أبلغ رئيس الجمهورية اميل لحود ممثل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في جنوبلبنان غير بيدرسون بالخروق التي تقوم بها اسرائيل من خلال الطلعات الجوية الدورية منتهكة حرمة الاجواء اللبنانية، وقال له ان"مثل هذه الممارسات يؤثر في مناخ الاستقرار الذي تنعم به منطقة الجنوب منذ فترة". واعاد لحود التأكيد ان"السلام العادل والشامل والدائم المرتكز الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية، هو مفتاح الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط، وان أي رهان على حلول جزئية غير متكاملة لا يمكن ان يحقق الغاية التي ينشدها المجتمع الدولي في رؤية دول المنطقة وشعوبها في أمن وطمأنينة". وأجرى لحود مع بيدرسون جولة افق تناولت التطورات المحلية والاقليمية، وموقف لبنان منها. وأكد له أن"الدولة تعمل على تعزيز الاستقرار في لبنان بعد التطورات المؤلمة التي حصلت خلال الاشهر الماضية"، مركزاً على ضرورة الاسراع في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، لا سيما ان معرفة الحقيقة في هذا المجال، مطلب إجماع لبنانياً وعربياً ودولياً". وأشار لحود إلى"ان صيغة العيش المشترك في لبنان هي ضمان استمرار الوحدة الوطنية، لان لبنان لا يكون إلا واحداً موحداً. وهذا الخيار الذي ارتضاه اللبنانيون وكان نموذجاً يحتذى، يستهدف بشتى أنواع المؤامرات التي ستسقطها الإرادة اللبنانية الجامعة". ونوه لحود"بالدور الذي تؤديه القوة الدولية العاملة في الجنوب لانها تترجم اهتمام المجتمع الدولي بلبنان، ورغبته في تعزيز الهدوء والامن فيه". الى ذلك قال رئيس حزب التضامن اميل رحمة انه لمس لدى رئيس الجمهورية ارتياحاً الى المناخات السياسية الهادئة التي تسود البلاد، معتبراً ان مثل هذه الاجواء تمكن الحكومة الجديدة من العمل لمواجهة الاستحقاقات المقبلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، على ان يترافق ذلك مع مزيد من التلاحم الوطني والتماسك في وجه المخططات الهادفة الى الاساءة الى امن لبنان واستقراره، او طرح صيغ لن تكون في مصلحة الوفاق والثوابت الوطنية التي ارتضاها اللبنانيون، والتي حفظت لوطنهم دوره وحضوره في محيطه والعالم. وقال ان رئيس الجمهورية يأمل في ان تنطلق مسيرة الاصلاحات السياسية والادارية في البلاد بعدما تعثرت خلال السنوات الماضية لاسباب مختلفة، مشيراً الى ان الظروف يجب ان تكون مهيأة للتغيير الذي ينشده اللبنانيون الذين يتطلعون الى مستقبل افضل لهم ولوطنهم. وزار بيدرسون رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقال انه اطلع منه على برنامج عمل الحكومة، وما يريد أن يحققه خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وجددت دعوتي الى ضرورة الهدوء على الخط الأزرق واحترامه لا سيما في هذه المرحة الدقيقة، وهذا بالطبع ليس فقط من الجانب اللبناني، ولكن أيضاً من الجانب الإسرائيلي لأن إسرائيل يجب أن توقف خروقها للأجواء اللبنانية". وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ بعد لقائه بيدرسون:"ان البحث تناول القرار الاخير لمجلس الامن 1614 حيال التمديد للقوة الدولية في الجنوب ونشر الجيش حتى"الخط الازرق"ومنع عمليات المقاومة واخذنا علماً بما ابلغه بيدرسون وفقاً لما ورد في قرار التمديد". وأكد صلوخ ان"سياسة الحكومة لم تتغير. وعندما تمتثل اسرائيل لما ورد في القرار 1614 وتوقف خرقها للسيادة الوطنية اللبنانية يكون ذلك خطوة اولى في تطبيق هذا القرار، مع التذكير بأن لبنان يحترم جميع قرارات الشرعية الدولية". وكان بيدرسون صرح من الخارجية:"ان مجلس الامن الدولي طالب بانتشار الجيش اللبناني في الجنوب. وبحثت مع وزير الخارجية حاجتنا الى تأسيس طريقة للاجراءات وفي الامكان بدء العمل معاً حول هذا الموضوع المهم جداً. واتفقنا ان هناك بحثاً لبنانياً سيحصل وبعده سنتابع هذا الموضوع المهم جداً". وعن مدة البحث اللبناني في هذا الموضوع، قال:"في هذه المرحلة ليس من العدل بشيء اعطاء وقت او موعد اخير لهذا البحث. ان الشيء المهم هو اننا بدأنا البحث في هذا الموضوع وانني مفعم بالامل اننا سنكون قادرين على التحرك معاً الى الأمام". لفت الى ان الجديد في القرار 1614" هو الطلب من مكتبي مباشرة بدء المناقشات مع الحكومة اللبنانية لوضع حد لعمليات المقاومة انطلاقاً من الاراضي اللبنانية.