انظر إليه أنابيباً منضدة/ من الزمرد خضراً ما لها ورق إذا قلبت اسمه بانت ملاحته/ وصار مقلوبه أني بكم أثق هذا ما قاله الشاعر ابن المعتز عن القثاء، او المقتي او القتي، كما يطلق عليه في بلاد الشام. والقثاء ينتمي الى الفصيلة القرعية، وقد عرفه الناس منذ القدم، فالفراعنة كانوا يصفونه لإدرار الحليب والبول وإعطاء الزخم للقوة الجنسية. وقال عنه ابن البيطار: بأنه أخف من الخيار وأسرع هضماً منه. أما ابن سينا فقال عنه:"القثاء ألطفه النضيج، فيه إدرار وتليين، وينفع في أوجاع المذاكير، وهو موافق للمثانة". أيضاً فقد تحدث الأطباء القدامى عن القثاء بقولهم:"انه يسكن الحرارة والصفراء والعطش، وينفع المعدة، ويستطيع تذويب الحصيات والرمال البولية. ام الطب الحديث، فيروي عن القثاء بأنه يملك المواصفات الآتية: يشكل الماء في القثاء حوالى 96 في المئة من وزنه، وهذا ما يجعله مرطباً من الدرجة الأولى، ولهذا يوصى به في الجو الحار، لتجنب الجفاف وما يحمله من مشاكل على الجسم. - ان القثاء فقير جداً بالطاقة، بل يعتبر الأفقر بها من بين النباتات، فكل مئة غرام منه لا تعطي سوى 10 سعرات حرارية، لهذا يوصى بأن يكون حاضراً وبقوة في وجبات التخسيس والريجيم. - إن ماء القثاء يحتوي على زمرة لا بأس بها من المعادن، من بينها البوتاسيوم والكلور والفوسفور والكلس والمغنيزيوم والحديد والزنك وآثار زهيدة من النحاس والمنغنيز والفليور والنيكل والكروم والسيلينيوم واليود. - الى جانب المعادن توجد في القثاء تشكيلة متواضعة من الفيتامينات، على رأسها الفيتامين ث، وفيتامينات المجموعة ب، خصوصاً الفيتامين ب3، والفيتامين ب5، ايضاً هناك الفيتامين أ، وكمية قليلة من الفيتامين ه E. - من ناحية السكريات، فهي لا تتجاوز الغرامين في كل مئة غرام، وهي كمية لا تذكر، وتتألف اساساً من سكر الفركتوز وسكر الغلوكوز، وسكاكر اخرى لا أهمية لها مثل: البنتوناز والهكسوناز. - بالنسبة الى البروتينات والدهنيات فهي توجد في القثاء بكميات شحيحة جداً، إلا ان وجودها مهم في حياة النبات من اجل صنع بعض الأنزيمات والمركبات الكيماوية. - يحتوي القثاء على الألياف الغذائية حوالى الغرام في كل 100غ وهي تتألف في قسمها الأكبر من السيللوز والهميسيللوز. - إن القثاء مفيد في إدرار البول بسبب غناه بمعدن البوتاسيوم ومحتواه القليل من معدن الصوديوم، ولهذا فإن القثاء ينفع في إزالة التورم في الجسم، وفي تنقية الدم من الشوائب والفضلات والسموم والحامض البولي، وهذا الأخير يعتبر الشرارة التي تؤهل لمرض النقرس وتشكل الحصيات الكلوية. - يفيد القثاء في تبريد الجسم بتخفيضه حرارته، وكذلك في تهدئة المغص وتهيج الأمعاء، وفي معالجة زيادة مادة الصفراء، وفي تفتيت الحصيات، وفي قتل الجراثيم القولونية. - تستعمل شرائح القثاء موضعياً لمكافحة تجاعيد الوجه، ولإعادة النضارة الى البشرة، وفي إزالة البقع الجلدية كالنمش والكلف وفي علاج داء القوباء، وفي التخفيف من وطأة الحكاك الشديد، وفي إزالة التجاعيد الجلدية على الوجه. إن وضع شرائح القثاء على الوجه يومياً لبضع دقائق يسهم في استعادة طراوة البشرة وفي إطفاء التغضنات. وإن غسل الوجه بماء غُلي فيه القثاء من دون ملح مفيد في علاج البشرة الدهنية. تبقى هناك نقطة واحدة تتعلق بالقثاء، وهي ان هناك اشخاصاً قد تكون معداتهم حساسة عليه فلا يستسيغونه كثيراً، ومن اجل التغلب على هذه المشكلة ينصح باختيار القثاء الطازج والصغير، وبتقشيره اذا لزم الأمر، والعمل على مضغه جيداً قبل زلقه من الفم صوب المعدة.