كلاهما ينتمي إلى الفصيلة القرعية، ويملك الخواص نفسها تقريباً، فهما مرطبان، وينظفان الدم، ويذيبان الحامض البولي، ويساعدان في إدرار البول، ويسهلان الدخول إلى عالم النوم، ولا يستفاد منهما في صنع الطعام بل يؤكلان نيئين، ويدخلان في تحضير أطباق السلطة وفي صنع المخللات. وقد تغنى الشعراء بكليهما، ففي الخيار قال أبو الهلال العسكري: زبرجدة فيها قراضة فضة فإن رجعت تبراً فقد خس أمرها تلم بنا طورين في كل حجة فيكثر فينا خيرها ثم شرها فعند المصيف ليس يفقد نفعها وعند الخريف ليس يعدم ضرها أما في القثاء، فقال الشاعر ابن المعتز: أنظر إليه أنابيباً منضدة من الزمرد خضراً ما لها ورق إذا قلبت اسمه بانت ملاحته وصار مقلوبه أني بكم «أثق» وفي الخيار قال الأطباء العرب: أفضل ما يؤكل من الخيار لبّه، لأنه أسرع انهضاماً، وأكثر انحداراً، وهو يوافق الكبد والمعدة الملتهبين، واذا أكل اليسير منه طيّب النفس. وشمه يسكّن آثار الحرارة المفرطة. وينشط القوة، ويدر البول ادراراً كثيراً، ويفتت الحصى، وينفع في اليرقان منفعة ظاهرة، وشرب مائه مع السكر يسهّل المعدة. وفي العصور الوسطى كانوا ينصحون بوضع الخيار في فراش الطفل المحموم ليمتص حرارة الحمى من جسده. وكان الفيلسوف اليوناني أرسطو يوصي النساء اللواتي يشتغلن في نسج الأقمشة بتناول الخيار لترطيب حرارتهن. أما القثاء فقال عنها الأطباء القدامى انها: تسكن الحرارة والصفراء، بزرها خير من بزر الخيار، وهي أسرع هضماً من الخيار، وإذا شمه صاحب الإغماء انتفع به وانتعش، وهو مسكن للعطش، مفيد للمعدة، وفيه إدرار وتليين، ويوافق المثانة، ويحل الحصى ورمل الكلى، ويحلل الأورام. والطب الحديث يروي عن الخيار والقثاء المزايا الآتية: - انهما من الخضروات الأقل فقراً بالطاقة، فكل 100 غرام تعطي حوالى 10 سعرات حرارية، ويعود السبب إلى غناهما بالماء الذي يشكل نسبة تقارب ال 96 في المئة، من هنا ينصح بهما بقوة للذين يرغبون في تخسيس أوزانهم أو للراغبين في الحفاظ على الوزن. أيضاً ينصح بالخيار والقثاء من أجل ترطيب الجسم وإرواء الظمأ خصوصاً في أيام الحر الشديد. - يحتويان على كمية شحيحة من المواد البروتينية لا تتعدى 0.6 غرام، وكمية ضحلة للغاية من المواد الدسمة لا تتجاوز 0.1 غرام. في المقابل فهما خاليان كلياً من أي اثر للكوليسترول. - توجد فيهما كمية جيدة من المعادن، خصوصاً البوتاسيوم (150 ملغراماً في كل 100 غرام) المفيد في خفض ضغط الدم، والفوسفور (23 ملغراماً لكل 100 غرام)، والكلس (19 ملغراماً لكل 100 غرام)، إلى جانب المعادن الأخرى كالنحاس، واليود، والمنغنيز، والكبريت الذي ينفع في الحفاظ على نضارة الجلد وليونته. - كل الفيتامينات تقريباً توجد في الخيار والقثاء، خصوصاً فيتامينات المجموعة ب (ما عدا ب12)، وطليعة الفيتامين أ، والفيتامين سي، والفيتامين ي الذي يساهم في إبطاء شيخوخة الخلايا. ولكنهما يفتقران الى الفيتامين د. هناك وصفات عدة يدخل فيها الخيار او القثاء مفيدة للبشرة وبعض أمراض الجلد. فمثلاً وضع شرحات من القشرة على الوجه يفيد في تحسين منظر غضون الوجه. وطبخ القشر في ماء بلا ملح ومن ثم غسل الوجه به ينفع في البشرة المدهنة. وعمل غسول من عصير الخيار أو القثاء والحليب النيء يوصف لمعالجة النمش والكلف.