بطريقة غير متوقعة، والذي حصل انها لجأت الى التدمير الشامل وارتكاب المجازر. اسرائيل تريد الثأر بعدما أجبرت على الخروج من لبنان، ولا تريد أن ترى لبنان مزدهراً وكلما عاد الازدهار الى لبنان تضربه". وأشار الى ان ما"نريده هو وقف فوري لإطلاق النار ومن ثم التحدث والتفاوض. والتفاوض لا يمكن أن يتم تحت الضغط العسكري، واذا كانوا يظنون ان في إمكانهم اجبارنا على شيء بالقوة والتخلص من"حزب الله"فإنهم مخطئون". وأوضح لحود أن صفته كقائد أعلى للقوات المسلحة"مجرد لقب. أما القرار الحقيقي بإرسال الجيش الى الجنوب فيعود فقط الى الحكومة اللبنانية". وأكد أن ليس لرئيس الجمهورية اعطاء الأوامر للجيش، لافتاً الى ان ذلك من صلاحيات الحكومة مجتمعة بحسب الدستور. وقال:"اذا ما حاولوا التوغل الى قلب لبنان فإن الجيش سيقاتل ويدافع عن البلاد". وعن نظرته الى الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصرالله، قال لحود:"أنا أحترمه وهو يعمل لمصلحة لبنان والكثير من اللبنانيين يحترمونه. أما وصفه بالإرهابي فحتى الاسرائيليون يعرفون جيداً أنه ليس ارهابياً". ونفى معرفته في كيفية تسلح"حزب الله"قائلاً ان الحزب"يعمل بطريقة سريّة جداً وهذا ما يجعل هزمه صعباً جداً". وفي حديث الى وكالة"اسوشييتد برس"قال لحود:"لا يمكن فرض شروط على لبنان بالقوة من خلال توسيع اسرائيل عملياتها العدوانية"، محذراً من الوصول الى نقطة اللارجوع"وجعل اللبنانيين في وضع يائس وإذ ذاك لا يستطيع احد لومهم على ما يمكن ان يفعلوه". وأكد ان الإسرائيليين لن ينجحوا في اعادة لبنان 20 سنة الى الوراء كما ادعوا، معتبراً ان الحرب الراهنة على لبنان تم التحضير لها منذ سنوات، معتبراً ان اقتراح وضع مزارع شبعا تحت الحماية الدولية"مسألة يتوجب مناقشتها بين اللبنانيين لأن مثل هذه المسائل الأساسية والجوهرية لا تخضع لمنطق الأكثرية والأقلية، بل يتم النظر إليها على قاعدة التوافق بين اللبنانيين الذين عليهم ان يبحثوا هذه الاقتراحات في ما بينهم اولاً". وقال لحود ان لبنان اعد لوائح بالخسائر التي ألحقتها اسرائيل بالبنى التحتية تمهيداً لرفعها الى الأممالمتحدة لإلزام اسرائيل بدفع تعويضات. وكان لحود تابع امس الأوضاع ونشاطات الإغاثة. وعرض التطورات مع النائب مروان فارس الذي اوضح بعد اللقاء ان البحث تناول"فشل مؤتمر روما امس، إضافة الى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية في ظل الظروف التي يمر بها لبنان على اعتبار ان هذه الوحدة هي شرط من شروط نجاح المقاومة". والتقى لحود وفداً من"تجمع العلماء المسلمين"وإثر اللقاء تحدث باسم الوفد الشيخ حسان عبدالله الذي حيا موقف لحود الداعم للمقاومة، معتبراً ان"المسلمين سنّة وشيعة مع هذا الموقف".