بعض القادة العسكريين الإسرائيليين يودون"إعادة لبنان ثلاثين عاماً الى الوراء". ويبدو أنهم باشروا إنفاذ تهديدهم. ومعنى هذا العودة الى حرب أهلية، وإلى التمزق الطائفي والمذهبي، والى اجتياح يتبعه احتلال، وتوسل يائس بالميليشيات والمرتزقة الى السيطرة على البلد، ثم الى"انتصار""حزب الله"، فانسحاب. وفي الأثناء نشر الجيش الأميركي كتاباً مرشداً ضمنه معالجة تمرد على مثال ذاك الذي يتفشى في العراق. وأحد موقعي المرشد هو الجنرال ديفيد بتراوس، قائد الفرقة الجوية المحمولة 101 سابقاً، وأحد أفضل القادة العسكريين في العراق، والثاني هو كونراد كراين، المؤرخ العسكري. ويُقرأ في المرشد أن على الجيوش التقليدية ترك شطر كبير من العقيدة العسكرية السائرة ونسيانه. ففي أحوال التمرد، ينبغي أن تتوجه العمليات العسكرية صوب بناء المجتمع بناء جديداً. ويذكر المرشد أن تمرداً مسلحاً يعني، تعريفاً، حرباً مديدة وطويلة، وتفترض معالجته إرادة سياسية حازمة، وصبراً جميلاً، ووقتاً ومالاً طائلين. ومفتاح النصر هو فهم بيئة البلد السياسية والاجتماعية. وتؤدي خسارة المشروعية الأخلاقية الى خسارة الحرب كلها. وإنما خسر الفرنسيون الجزائر جراء توسلهم بالتعذيب واستعماله في حربهم. والإفراط في القوة ينجم عنه فقدها فاعليتها. وإذا أفضت عملية قتل فيها خمسة متمردين الى تجنيد خمسين متمرداً جديداً، فهي ضارة من غير شك. وهذه النصائح ممتازة. وكان على القوات الأميركية الاستفادة منها قبل ثلاثة أعوام. عن ويليام بفاف ، "انترناشينال هيرالد تريبيون . 18/7/2006