قال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين انه يفضل أن يعدم قتلاً بالرصاص وليس شنقاً إذا حكم بالإعدام. وأكد انه أحضر إلى المحكمة بالقوة مباشرة من المستشفى، حيث كان يتلقى علاجاً من وعكة صحية بسبب اضرابه عن الطعام منذ 8 تموز يوليو الجاري، احتجاجاً على مقتل نائب رئيس هيئة الدفاع عنه المحامي خميس العبيدي منتصف حزيران يونيو وتضامناً مع محاميه الذين قاطعوا الجلسات ل"ضعف الاجراءات الأمنية في حمايتهم". وكان قتل فضلاً عن العبيدي محاميان آخران، هما سعدون الجنابي وعادل الزبيدي، منذ بدء النظر في القضية قبل ثمانية اشهر في تشرين الاول اكتوبر 2005. واستؤنفت الجلسة ال39 أمس باعتراض صدام الذي بدأ كلامه بالآية القرآنية"قاتلوهم ينصركم الله". وكان هادئاً وفي صحة جيدة ويرتدي بذلة سوداء. وتحدث صدام موجهاً كلامه إلى القاضي رؤوف عبدالرحمن رشيد فقال"لا أريد البقاء هنا، تضامناً مع وكلاء الدفاع عني، وللمحكمة حق اتخاذ اي قرار كما أرفض انتداب اي محام لأن لدي محامين موكلين الدفاع عني"، مشيراً إلى ان المحامي الذي انتدبته المحكمة هو"عدوي وعدو الشعب العراقي". واضاف:"لقد قدمت مذكرة رسمية اؤكد فيها عدم رغبتي في المجيء لكن جلبت رغماً عن ارادتي، رغم اضرابي عن الطعام لمدة 18 يوماً وأرقد في المستشفى جراء هذا". وزاد:"انا لا اعترف بشرعية المحكمة اساساً، كونها شكلت تحت الاحتلال الاجنبي". وتابع مخاطباً القاضي:"لو كنت عراقياً حقيقياً لعرفت ان بلادك ترزح تحت الاحتلال ونحن لا نقاومه فقط، وانما لا نعترف بكل ما ينتج في عهده بما في ذلك الحكومة المعينة وهذه المحكمة". واوضح:"ان الاميركيين أصروا على حضوري ضد رغبتي وهذا ليس عدلاً ولم اشأ استخدام الاسلوب ذاته معهم لأنني احترم نفسي ولا أريد تعيين محامين عني على رغم الاسماء البديلة من وكلاء دفاعي". فرد القاضي:"وفقاً لقانون المحكمة الجزائية الذي صدر في زمن نظامك رقم 23 لسنة 1971 فان المادة 145 منه تنص على وجوب حضور المتهم امام المحكمة"، وأوضح:"عندما كنت مريضاً في الجلسة السابقة الاثنين لم تجلبك المحكمة الا ان التقرير الطبي الصادر عن وضعك الصحي اليوم اكد انك تتمتع بصحة جيدة تمكنك من الحضور". فأجابه صدام"لو اضربت 10 شهور عن الاكل فسأبقى قوياً". وطلب القاضي دخول المحامي المنتدب فقابله صدام باحتجاج مؤكداً"لدي محامين"فسأله القاضي"أين محاموك انهم جالسون في دول اخرى ويطلقون الخطابات السياسية التي تحرض على العنف وانت هنا متهم ومعتقل ويتقاضون على هذا بلايين الدولارات". فرد صدام:"كلهم متبرعون"ووجه حديثه إلى المحامي المنتدب للدفاع عنه فقال:"لا تجعل نفسك عدواً لي وللشعب". واضاف:"ما كتب في مرافعتك صيغ بيد شخص كندي اميركي وانا لا اعترف بك ولا اريد ان يكون الدفاع عني من قبلك في التاريخ العراقي". فرد القاضي:"العراقيون هم من سيكتب تاريخ بلدهم وتاريخك"، وكان آخر حضور لفريق الدفاع عن صدام في نهاية حزيران يونيو في الجلسة التي شهدت قراءة مطالعة الادعاء العام والمدعين بالحق الشخصي. وقال رشيد ان مقاطعة المحامين للجلسات"تخدم غايات دعائية وتعرقل مسار العدالة"واضاف:"لكن لا مانع من ان يستأنف فريق الدفاع تقديم مرافعاته الختامية فباب المحكمة ما زال مفتوحاً، او ان يقوم المتهمون ومنهم صدام بتوكيل محامين جدد". فرد صدام"انا في حاجة إلى الوقت للرد على هذه المبادرة وأطلب ان تنظر في طلبات فريق الدفاع بخصوص الاجراءات الامنية"فوعد القاضي بذلك. وبدأ المحامي المنتدب قراءة المرافعة الختامية من وراء ستار بعد معالجة صوته فنياً لأسباب امنية على رغم ان صدام طلب معرفة هويته. وطعن المحامي في معرض مطالعته بشهادات الشهود كونها تفتقد الادلة القانونية. وقال:"يجب ان لا تنظر المحكمة إلى الحزب السياسي حزب البعث الذي ينتمي اليه صدام بل تكتفي باعتماد الجريمة المتهم بها". واضاف ان"شهادات المشتكين فيها كلمات: عذبني ونفاني واعتقلني وهددني وجرف بساتيني من دون ذكر الطريقة التي جرت بها هذه الامور فضلاً عن عدم تقديم الادعاء العام الادلة الكافية لاثبات وجود صدام في بلدة الدجيل". وطالب المحامي باللجوء إلى المحاكم الدولية"مثلما جرت العادة في محاكمة المتهمين في جرائم ضد الانسانية". وقاطعه صدام مرات عدة عبر مداخلات توضيحية فقال:"لقد كنت أتمتع بسلطة كاملة على المؤسسات السياسية والامنية"، فطلب القاضي من المحامي التأني في القراءة ليتسنى للجميع فهمها جيداً مبيناً لصدام ان المحامي"اكد انك كنت رئيساً لدولة وتملك حصانة قانونية"، فاعترض صدام مرة ثانية على ما ورد في مطالعة محاميه قائلاً:"لم يكن من صلاحياتي حينها التأكد من وصول الجثث إلى عائلاتها لدفنها، فيما يخص الاشخاص المحكومين بالاعدام بل ان مهمتي تقف عند حدود التصديق على الحكم والموافقة عليه". فطلب القاضي شطب هذه الفقرة"لعدم كفاية الادلة"، وقاطعه صدام مرة ثالثة مؤكداً ان"التعويضات لاهالي الدجيل شملت من جرفت اراضيه او صودرت عقاراته"، متهماً المحامي بأنه ليس"موكلاً للدفاع عنه بل هو أشبه بفريق الادعاء العام". وتابع صدام منتقداً مرافعة المحامي"رئيس الجمهورية لا يوقع على كتاب الاحالة للجرائم العادية إلى المحكمة لأنها تقع ضمن مسؤوليات ديوان الرئاسة وليس رئاسة الجمهورية"مشيراً الى ان"كل توقيع وقعه صدام مسؤول عنه". فقال القاضي:"انت كنت على رأس سلطة شديدة المركزية ولك الحق في توضيح الامور التي تفيد المحكمة والعدالة"فرد صدام:"نعم صحيح لكنني لا أدافع عن نفسي بل عن العراق وشعبه بما يخدم العدالة". وسأل القاضي:"لو كنت في كرسي القضاء هل تعتبر مطالعة هذا المحامي دفاعاً عني؟ ان في مرافعته استنتاجات ليست في صالحي هدفها شخصي ولا يمكن ان تفسر بغير ذلك"واعترض على وصف المحامي له بكلمة متهم، فأضاف القاضي رشيد"ليس هناك تأكيد لاتهامك والحكم سيصدر من المحكمة بعد التدقيق في الادلة".